خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الأبناء ضحية الخلافات الزوجية

1
1
طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
أبواب -غدير سالم يؤدي الشعور بالأمان والهدوء النفسي لدى الأبناء إلى نمو شخصيات سوية، فالإستقرار الأسري يلعب دورًا مهما في منح الطفل الثقة بالنفس، وتشير نتائج العديد من الدراسات والإختبارات الحديثة إلى أن الأطفال الذين ينعمون باستقرار أسري يتمتعون بنسبة ذكاء أعلى مقارنةً بالأطفال الذين ينشأون في جو من المشاحنات والخلافات المستمرة بين الوالدين.

وقد رأى العديد من الباحثين في مجال الطفولة أن الكيفية التي يتعامل بها الوالدان في مواجهة المشكلات الزوجية لها دور مهم في شعور الطفل بالأمان، حيث وجد الباحثون أن الأمان والاستقرار الأسري يمثل صمام الأمان للطفل، فكلما كانت العلاقة بين الوالدين قوية كانت قدرات الطفل على بناء علاقات سوية مع الآخرين أفضل، على عكس الخلافات الزوجية التي من شأنها تدمير شعور الطفل بالأمان، وإحساسه بالضياع، وعدم قدرته على التفاعل مع الآخرين بشكل إيجابي وفعال.

كما وجد أن الخلافات الزوجية بين الوالدين التي يشهدها الطفل، وتتضمن إهانات، أو تتطلب من أحد الزوجين الدفاع عن النفس، أو تؤدى إلى الهم والحزن والخوف، أو التي تنتهي بالطلاق سببًا في إصابة الطفل بالاكتئاب، أو القلق، أو أن يسلك الطفل أو المراهق سلوكيات مُشينة، بالإضافة إلى أن الشجار المستمر وإظهار الخلافات أمام الطفل يترك أفكارًا سلبية عن الزواج قد تستمر لفترة طويلة تؤثر على حياته فيما بعد.

وأوضحت «نها حدادين» -طالبة جامعية- أن منظر الشجار بين والديها أصبح مألوفاً، وفي حال وجودهما في نفس المكان دون شجار يعتبر الأمر غريب جداً.

وأضافت: « منذ صغري وأنا أرى والدي يضرب والدتي وهي ترد عليه بالشتائم دائماً، وأنا وإخوتي لا نتدخل مطلقاً أو بالمعنى الأصح سئمنا التدخل بينهما ، فنحن لسنا كعائلة واحدة تجتمع على السفرة لتناول الوجبات أو أننا نتبادل أطراف الحديث فيما بيننا، فحياتنا محورها الرئيسي الصراع بين والدي ووالدتي، وكل منهم مشغول بنفسه، لدرجة أنني وأخوتي أصبحت مشاعرنا جامدة تجاهههم، وخلق لدينا عقداً نفسية من الزواج مستقبلاً، ففكرتنا الوحيدة عن الحياة الأسرية أنها مليئة بالمشاكل والصراعات».

ويرى أخصائي الصحة النفسية الدكتور عمار التميمي أن: «الخلافات الزوجية تؤثر على سلوكيات الأبناء ونفسياتهم بشكل سلبي، فقد يظهر هذا التأثير على شكل خوف، قلق، تبول لا إرادي عند الأطفال، إضطرابات في النوم، ومشاعر تردد وانسحاب وخوف، وهذه المشاكل جميعها نواتج للخلافات الزوجية المتكررة».

وأضاف: « هناك قاعدة تربوية تقول أن من يعيش العنف من الممكن أن يمارسه في حياته، فيظهر لديه بشكل سلوكيات غير تكيفية في المرحلة التي يكون فيها طفلا، وتختلف هذه المرحلة من مرحلة عمرية لأخرى، بمعنى تأثير الخلافات والشجار والمشاكل الزوجية على الطفل تختلف من عمر الثلاث سنوات عن عمر الستة والثمانية وهكذا كل حسب المخزون والخبرات التي يحملها هذا الطفل».

وتابع: «وهذه السلوكيات لا تقتصر مساوئها فقط على سلوك الطفل في المنزل فمن الممكن أن تمتد للمدرسة وللعلاقات الخارجية فتؤثر على شخصيته في المستقبل، ومن الممكن أن تؤثر على قراراته المصيرية فكثير من الشباب والفتيات عند سؤالهم عن سبب عزوفهم عن الزواج تكون الإجابة هي عدم رغبتهم في عيش نفس الظروف التي عاشها أهلهم من شجار وخلاف ومشاكل وعصبية وضرب وعنف، وهذا من الممكن أن يؤثر على معتقدات الشاب والفتاة ويصبح لديهم خبرات سلبية مسبقة عن فكرة الزواج، فيعممون أنه بالضرورة أن تكون حياتهم هكذا فالشخص الذي تعلم أن والده يعنف والدته فمن الممكن أن يعتقد بأن هذا هو الأسلوب الصحيح في التعامل مع الزوجة فيعنف زوجته».

وأنهى التميمي حديثه قائلاً: «لذلك من الرسائل التربوية التي نوجهها عادة للمتزوجين وبالذات الذين لديهم مشاكل زوجية متكررة أن يحاولوا تأجيل وقت الحديث والنقاش، والتحكم في نبرة الصوت، فالأبناء الذين يسمعون الشجار المستمر سيؤثر على شخصياتهم ونفسياتهم، فتجد أن الشخصية تظهر منسحبة وتواجه مشاكل في التكيف في كل مكان وهذه النماذج والصور تأثيرها كبير جداً في البناء النفسي لشخصيات الأبناء إما بشكل إيجابي أو سلبي».

وتبين المتخصصة في مجال الإرشاد النفسي بدرجة الماجستير مها الطاهات أن: «الأسرة هي المكان الوحيد الآمن للأبناء الذي ينصح الأخصائيون النفسيون الأباء والأمهات أن يحلو مشاكلهم بعيداً عن أبنائهم في غرفهم أو أماكن خاصة، لأن المشكلة غالباً ماتتطور لتصل إلى الضرب والصراخ وهذا يوثر على الأبناء بجميع اعمارهم فهم يشعرون بمشاكل الأهل وهذا يزرع الكراهيه والعنف وكثير من السلبيات في تصرفاتهم».

وأضافت: « وهذه المشاكل تؤثر على حياة الأبناء اليومية ، فلا مشكلة لديهم عند ضرب إخوتهم ولا مشكلة في الصراخ والعصبية وارتفاع الصوت بينهم، فهم يتخذوا الأهل قدوة، و غالباً الأطفال الذين يسببون الأذى لزملائهم في المدرسة أو الصف يقلدون ما شاهدوه أمامهم من مشاكل ومشاجرات ولا تقتصر هذه المشاهدات على مشاكل الأهل وإنما قد تكون مشاهدة برامج تلفزيونية تؤثر عليهم أيضاً وتجعلهم عنيفين».

وترى الطاهات أنه: « قد تبدو المشاكل العائلية صغيرة ولكن آثارها كبيرة جداً وقد تكون طويلة الأمد ، وهناك أيضاً تأثيرات أكاديمية، وتأخير في التحصيل والأداء المدرسي، حيث يصبح لدى الأبناء تشتت انتباه، وانخفاض في درجات الإختبار، وزيادة في التأتأة في الكلام، وعدم القدرة علي حل المشكلات، عدا عن التأثيرات النفسية كالعدوانيه والقلق والإكتئاب، وعدم التقدير لذواتهم، وصعوبه الإندماج، بالإضافة إلى التأثيرات الصحيه كالتبول اللاإرادي».

وأظهرت دراسة بريطانية أن الخلافات الزوجية تؤثر على المواليد الجدد والرضع، والأطفال فيما بعد ذلك، وقد جاءت هذه الدراسة بعد سنوات طويلة من المتابعة والبحث والدراسة.

وقد كان ملخص هذه الدراسة أن الخلافات الزوجية أمام الأطفال مهما كان سنهم تؤدي إلى ارتفاع ضربات القلب، وزيادة في هرمون التوتر، و قد تظهر على المولود علامات عدم تطور الدماغ بسبب خلافات الوالدين، وهذا من الأمور الغريبة غير المتوقعة.

وبينت الدراسة أن الآثار النفسية والصحية على الأطفال الذين يعيشون في بيت يمتلئ بمشاكل الأبوين، هي نفسها الآثار التي يخلفها الطلاق والانفصال، وتحدث مخاطر جينية تؤثر على الصحة العقلية للمولود، وقد تظهر على المولود علامات مثل: اضطراب النوم، أما الطفل الأكبر سناً فهو يعاني من ضعف الشهية، وكذلك إيذاء النفس، لذلك يجب على الوالدين أن يحلا مشاكلهما خارج البيت، لأن الخلافات الزوجية تؤثر على نفسية الطفل منذ ولادته.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF