النائب د. فايز بصبوص
منذ اكثر من ثلاثة أعوام كتبت شعاراً مضمونه من أجل الحفاظ على الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية وعروبة القدس فقد تلمست من خلال الخطاب الإعلامي للكيان الصهيوني بأن مشروع تهويد القدس لا يمكن ان يمر إلا من خلال نزع الوصاية الهاشمية عن المقدسات الإسلامية والمسيحية لأن العدو الصهيوني يعرف جيدا الترابط الجدلي والمصيري بين السيادة الفلسطينية والوصاية الهاشمية كصمام امان للحفاظ على عروبة مدينة القدس وهذه هي الهجمة المسعورة الصهيونية على باحات المسجد الأقصى مستهدفة مع سبق الإصرار والترصد حراس المسجد وموظفي الوقف الأردني ضاربين بعرض الحائط التفاهمات والاتفاقيات بين الطرفين..
هذه الهجمة المسعورة تأخذ هذا الشكل الصدامي غير المعهود انطلاقاً من قاعدة صحيحة مئة بالمئة بأن مشروع الشرق الأوسط وصفقة القرن لا يمكن ان تمر الا من خلال تراجع الأردن عن ثوابته الوطنية والتاريخية والعروبية والحضارية علاوة على جانبها الروحي والذي يمثل حجر الزاوية في مواجهة المخطط الصهيوني وغطائه الدولي الإقليمي والذي تجلى بأبهى صوره في الضغط الهائل وغير المسبوق على الأردن وشعبه بكل المجالات وعلى رأسها الاقتصادي والسياسي بالتراجع عن موقفه وعن مرتكزاته ومنطلقاته القيمية والسياسية ففي كل المناسبات يقدم جلالة الملك مفهوم السيادة السياسية لمدينة القدس قبل ان يتطرق الى الوصاية الهاشمية على المقدسات والسبب المحوري في ذلك هو ان القيادة العربية الفلسطينية على القدس لا يمكن فصلها عن مضمون الوصاية الهاشمية للهاشميين لأن هذا الترابط العضوي هو ما اربك الحسابات السياسية لعرّابي صفقة القرن دوليا وإقليميا نعم هذا الترابط بين السيادة والوصاية وحد خلفه كل مسلمي ومسيحيي العالم لأنه موقف ينطلق من حكمة دبلوماسية يدافع فيها عن الثوابت الوطنية الأردنية وعن ثابتة مركزية لا يسمح بان تغيب عن التحليلات السياسية والوسائل الإعلامية الا وهي وحدة المصير بين الشعبين وهذا ما جعل جلالة الملك ان يقاوم بكل ما أوتي من قوة كل الضغوط السياسية الدبلوماسية وصولا الى مرحلة الابتزاز الاقتصادي نعم انه هاشمي ابي لن يخضع ولن يساوم على مسرى رسول الله وعلى السيادة الفلسطينية العربية عن القدس.
وهذا هو صميم ضمير شعبه ولهذا فالالتفاف حول موقف جلالته يعتبر واجباً وطنياً غير خاضع للمساومة او التأويل.