في لقاء جلالته مع المتقاعدين العسكريين كان هناك مجموعة من الرسائل تحمل في طياتها عناوين داخلية واضحة وخارجية مستترة وان اهم هذه العناوين والتي تحمل بعدين اثنين في الداخل والخارج هو ما يخص موضوع الكونفدرالية والوحدة الشكلية المطروحة بين الأردن وفلسطين من خلال تسريبات إعلامية شكلية تعتمد على جس النبض وانتظار ردود الافعال حول تلك الفقاعات الإعلامية لقد أوضح جلالته ودون مواربة ان قيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية هي خط احمر أي ان الوحدة واي شكل من اشكال الاتحاد لا يخضع للحوار او التفاوض الا من خلال الحفاظ على تقرير المصير للشعب الفلسطيني والهوية الفلسطينية المستقلة أي ان حل الدولتين هو أساس ونتيجة أي مبادرة او حوار هذه الرسالة تلتقي تماما مع الأسباب الحقيقية لقيام منظمة التحرير الفلسطينية والتي تتمحور في جوهرها حول الحفاظ على الهوية الفلسطينية المستقلة وصولا لإقامة الدولة والتحرير، ان ذلك الهدف لا يمكن للأردن ان يتراجع عنه وذلك أيضا هو التطبيق الحقيقي للإجراءات الأردنية والفلسطينية والتي نتجت عن قانون فك الارتباط بين منظمة التحرير الفلسطينية والدولة الأردنية هذا جانب اما الجانب الاخر من خطاب جلالته والذي وجهه بكل تفاصيله للداخل ان ركوب موجة الاشاعات والتشكيك في الاستقرار السياسي وتسريب معلومة هنا وهناك بان الأردن في هذه المرحلة تتمحور لقاءاته السرية الدولية حول آلية تراجعه عن ثوابته السياسية والقومية هو عبارة عن محاولة لضرب الاستقرار الداخلي وهو جزء لا يتجزأ من مسيرة الضغوط الدولية والتي ترتقي لمستوى المؤامرة على الأردن ولذلك قال جلالته باننا سنقف صفا واحدا ومن خلال يقظة اجهزتنا الأمنية والشعب الأردني وتطور مستوى وعيه لواقع الصفقات المشبوهة التي تستهدف وطننا الحبيب كوجود مستقل عربي هاشمي وركيزة من ركائز العمل الإسلامي الدولي ورافعة حقيقية في دعم العدالة الدولية وحقوق الانسان كجدولة عصرية نموذجية لا تقبل القسمة او الاندماج الا من خلال توافق وطني جامع في كل ما يخص القضايا المصيرية ومستقبل الوطن والاقليم ودول الجوار.
اما الجانب الآخر فهو اعلان مبطن بأن الحرب ضد الاعلام الموجه والممنهج والذي هو جزء لا يتجزأ من المؤامرة على الموقف الأردني فقد قال جلالته بكل وضوح ان اجهزتنا الأمنية وعلى راسها القوات المسلحة المصطفوية الباسلة قادرة بكل ثقة للدفاع عن الأقصى الشريف وهنا نسجل انه ولأول مرة يصرح فيها جلالة الملك بان الدفاع عن الأقصى ضمن اطار سياسي بحت ولكنه سيكون أيضا دفاعا عسكريا في حال استنزفت كل الخيارات الأخرى وخاصة السياسية منها أي الدفاع عن الأقصى لن يبقى محصورا في اطار التجاذب السياسي ولكنه سيتلقى اسنادا ودعما في اطاره العسكري إن تطلب ذلك لا سمح الله هذه الكلمة والخطاب بعث من خلالها جلالة الملك هذه الرسائل وبمضامين جديدة مغلقا الباب كليا امام إعادة تداول مفهوم الحل الكونفدرالي او ما طرح سابقا حول الخيار الأردني وان جلالته يتمنى ويتطلع الى اغلاق هذا الملف نهائيا فحل الدولتين وعروبة القدس والوصاية الهاشمية وحق العودة هي مرتكزات وثوابت لم ولن تتخلى القيادة السياسية الأردنية مهما كبر حجم المؤامرة والتي تلقى ترجمتها الحقيقية في التصعيد والضغط غير المسبوق على الأونروا وما يحكى عنه خلف الكواليس من خلط للاوراق ما بين وكالة تشغيل اللاجئين الفلسطينيين والمفوضية السامية للاجئين كل ذلك يعرفه الأردن ولكنه لن يؤثر لا من قريب ولا من بعيد تمسك الأردن بثوابته فالأردن قادر بحصانة جبهته الداخلية ووحدته الوطنية وديناميته ودبلوماسيته الفاعلة ان يهزم المخططات مهما كان حجم الضغوط التي يتحمل عبئها المواطن الأردني بشكل مباشر والقيادة السياسية بشكل غير مباشر وهو المضمون الحقيقي لرسائل جلالته في هذا اللقاء بغض النظر عن أهميته المعنوية والمادية في اللقاء مع النخبة العسكرية القديمة والتي كانت جزءا لا يتجزأ من عملية البناء المستدام والتي انتهجها جلالة المغفور له الحسين بن طلال.