رأينا
يحتفل الأردنيون.. العرب والمسلمون اليوم بعيد الأضحى المُبارك بكل ما يمثله من معان ودلالات عميقة أرادها المولى عز وجل أن تكون عنواناً للتضحية والفداء وأن يسير عباد الرحمن على نهج الإيثار ونكران الذات والتقرب الى الله سبحانه وتعالى بالأفعال والنيات الحسنة وخدمة الاوطان وإعمارها بعيداً عن الأنانية والحقد او تفضيل المصلحة الفردية او الفئوية او الجهوية على المصلحة الوطنية او تغليب نزعات الثأر وتصفية الحسابات وتمجيد الكراهية على المحبة والإخاء وثقافة الحوار والتقارب وعمل الخير.
في عيد الأضحى المُبارك يتطلع الأردنيون الى المستقبل بثقة وتفاؤل وهم يتابعون ما يحدث في المنطقة من حروب واقتتال وخراب وسفك للدماء، فيما هم يعيشون في وطن يتميز بالأمن والاستقرار نتيجة لحكمة قيادتهم وبسالة قواتهم المسلحة واجهزتهم الأمنية الذين يصلون الليل بالنهار بعيون يقظة وجهوزية عالية ومهنية ووطنية دفاعاً عن تراب بلدهم وحماية لشعبهم وكل مقيم او زائر له ورفضاً حاسماً لثقافة الارهاب والتزمت والتكفير وايماناً عميقاً بالاسلام دين محبة وسلام وإخاء وحوار بعيداً عن التعصب واحتكار الحقيقة والحكم بغير قواعد الدين الحنيف السمحاء.
في عيد الأضحى المُبارك يدرك الأردنيون بغالبيتهم أن الأزمة التي يعانيها اقتصادنا الوطني إنما هي عابرة ولدينا القدرة والامكانات على تجاوزها وبخاصة أنها وفي بعض جوانبها ناتجة عن تأثيرات ما يحدث حوالينا من أزمات واغلاقات للحدود مع دول الجوار وارتفاع اسعار بعض السلع وتذبذب أسعار المشتقات النفطية وغيرها من الأسباب التي لا تعني ان نكون في وضع المستسلم لآثارها وتداعياتها بل على الحكومة وكما أكد جلالة الملك عبدالله الثاني أن تتخذ من الاجراءات والخطوات ما يكفل تصويب الاختلالات واطلاق المبادرات وسن التشريعات اللازمة والضرورية لاحداث نقلة نوعية يلمسها المواطنون عن قرب في راهننا الاقتصادي سواء في جذب المزيد من الاستثمارات في محاربة الفساد وكسر ظهره، كذلك في توفير المزيد من فرص العمل للمواطنين بهدف رفع مستوى معيشتهم والحد من تأثير اي قرارات اقتصادية على الطبقات الفقيرة والمتوسطة وذوي الدخل المحدود.
في عيد الأضحى المُبارك يجدر بالأردنيين ان يستخلصوا الدروس والعِبر مما يحدث حوالينا وفي محيطنا وان يرفعوا من وتيرة يقظتهم ومراقبتهم لما يحدث وعدم السماح لأحد بالعبث بأمننا واستقرارنا ولعل الطريق الاقصر والاضمن هو تمتين جبهتنا الداخلية وتحصينها والحفاظ على وحدتنا الوطنية كسلاح اقوى في وجه المؤامرات وثقافة التفتيت والقسمة.
وكل عام وانتم بخير