كتاب

السكان الاوائل للصحاري العربية – البدو

البدو مصطلح استخدم لسكان الصحراء ويعتمد رزقهم على تربية المواشي، ومعيشتهم متنقلة بحثاً عن الكلأ ومصادر المياه، وتُعتبر حياتهم تقليد ثقافي عربي. قد تكون مكة والمدينة مواقع التعبد الاسلامي الاولى للحج والعمرة، والامارات مشهورة بالعمران وبرج زايد العملاق، ومعان واربد اصبحتا مدناً مزدهرة، وهذه المدن لها تاريخ عريق يعود لعصور قديمة وبالتدرج الزمني شيدت على ارض الصحراء العربية، والبدو يحظون بأكبر قدر من فضول العالم الخارجي. وتم إنتاج الكتب والأفلام الكثيرة عن حياتهم – ويطلق عليهم (البدو الرحل الداهية). والسؤال كيف استطاعوا البقاء والترحال عبر البوادي ذلك لانهم يتصفون بالذكاء الفطري الخارق والتكيف مع البيئة والمناخ. والعامل خلف تكيفهم تحدي الصعوبات بذكائهم الفطري وصمودهم في الحياة الصحراوية القاسية وامكنة يبيتون فيها وحصولهم لماء الشرب او طعام للأكل وللابل (سفن الصحراء). اما عوامل الفطرة والذكاء وتحدي الصعوبات ساعدتهم لتحديد اتجاهات ترحالهم واستعانوا بالقمر والنجوم واوقات شروق وغروب الشمس وهم لا يحملون ساعات، وكثبان الرمال كانت كالبوصلة تحدد مساراتهم والاهم خبرتهم لاقتفاء الاثار والتمييز بين اثار اقدام الانسان والحيوان، والمرأة والرجل. خاصة عندما يعتدى عليهم ويسلب (حلالهم). اما البقاء على قيد الحياة في صحاري قاحلة وطقس حار جاف وبارد ليلاً، وندرة في الماء والطعام مكنتهم الاعتماد على الامكانات المتاحة والمحدودة لديهم ليتحدوا الصعوبات وللبقاء على قيد الحياة. تميزت حياتهم بالبساطة وكانت الإبل كوسائل نقل ومصدرًا للغذاء اهم عامل لبقاءهم. واستخدمت جلودها لصنع الأحذية والملابس الثقيلة وأوبارها لنسج السجاد، وحليبها لصناعة السمن واللبن، واستخدموا ودربوا الصقور في صيد الطيور والارانب والفرائس. والبدوي ملتزم لأقصى الحدود بحياة اسرته وحماية قبيلته وبكرم الضيافة. يعيشون في خيم سوداء مصنوعة من شعر الماعز المنسوج. ولقد واجه البدو تحديات كثيرة. كالتخلي عن مظاهر البداوة في النصف الثاني من القرن العشرين، حيث قامت دول الشرق الاوسط بتأميم المراعي البدوية وفرضت قيوداً وحدوداً لتحركاتهم بالرعي، واجبرت مجتمعات بدوية لتبني انماط حياة (الاستيطان) واستقرت طوعاً استجابة للظروف السياسية والاقتصادية، وتبدلت بعض عاداتهم فوسائل النقل باستبدال الابل بالمركبات. وفي بدايات القرن العشرين تغيرت انماط حياتهم، فانتقل الجزء الاكبر قريباً وداخل المدن والقرى وانخرط العديد منهم في العمل الحكومي والخاص خاصة القوات المسلحة واجهزة الامن كما حدث في الاردن. وتعلموا ودربوا وتدربوا في مجالات كثيرة واثبتوا جدارتهم وشجاعتهم في الحروب والدفاع عن الوطن العربي في الجزيرة العربية والصحراء السورية وغرب العراق وسيناء والنقب والأردن وفلسطين والصحراء الغربية. عدد سكان البادية الغير رسمي 25مليوناً. لقد تحدثنا عن البدو- العرب كشريحة هامة من مجتمعاتنا العربية في المنظومة الاجتماعية والسياسية ولا ننسى الاردن اول دولة عربية اسست قوات البادية عام 1930 في عهد الامارة وطورت قدراتها ومؤهلات العاملين فيها ووسعت تغطيتها الاقليمية عبر مديريات الشرطة التابعة لقيادة امن اقليم البادية الملكية. البدو في أردننا يتصفون بأخلاق أكبر من كثبان الرمل واوسع من زحمة اهل المدن. انهم سادة الصحراء واصبحوا ضمن المدن – انهم السكان الاوائل ذوي الانتماء الكبير.