خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

بـيـن الـتـعـصـب والانـتـمـاء

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. صلاح جرّار التعبير عن الانتماء للوطن أو للأمّة أو للعشيرة أو للقرية أو للمدينة أو للدين والعقيدة أو غير ذلك مطلبٌ أساسيٌّ من مطالب الصدق والوفاء، ولا أظنّ أنّ إنساناً يمكن أن تستقيم أحواله وتستقرّ أموره من غير انتماء ومن غير التعبير عن ذلك الانتماء بصورةٍ من الصور، وفي رأيي أنّ التعبير عن الانتماء واحدٌ من أهمّ حقوق الإنسان ولا يجوز بأيّ حالٍ من الأحوال أن يؤاخذ أو يعاقب أو يحاسب عليه، بل يجب احترام ذلك الحقّ. وذلك لأنّ الانتماء مظهر حضاري إنسانيّ إيجابي له تأثيره الإيجابي على سلوك الشخص وإبداعه وإخلاصه في عمله وغير ذلك، فالانتماء الصادق يتطلّب من صاحبه أن يعمل على تحسين صورة الجهة أو الشيء الذي ينتمي إليه، فإن كان انتماؤه لعشيرة أو بلد أو حزب أو طائفة أو غير ذلك فإنّه يجعل من نفسه ممثّلاً لتلك العشيرة أو البلدة أو الطائفة أو الحزب، فيحرص أشدّ الحرص على أن يظهر في سلوكه وتصرفاته وتعامله مع الناس بأحسن صورة خدمة لما ينتمي إليه، ولذلك فإنّ صادقي الانتماء وبدافع التعبير عن انتمائهم دائماً يحرصون على أن يكونوا متميّزين ومبدعين ومتفوّقين ومخلصين في أعمالهم ومتقنين لها وأوفياء لأصدقائهم. وبذلك يكون الانتماء ضرورياً للناس أفراداً ومجتمعات وشعوباً ويكون عاملاً من عوامل تماسكها وقوّتها وتقدّمها.

أمّا التعصّب، وإن كان يشترك مع الانتماء في حبّ الوطن أو العشيرة أو أي شيء ينتمي له الشخص، فإنّ له من المضارّ ما يمحو فوائده، فالمتعصّب لا يبالي بما تظهر عليه صورة ما يتعصّب له، وهو ينحاز إلى كلّ شيء يتعلّق به سواءً أكان خيراً أم شرّاً، وسواءً أكان على حقٍّ أم على باطل. والتعصّب أعمى لا يميّز بين الخير والشرّ، ولا بين الصواب والخطأ، ولا بين الحقّ والباطل، ولا يأبه بنتائجه على من يتعصّب له وطناً كان أم عشيرةً أم حزباً. وإذا كان الانتماء يؤدي إلى خدمة مصالح ما ينتمي إليه الشخص عن طريق الوقوف إلى جانبه إن كان في الطريق الصحيح ومن خلال إرشاده إلى الطريق الصحيح إن كان ضلّ الطريق، فإنّ التعصّب يضرّ بمصالح ما يتعصّب إليه الشخص، لأنّه يجاريه في الحقّ والباطل على السواء ولا يسعى إلى تصحيح مساره أو تصويب أخطائه، بل يتبنّى المتعصّب أخطاء من يتعصّب له، وهذا معيقٌ للتقدّم والتطوّر.

ولعلّ من أخطر ما تعاني منها أمّتنا العربيّة وكثير من المجتمعات العربيّة أنها لا تفرّق بين الانتماء والتعصّب بل تعبّر عن انتمائها بالتعصّب وتدافع عن الباطل وربّما تجاهلت الحقّ من أجل دفاعها عن الباطل. وهذا سببٌ رئيسيٌّ من أسباب تعثّر الأمّة وتراجعها وتعثّر المجتمعات وانقسامها.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF