أ.د. محمد الرصاعي
تضمن خطاب العرش لافتتاح الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة الثامن عشر عدة مرتكزات ومحاور أساسية، من ضمنها أن الأردن يمضي بإرادة وتصميم لبناء ثقافة صناعة الفرص والاعتماد على الذات من خلال ابتكار الأفكار والحلول غير التقليدية في مواجهة التحديات الوطنية وفي مقدمتها التحدي الاقتصادي، وفي هذا الصدد أشار جلالة الملك إلى أنَّ النموذج التقليدي غير قادر على مواجهة التحديات الاقتصادية وتلبية الحاجات المتزايدة للمواطنين، وأن على الحكومة العمل وفق خططها، لترجمة نهج اقتصادي واقعي يحفز النمو، ويعزز الاستقرار المالي والنقدي، ويعالج تفاقم المديونية، ويستقطب الاستثمارات لتوفير فرص العمل للأردنيين.
وقد أحسنت الحكومة صنعاً عندما أعلن فريقها الاقتصادي عن مجموعة تصورات انبثقت من خطاب العرش وتوجيهات جلالة الملك للحكومة حيث بدأ التفكير في سبل تعزيز التنافسية للاقتصاد الوطني وزيادة الصادرات الوطنية من خلال التركيز على قطاعات يحتل الأردن فيها ميزة تنافسية وقيمة مضافة كالأدوية والصناعات الكيميائية وبعض المنتجات الزراعية، إضافة للتفكير في إنشاء شركة قابضة وفق معايير عالمية تكون مفتوحة أمام الصناديق العربية والمواطنين المقيمين والمغتربين مهمتها تنفيذ مشاريع استثمارية في قطاعات البنية التحتية ذات الأولوية كالنقل والصحة والتعليم.
البرامج غير التقليدية للحكومة للتعامل مع التحديات الراهنة يحقق التحول من كون طاقم الحكومة مجموعة من الموظفين يؤدون مهمات إدارية روتينية، إلى فريق من القيادات القادرة على ابتكار الحلول والتفكير بعقلية فذة ومبدعة تستحضر المكتسبات العديدة للاقتصاد الأردني وكذلك التجارب العالمية لأنظمة اقتصادية عديدة استطاعت تحقيق إنجازات في هذا السياق.
كما أن وضع المواطنين في صورة هذه البرامج يعزز شعورهم بجدية الحكومة في التعامل مع التحديات، ويقل حجم النقد حول عجز الحكومات أنًّ تكون على قدر المسؤولية إزاء ما يواجه الأردن من ملفات يتعاظم أثرها على المواطن كازدياد وتفاقم المديونية، وقد نوه جلالة الملك لذلك في خطابه حيث بين أنه ومن خلال متابعته اليومية لقضايا الوطن وجد حالة من عدم الرضا عن آليات التعامل مع بعض تحديات الحاضر.
الفريق الاقتصادي للحكومة يخطو بنهج واضح وسليم من خلال إطلاع المواطنين على الاستراتيجيات والأفكار التي يتدارسها للتعامل مع الملف الاقتصادي، إضافة إلى أن الكثير من المراقبين بدأ يلمس تحولا في البرامج والسياسات التي يقترحها الفريق، وفي ذات الوقت يتطلع الجميع لتنفيذ البرامج والسياسات إلى مشاريع واقعية يلمس أثرها المواطن الأردني وتمكن الأردن من تجاوز الظروف الدقيقة التي يمر بها.
[email protected]