ولعل اجتماع مجلس السياسات الوطني برئاسة جلالته في حد ذاته يعكس مدى فداحة المأساة ومشاعر الحزن التي شملت أنحاء الوطن وأبنائه الذين فجعوا بما انتهت إليه السيول العارمة وغير المسبوقة في منطقة البحر الميت والتي تعرض لها طلبة ومواطنون وكانت موضع تضامن مع الأردن في الإقليم والعالم أجمع كما في داخل الوطن..
من هنا يأتي تأكيد جلالة الملك على ضرورة أن يكون هناك تقرير يُحدّد بدقة تفاصيل ما حدث بالضبط والعمل بشفافية لتحديد مَن يتحمل المسؤولية ليضع الأمور في سياقها القانوني والوطني والأخلاقي بعيداً عن محاولات التشويش أو المبالغة أو الخضوع لسورة الغضب أو التهرب من المسؤولية لأن دولة القانون والمؤسسات هي المنوط بها الإضاءة على كل أوجه الخلل والتسيب والإهمال وعدم السماح بالتغطية على أحد في موقع المسؤولية أو خارجها.. وهي الدولة التي تقدم أفضل الرعاية الصحية والعلاجية للمصابين كما وجّه جلالته الحكومة يوم أمس.
لهذا كانت كلمات جلالته على أعلى درجات الوضوح والحسم في ضرورة الاستناد إلى معلومات وحقائق ومعطيات وعدم الخضوع للشائعات أو الانفعالات في الوقت نفسه الذي أثنى فيه قائد الوطن على المشهد الوطني المتضامن والجامع الذي عبّر عنه وشارك فيه مختلف الطيف الأردني سواء نشامى الدفاع المدني والأمن العام والقوات المسلحة الذين كانت جهودهم موضع شكر وتقدير جلالة القائد الأعلى، وهم الذين واصلوا الليل بالنهار لإنقاذ المصابين واخلائهم كذلك الطواقم الطبية أم شكرُ جلالته المواطنين الأردنيين الذين ساعدوا الأجهزة في عمليات الإنقاذ والإخلاء.
مؤكداً جلالته عن حق أن هذا مصدر فخر وليس بغريب على الأردنيين الذين يرفعون الرأس ومعنويات أبناء الوطن في الظروف الصعبة.
المأساة المفجعة التي حدثت يجب أن تكون درساً للجميع مسؤولين ومواطنين على حد سواء كي نكون على قدر المسؤولية ونواجه تداعياتها بشجاعة وثقة بالنفس وأن نستخلص العبر منها وأن نبذل جهودنا بإخلاص كي لا تتكرر وبخاصة أن التغييرات المناخية في عالمنا باتت ملموسة على نحو يستدعي اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات تحسباً لمثل ما حدث في الخميس المأساوي الأخير.
