بلال حسن التل
لا يملك الأردني المنصف وهو يستمع إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أو يقرأ تصريحات جلالته، إلا الاعتراف بأن من يحكمنا ويقود سفينة وطننا هو واحد منا، يشعر بما نشعر به، ويصيبه ما يصيبنا، ويشكو مما نشكو منه، لكنه يسعى إلى إزالة هذا الذي نشكو منه، فنحن جميعاً نشكو من أولئك الذين قال عنهم جلالته»يحاولون إثارة الشكوك ونشر الشائعات وبث الأجواء السلبية حتى يحصلوا على شعبية رخيصة»ولا غرابة في أن يشكو جلالته مما نشكو منه، فقد أصاب جلالته أضعاف ما أصاب أي أردني من الشائعات الكاذبة والمفبركة، وهي الشائعات التي وصلت إلى درجة التشكيك في عودة جلالته للوطن كما قال.
ولأن جلالته يمتلك إرادة ورؤية ثاقبة فإنه لا يتوقف عند حدود الشكوى، بل يقدم العلاج لما نشكو منه، ففي مجال محاربة الإشاعة، يشير جلالته إلى الدور الأساسي والمهني للإعلام في تقديم المعلومات والحقائق للمواطنين، في ظل انتشار الأخبار المفبركة، والإشاعات التي تستهدف الأردن، مؤكداً جلالته على دور الإعلام المهني في التصدي للإشاعة، وعلى أهمية الانفتاح والتواصل بين مؤسسات الدولة والوسط الصحفي والإعلامي لإيصال المعلومة الصحيحة للمواطنين، وهو تأكيد يثبت من جديد أن جلالته واحد منا، يطالب بما نطالب به، وهو هنا حق الوصول إلى المعلومات.
ولأن عبدالله الثاني ابن الحسين واحد منا، فإنه يعرف عيوبنا وأمراضنا خاصة المسلكية منها، ولأنه الرائد الذي لا يكذب قومه، فإن جلالته يصارحنا بهذه العيوب والأمراض، من ذلك قول جلالته»...لكن عندما يتعارض تطبيق القانون مع مصالح البعض، ويطال أقرباء لهم لا يتم احترام القانون».
غير معرفة جلالته بعيوبنا وسعيه لإصلاحها، فإن من الشواهد التي لا تعد وتؤكد أن مليكنا واحد منا استخدام جلالته لمصطلحاتنا الدارجة كقول جلالته».. من يتخاذل في ذلك ستكون مشكلته معي»وهي صيغة يستخدمها الأردني عندما يكون حازما مع شخص آخر فيقول له«مشكلتك معي» وهو ما ينطبق على قول جلالته «بكفي يعني بكفي» وهي عبارة يستخدمها الأردني عند نفاد صبره أو اقترابه من ذلك.
شواهد لا تعد ولا تحصى تؤكد أن مليكنا واحد منا، وقريب جداً منا، ويعيش بيننا، وهو أمر تؤكده أقوال جلالة الملك ومن خلال استعراض جلالته في أحاديثه ولقاءاته لتفاصيل حياتنا اليومية، مما يدل على أن جلالته يتابعها لحظة بلحظة، غير أن ما يميز جلالته عنا جميعاً بالإضافة إلى نسبه الشريف أن جلالته يختلف عنا جميعاً، بحجم مسؤوليته، وبصلابة عزيمته، وبقدرته على الصبر والتحمل، وقبل ذلك كله بامتلاك جلالته للرؤيا الواضحة، التي تمكنه من رؤية الصورة كاملة فيرى المنجز ليبني عليه، مثلما يرى النقص في الصورة فيسعى إلى إكمالها وهذا ما يميز القادة عن غيرهم.
[email protected]