رأينا
قدمت القوات المسلحة والدفاع المدني والاجهزة الامنية نموذجا اردنيا مميزا ، كما هو العهد فيها دائما في تعاملها مع الحالة الجوية التي شهدتها بعض مناطق المملكة خلال اليومين الماضيين ، عندما شاركت الالاف من كوادرها في جهود الانقاذ والاخلاء وتأمين الالاف من المواطنين لمناطق امنة اثر السيول الجارفة التي نتجت عن حالة عدم الاستقرار الجوي ، والتي هي انعكاس للتغير المناخي على مستوى العالم ، واودت بحياة 12 مواطنا بينهم شهيد الواجب احد غواصي الدفاع المدني الوكيل حارث الجبور، واصابة اخرين . وشهدنا الجهود الجبارة التي قامت بها تلك الكوادر في عمليات البحث والانقاذ في ظل ظروف جوية صعبة والتي هي محط تقدير الاردنيين واعتزازهم.
جلالة الملك عبدالله الثاني تابع مع نائب جلالته ، ولي العهد الامير الحسين ، اجراءات التعامل مع الظروف الجوية ، مثلما تابع سموه منذ صباح اول من امس عمليات البحث والانقاذ للمفقودين والاشخاص الذين داهمتهم مياه الامطار ،واتخاذ كل ما من شأنه الحفاظ على حياة المواطنين ، فيما كان رئيس الوزراء الدكتور عمر الرزاز وقادة الاجهزة الامنية والوزراء المعنيون منذ اللحظات الاولى لبدء الحالة الجوية في المركز الوطني للامن وادارة الازمات ، يتابعون المستجدات ويوجهون الكوادر بالميدان اولا باول ، وهي حالة تعكس التنسيق العالي والتكامل بين مختلف الاطراف ، والتواجد في مكان واحد لتوجيه الجهود وتنسيقها واتخاذ القرار المناسب ووضع الحلول السريعة التي تتناسب مع الواقع، ما ساهم في الحد من الخسائر البشرية والاملاك ، ورافق ذلك حالة وعي المواطنين واستجابتهم للتحذيرات التي تم اطلاقها مرارا وتكرارا على مدى الايام الماضية ، وهو ما اشار اليه واثنى عليه الرئيس الرزاز .
التعامل مع مثل هذه الظروف الجوية توجب دائما الجهوزية العالية واتخاذ كل الاحتياطيات التي تحد من الخسائر في الارواح والممتلكات ، مثلما توجب التنسيق العالي وهو ما كان في التعامل مع حالة عدم الاستقرار الجوي ، وتوحيد المرجعيات بعيدا عن التنافس وعدم التنسيق الذي يؤدي لنتائج سلبية ، والذي شهدناه في مراحل سابقة وظروف امنية ندعو الله ان لايعيدها على هذا الوطن .
ولعل من النقاط الايجابية المضيئة التي تسجل في التعامل مع الحالة الجوية وانعكاساتها، تعامل وزيرة الدولة لشؤون الاعلام الناطقة باسم الحكومة الزميلة جمانة غنيمات وانفتاحها وتواصلها مع الصحفيين ووسائل الاعلام المختلفة وتدفق المعلومات وتوفيرها لحظة بلحظة وتقديم التفاصيل المتعلقة بحالة عدم الاستقرار الجوي وعمليات البحث والانقاذ ، والرد على ماكان ينشر على وسائل التواصل الاجتماعي من اشاعات ومعلومات غير صحيحة ومغلوطة تجد بيئة خصبة في مثل هذه الظروف وتفنيدها من خلال بيانات وتصريحات على فترات مختلفة وتقديم المعلومات الدقيقة والصحيحة ما عزز الثقة باخذ المعلومة من مصادرها الرسمية .