تاريخياً قدمت «شريعة حمورابي» الذي حكمت سلالته اقليم ما بين النهرين (1792–1750ق.م) نهضة عظيمة دمرها الحثيّون (1595ق.م) واحتلها قورش الفارسي (539ق.م). وشهد العصر البابلي ازدهاراً في حقوق المرأة بوصول الملكة (سميراميس) للسلطة الاشورية (بابل) وكانت تشارك زوجها في الحكم والمراسم وظهرت كليوباترا- ملكة مصر الفرعونية (69ق.م – 30ق.م) كأعظمهن في التاريخ. لكن العهد الاغريقي ظلم المرأة وحرمت من الارث والتعلم لكن مدينة إسبارطة اليونانية منحتها حقوقها. وفي العصر الروماني حصلت على حقوق أكثر. وظلمت في فارس والهند والصين ونظرة الصينيين لها كحيوان معتوه.
وفي الجاهلية شاركت المرأة في الحياة الاجتماعية والثقافية، رغم وجود وأد البنات بسبب الفقر. وتولت النساء الحكم (زنوبيا في تدمر، والملكة بلقيس في اليمن). وجاء الاسلام فكان للمرأة أدوارها في صناعة التاريخ والسلام والحرب والإفتاء. ووضع الأسس لمساواتها في الحقوق. وأكد الإسلام مساواة الرجل بالمرأة رغم الفروق الفسيولوجية. واوضحت تعاليم الاسلام، حق المرأة علی الزوج. وكان لأدوارها المؤثرة في صناعة التاريخ الاسلامي فضل كبير. واعتبر يوم 8/4/1857 اليوم العالمي لحقوق المرأة واجمعت عليه U.N 1957 وتأسست الشبكة الدولية للمنظمات في برلين1904 لمنح المرأة حق التصويت.
وتأسست عام 2007 الشبكة النسوية العربية وكانت الاستاذة نادية شمروخ المنسقة. وقدمت الشبكة قراءة لواقع الحركة النسائية العربية والمشكلات التي تعانيها ووضعت شروطاً للعضوية والهيئة العامة والحوار مع التيارات الاخرى والتمويل. والشبكة ليست صدى لتيارات. وعقد مؤتمر النساء الاشتراكيات عام 1907 في شتوتغارت. وقرر حق الانتخاب للنساء. وفي 1970 صادق الدستور الامريكي على حق الانتخابات وإعلان حقوق المرأة. وفي الاردن عام 1945 وبمبادرة من الرائدات الأردنيات تأسس (اتحاد المرأة الاردنية) برئاسة السيدة (اميلي بشارات) وبداية انحسر النشاط بالعمل الاجتماعي والثقافي ثم انشاء مراكز لرعاية الامومة والطفولة ومكافحة الامية والتثقيف الصحي والاجتماعي للنساء. عام 1957 حل الاتحاد بناء على قانون الطوارئ و1974 اعيد احياءه.
وبعودة الحياة البرلمانية حددت اعماله بتعزيز حقوق المرأة 1990 وتم فتح فروع في المملكة. 1994 اصبح الاسم «اتحاد المرأة الاردنية». 2011 صدر قانون الجمعيات وعدل النظام الداخلي. وفي 2017. قادت مسيرة الاتحاد الاستاذة امنة الزعبي كرئيسة، وتأسس للاتحاد عدة فروع.
اما اهداف الاتحاد: (1) توحيد جهود المرأة الأردنية للدفاع عن حقوقها والتصدي للتمييز ضدها. (2) تأكيد مكانتها ودورها في المجتمع وتمكينها ممارسة حقوقها بصفتها مواطنة انطلاقاً من مبادئ المساواة. ودمجها في تنمية المجتمع لتحسين مكانتها. (3) السعي لتذليل العقبات التشريعية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية لتفعيل دورها وأداء واجبها، وحصولها على الرعاية الصحية والصحة الإنجابية ورعاية الأمومة والطفولة وأنشطة تنظيم الأسرة. (4) مد المرأة بالخبرات والإمكانيات لتمكينها للإسهام في تحسين وحماية البيئة الطبيعية والسكانية ومستوى معيشة أسرتها وخاصة الأطفال والدفاع عن حقوق الأسرة. (5) دعم ومساندة المرأة العربية والتعاون معها لتحقيق الأهداف المشتركة، والتضامن مع نساء العالم في قضاياهن العادلة.
إن انجازات حقوق المرأة الاردنية تبلورت لتصبح وزيرة ونائبة وعين في البرلمان ورئيسة لمؤسسات اجتماعية وسياسية وعلمية وهذا مكسب حقيقي بفضل مسيرة الهاشميين وقيادتهم الحكيمة والدستور الاردني الذي رسخ دور المرأة في المجتمع.
oumeishdermatol@hotmail.com
مواضيع ذات صلة