أ.د. محمد الرصاعي
مهارات القرن الواحد والعشرين ومتطلبات التنمية البشرية للمنافسة على الوظائف تولي مهارة استخدام التكنولوجيا، وإتقان اللغات إلى جانب مهارات التفكير والانفتاح على العالم أولوية كبيرة ضمن متطلبات استقطاب الشباب لفرص العمل، وهذه المهارات هي محط توافق لدى كبريات الشركات في العالم، لذلك تتجه أنظمة التعليم الحديثة للتركيز على تضمين هذه المتطلبات في مناهج وخطط التدريس فيها، كما تستند خطط تنمية الموارد البشرية إلى هذه المهارات وآليات تعزيزها.
في كلمته في افتتاح منتدى دافوس العاشر في البحر الميت بين جلالة الملك عبدالله الثاني أنَّ المصدر الأكثر أهمية لقوتنا في الأردن هو مواردنا البشرية، التي تتمتع بمهارات عالية، كما أكد جلالته على انفتاح الشباب الأردني على العالم وأنهم يتقنون استخدام التكنولوجيا بمهارة، بالإضافة إلى إتقانهم لغات متعددة، وهم عاقدو العزم على النجاح.
ما أشار له جلالة الملك في كلمته هو بمثابة رسالة للجميع تؤكد على أن الأردن دولة ذات رؤية تنطلق من الاستثمار في الموارد البشرية، وتتعزز قوته بتنمية هذه الموارد ومواكبتها لمستجدات الحداثة والتطور المتسارع في جميع السياقات.
وبين جلالته أنَّ الشباب الأردني مكسب لأي مؤسسة، فهو يمتلك المهارات المستهدفة في مجالات الهندسة والصحة والتعليم والإدارات المالية وفي مقدمة هذه القطاعات قطاع تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وقد أشار جلالة الملك أنَّ النجاح الذي تحقق في هذا القطاع محلياً أو إقليمياً هو دليل على تميز الشباب الأردني في امتلاك مهارات العمل في هذا القطاع، الشيء الذي وفر الآلاف من فرص العمل الجديدة، وفتح آفاق الوصول إلى أسواق المنطقة والعالم.
يعتبر الأردن مثالاً رائداً للتنمية المستندة للاستثمار في الموارد البشرية، وقد حقق الأردن مراتب متقدمة على مؤشرات التنمية بفضل رؤية قيادته نحو الاهتمام بأدوات بناء وتقوية موارده البشرية وفي مقدمة هذه الأدوات التعليم والتدريب في جميع المراحل والمجالات، وقد حاز طلبة الأردن ومؤسساته التعليمية على تقدير مرتفع إقليمياً وعالمياً، فالجامعات الأردنية تنافس اليوم بقوة على مقاييس تصنيف الجامعات في سمعتها الأكاديمية ومساهماتها في البحث العلمي وخدمة المجتمعات المحلية. غير أنَّ الاستدامة في تعزيز قدرات الموارد البشرية وتوجيه هذه الموارد التوجيه السليم هو بمثابة تحدٍ كبير يتطلب تخطيطاً راشداً واستشرافاً للمستقبل إلى جانب بناء الثقة بالشباب الأردني وفتح الآفاق لهم، وقد استشعرنا هذا بقوة من خلال كلمة جلالة الملك في افتتاح أعمال منتدى دافوس حينما وصف الشباب الأردني بأنهم مكسب لأي مؤسسة.
[email protected]