خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تشخيص ملكي دقيق لكيفية دحر الإرهاب ومكافحة الكراهية والتعصب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
رأينا ما تزال أصداء مجزرة المسجدين في مدينة كرايست تيشرتش في نيوزلندا يوم الجمعة الماضي تتردّد في جنبات المعمورة وتجد من التضامن الإنساني والأخلاقي والدعم المعنوي الكثير بعد أن تبيّن للعالم أجمع أن الصمت على جرائم الإرهاب وبث روح الكراهية بين أسرة الشعوب وبخاصة تلك التي تتكئ على دوافع دينية وعنصرية ستكون عود الثقاب الذي يشعل الحروب ويبث الفوضى والاحتراب ويترك المجال واسعاً أمام خطاب المتعصبين والجهلة والعنصريين كي يسود ويغدو ساحة حروب وتصفيات وسفك لدماء الابرياء.

وتحضر هنا على وجه الخصوص مضامين البرقية المهمة التي بعثها جلالة الملك عبدالله الثاني الى الحاكم العام لنيوزلندا والتي حدّد فيها جلالته الأُسس الصحيحة الكفيلة بدحر التطرف والإرهاب وبخاصة تأكيد جلالته موقف الأردن الثابت في التصدي للتطرف والإرهاب الذي لا دين له، وهي إشارة ملكية مهمة وحيوية وبخاصة في ظل محاولات جهات متطرفة عديدة الإشارة إلى الدين الإسلامي الحنيف وجمهور المؤمنين به الذين يدينون لهذا الدين العظيم وينهلون من معين كتاب الله الذي حضهم على المحبة وإعمار الأرض والحوار والوسطية ونبذ العنف وكانت رسالة نبيه الكريم محمد بن عبدالله صلوات الله وسلامه عليه قامت على إتمام مكارم الاخلاق والهداية والمحبة والايمان العميق بالرسل والانبياء وكتب الذين سبقوه كآخر الأنبياء المرسلين.

من هنا وفي إطار الرؤية الملكية المتكاملة لكيفية وضع حد لآفة الارهاب وشروره جاء تحذير جلالته الذي كرّر أكثر من مرة وفي اكثر من مناسبة الى ضرورة اليقظة والحذر من العدوان الذي يتعرض له عالمنا على يد هؤلاء الاشرار الذين تحركهم شهوة السلطة عبر سفك الدماء وتعميم المعاناة الانسانية ولا تقف غير اطماعهم وليس اكاذيبهم وترهاتهم وخطابهم المراوغ حول الايمان والتدين المزعوم الذي يُروّجون له في خطاباتهم البائسة ولا سبيل لهم للوصول الى السلطة سوى تمزيق البلدان والمجتمعات عبر إشعال النزاعات الطائفية والإمعان بانزال الاذى والمعاناة بالعالم أجمع.

والاردن وخصوصاً جلالة الملك الذي بذل وما يزال كل جهوده وإمكاناته المادية والمعنوية وتراثه الإنساني والحضاري يواصل دعوة أسرة الشعوب ودولها كي ترى مخاطر وتهديد التطرف وفهمه على حقيقته لانه لا يهدد دولة معينة او شعباً معيناً يعتنق ديانة ما، خصوصاً ان لا دين للإرهاب ولا ايمان للارهابيين او عاصم اخلاقي او انساني، ولهذا يدعو الاردن على الدوام للعمل على تعزيز مصادر القوة التي تجمع أسرة الشعوب وفي مقدمتها الاحترام المتبادل الذي يربط بين الشعوب ويديم هذه العلاقات القائمة على الحوار والاعتراف بالآخر ونبذ العنف واختيار المقاربات الجامعة وهي كثيرة وعديدة وعدم التركيز او التمسك بالاختلافات في وجهات النظر التي هي قليلة وثانوية رغم كل محاولات الارهابيين ومجموعات التطرف والتعصب على أنواعه ومنابعه الايحاء بعكس ذلك بل تضخيمه والبناء عليه لبث مزيد من الكراهية.

نختم هذه الكلمة بعبارة وردت في رسالة عمان التي صدرت كما يعرف الجميع قبل خمسة عشر عاماً تقريباً (تشرين الثاني 2004) تنطوي على معان عديدة جاء فيها «إن وسائل مقاومة الظلم وإقرار العدل تكون مشروعة بوسائل مشروعة، وندعو الأمة للأخذ بأسباب المنعة والقوة لبناء الذات والمحافظة على الحقوق، ونعي ان التطرف تسبب عبر التاريخ في تدمير بنى شامخة في مدنيات كبرى، وان شجرة الحضارة تذوي عندما يتمكن الحقد وتنغلق الصدور، والتطرف بكل أشكاله غريب عن الاسلام الذي يقوم على الاعتدال والتسامح».. انتهى الاقتباس.

هنا تكمن الأهمية والقيمة العالية للجهود التي يبذلها الاردن في محاربة الارهاب ونبذ العنف والتطرف والدعوة على الدوام للحوار القائم على الاحترام بما هو الاساس المتين الذي تقوم عليه المجتمعات الانسانية كافة، فيما تكون الانتكاسة والخسارة الكبرى إذا ما جرى الاعتداء على الآخرين وعزلهم وبما يشكل في النهاية الى إهانة الشعوب واديانها ومعتقداتها ومشاعرها الدينية ولا نحسب ان حضارة في اجواء كراهية كهذه تقوم أو تستمر.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF