وإذا كان جلالة الملك قد دعا بحزم إلى ضرورة انجاز تقرير يحدد تفاصيل ما حدث بالضبط والعمل لتحديد من يتحمل المسؤولية شاكراً ومقدراً جلالته جهود نشامى الدفاع المدني والأمن العام والقوات المسلحة وتعاون المواطنين، فإن من الواجب في مثل هذه الظروف أن نزجي التحية والتقدير لكل من ساهم في عمليات الإنقاذ من أجهزة أمنية ودفاع مدني وما أظهره المعنيون من احتراف ومهنية ونكران الذات وتنسيق عالٍ بين كل الأجهزة والمؤسسات ذات الصلة سواء في إدارة العمليات أم في عمليات الإنقاذ والإسعاف بالتعاون مع وزارة الصحة والمتابعة الميدانية من قبل رئيس الوزراء والفريق الوزاري وإصرار الجميع على القيام بواجباتهم وإنقاذ الطلبة والمواطنين الذين تعرضوا للسيول الجارفة، وتواصل عمليات البحث عن المفقودين وأولئك الذين تقطعت بهم السبل رغم الصعوبات والعقبات الناتجة عن الانهيارات في الطرق وما خلفته السيول من آثار على الطرق والمواقع.
وقائع الخميس الأسود والمأساوي الذي خلّف هذا العدد الكبير من الضحايا، أثبتت على نحو لا يمكن دحضه أو التشكيك به أن الأردنيين على قدر عالٍ من الوعي والمسؤولية الوطنية والأخلاقية وأنهم يقفون بصلابة وإرادة قوية في مواجهة الأحداث الجسام وبتضامن عز نظيره وأن مؤسسات الدولة وأجهزتها المختلفة أمنية وصحية وإدارية ودفاعا مدنيا وشرطة ودركا يتوفرون على جاهزية عالية واحتراف ومهنية وأنهم لا يترددون في القيام بواجبهم ويُظهرون من الشجاعة ونكران الذات ما يدعو للفخر والاعتزاز، ما يدعون للشد على أياديهم ودعوة كل من يهمهم الأمر في هذا البلد الطيب أن يستخلصوا الدروس والعبر مما حدث وأن يكون هذا الحدث الجلل فرصة للمراجعة وتجاوز كل الأخطاء والسلبيات التي حدثت وكان معظمها خارج عن إرادة الجميع في مواجهة مناخات عاصفة وغير مسبوقة في حدتها وغزارتها.
