د. محمد الحدب
منذ فترة وليست بقصيرة تتجه الأنظار حول مشروع قانون الضريبة الجديد ليتم إقراره وبالتي يكون من أهم الحلول لواقعنا الاقتصادي أن لم يكن الحل الوحيد على ما يظهر للعيان.
ويواجه مشروع هذا القانون تحديا كبيرا يتمثل في تلبية طموحات الشارع أو متطلبات الحكومة والجهات المانحة.
فالخياران كلاهما صعب والحكومة حقيقة في موقف لا تحسد عليه، ولا سيما أن هنالك حاجة ماسة لإيجاد مصادر جديدة للتدفقات النقدية لمواجهة حجم الضغوطات الاقتصادية التي تتزايد وتتراكم بشكل سريع.
وفي هذه المقالة أحاول التنويه إلى أمر أخر وهو ضرورة عدم انشغال جميع الجهات الاقتصادية الحكومية بمشروع الضريبة الجديد، وبالتالي خسارة فرصة البحث عن حلول أخرى ابداعية تمكننا من مواجهة التحديات الاقتصادية.
وهنا اقترح أن يكون هنالك فريق اقتصادي غير معني بتاتاً بمشروع قانون الضريبة الجديد، بل تكون مهمته الرئيسية فقط البحث والتمحيص بالأفكار الأخرى التي من شأنها أن تحرك العجلة الاقتصادية ، ولا سيما أن الوقت يمر بسرعة وحجم الديون وفوائدها والاعباء الاقتصادية تتزايد بوتيرة متسارعة.
وهنا نتساءل ماذا لو لم يقر مشروع الضريبة الجديد لسبب ما ؟ ماذا إذا احتاجت عملية إقرار القانون ومروره في المراحل الدستورية المختلفة فترة زمنية طويلة نسبياً؟ ماذا لو تم إقرارالقانون بالوقت المناسب وبما يناسب اهواء الحكومة، لكن كانت نسبة التهرب الضريبي عالية جداً بعد تطبيق مشروع القانون الجديد مما جعل حجم الإيرادات الضريبية مشابهة لما هي عليه حسب القانون القديم؟ اتمنى أن تكون الحكومة تدرك جيدا هذا الأمر وهذة التساؤلات.
أحد المقترحات التي من الممكن العمل بها هو قيام الحكومة بتكليف فريق من الخبرات الاقتصادية الشابة بإعداد مجموعة من المقترحات التي من الممكن أن تساعد في رفد إيرادات الخزينة وتحقيق معدلات عالية من النمو الاقتصادي الملموس، والتركيز هنا يتمحور حول منح الشباب الطموح والكفؤ والمؤهل الفرصة لاحداث التغيير. وليكن تشكيل هذا الفريق بشكل سري بعيداً عن أضواء الإعلام وما يرتبط بها من مباركات وتهنئات والتي من شأنها أن تشكل عامل ضغط سلبيا لا إيجابيا على عمل الفريق.
مقترح آخر وهو لماذا لا يتم الاستعانة بالخبرات الخارجية؟ لماذا شبح الفساد والرواتب والمزايا العالية تجعل عملية استقطاب خبرات خارحية أمراً غير مرغوب على الاطلاق. هل كان لدول متقدمة مثل بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية مثلاً أن تصل لما هي عليه الآن بدون استقطاب مختلف الكفاءات ومن مختلف دول العالم.
فعلياً هذه المرحلة تتطلب أفكار غير تقليدية ومن خارج الصندوق للخروج من هذه الأزمة الاقتصادية ولعل جيل الشباب وبعض الخبرات من الخارج يستطيعون أن يقدموا شيئاً جديداً.
[email protected]