وشارع الرينبو ومعناه - قوس قزح – يبلغ طوله نحو كيلو متر، يبدأ من عند الدّوار الاول في جبل عمان لينتهي قرب قصري منكو الشهيرين،المطلين على وسط البلد والجامع الحسيني وجبل الجوفة والاشرفية والقلعة.
وبدأت شهرة هذا الشارع منذ القديم في عمان لبدء ظهور المباني الجميلة والبيوت المقامة على جانبيه وشوارعه الفرعية - التي ما زالت موجودة حتى الآن - وبسبب سكن الشخصيات المؤثرة في السياسة والاقتصاد الاردني في هذا المكان.
ومن تلك المنازل والقصور والفلل مثلاً : البيت الذي شهد ولادة الملك الراحل المغفور له الحسين بن طلال،حيث كان والده الامير - الملك طلال فيما بعد – يسكن في بيت مستأجر يقع في إحدى دخلات هذا الشارع، لذا فقد عاش الامير الحسين – الملك – طفولته في هذا الحي من جبل عمان " والذي كان يُسمى قديماً بالجبل الجديد.
ودرس الحسين أيام كان تلميذاً في مدارس جبل عمان منها : مدرسة المطران، مدرسة الكلية العلمية الاسلامية، وقبل ذلك في إحدى روضات هذا الحي.
ومن بيوت وفلل وقصور الشخصيات الاردنية التي تواجدت على جانبي شارع الرينبو منزل الامير زيد بن شاكر، ومنازل رؤساء الوزراء السابقين : سعيد المفتي، بهجت التلهوني, ابراهيم هاشم في بيت يقع اسفل شارع الرينبو وبالقرب منه بيت توفيق ابو الهدى، فوزي الملقي.
ومن الشخصيات الأخرى : حمدي وابراهيم منكو، اسماعيل البلبيسي،شفيق الحايك،آل القسوس، آل جردانة، وغيرهم.
وتواجدت قديماً في هذا الشارع السفارة المصرية والسفارة السعودية والسفارة الفرنسية والمعهد البريطاني.
أماكن شهيرة في الرينبو
وهناك كذلك أماكن شهيرة في هذا الشارع وتفرعاته ومنها مثلاً :
في اول شارع الرينبو من جهة الدّوار الاول كان يقع المقر الرئيسي لمؤسسة "عالية " للطيران المدني الاردني، وفي الطابق الارضي صالة فنون تشكيلية واسعة تابعة لمؤسسة عالية، تُعرض فيها اعمال الفنانين المشاهير من أردنيين وعرب وأجانب كل شهر تقريباً..وكانت مؤسسة عالية في بناية تعتبر من أعلى العمارات في ستينيات القرن الماضي في في عمان.
ومقابل عالية مكتبة متخصصة ببيع الكتب الانجليزية والقواميس من معظم اللغات.
وفي الشارع أيضاً العديد من محلات بيع التحف والسجاد الفاخر والانتيكات العالمية التراثية.
ومن الاماكن الشهيرة في الرينبو أيضاً :
سينما الرينبو :
كانت قديماً في الستينيات تعرض الافلام الاجنبية النادرة والهامة ثقافياً، رغم ان أسعار تذاكر هذه السينما كانت مرتفعة كثيرا قياساً بدور السينما الأخرى الموجودة في قاع المدينة وسط عمان!! فقد كان الانطباع وقت ذلك ان من يدخل هذه السينما الراقية والفخمة هم من الطبقة الثرية.
هناك عدة أفلام عرضتها قديماً دار سينما الرينبو كانت من بطولة الممثل العالمي الراحل (انتوني كوين وهي: زوربا اليوناني، والقوافل - وهو فيلم مغامرات في الصحراء، والغشاش، والرسالة، وأسد الصحراء، وسر سانتا فيكتوريا.
ومن الممثلين والممثلات الشهيرين والشهيرات في عالم الفن والسينما الذين شاهد الجمهور الاردني لهم في السبعينيات والثمانينيات الافلام السينمائية نذكر في هذه السينما مثلا: - فيلم جين فوندا في (وعاد رجل من الغرب) وهو فيلم كابوي.
ولكن وفيما بعد من السنوات تحولت صالة سينما الرينبو الى مسرح اردني اذ عرضت على خشبة مسرحه العديد من المسرحيات الاردنية من بطولة كل من الفنانين الاردنيين المعروفين: نبيل صوالحة وهشام يانس وأمل الدباس.. حتى عرف فيما بعد باسم مسرح هشام يانس في الثمانينيات أوالتسعينيات.
وقبل عدة سنوات قليلة تعود سينما الرينبو من جديد، ولكن هذه المرة بثوب آخر. إذ تشرع أبوابها مجددا تحت مسمى "مسرح الرينبو"، ولتكون مركزا ثقافيا فنياً ، لا دارا لعرض افلام السينما فقط.
مؤسسة نهر الاردن
أنشئت مؤسسة نهر الأردن عام 1995لتعزيز قدرات المجتمعات الاردنية الأقل حظاً من خلال توفير فرص اقتصادية وتحسين مستوى المعيشة فيها.. فقد احتضنت جلالة الملكة رانيا العبدالله مشروع تصاميم مؤسسة نهر الأردن لإضافة طابع أردني على منتجات الحرف اليدوية وتوفير فرص عمل للسيدات العاملات، ما ساهم في تحسين ظروف عيشهن وطوّر من معرفتهن ومهارتهن وقدرتهن على إدارة المشاريع. واتخدت المؤسسة من نهر الأردن اسماً لها, وفي تلك المؤسسة معرض دائم ورائع بمعروضاته الشعبية المتنوعة المفيدة والجميلة
المعهد البريطاني "ابرتش كاونسل "
هذا المعهد العريق لتعليم اللغة الانجليزية مكان رائع ونظيف ومستواه التعليمي عالٍ، فيه مدرسون اجانب واغلبهم من البريطانيين، وقاعات التدريس مزوده بأجهزه الصوت.
و كل كورس انجليزي شامل للقراءه والكتابه والاستماع، وهناك في البداية فحص مستوى، ثم ان كثيرين من الطلاب والموظفين ورجالات الدولة تعلموا فيه واستفادوا باتقانهم للغة الانجليزية.
بيت الصابون
في هذا البيت او المعرض الخاص بصنع الصابون الطبيعي والصحي قطع جميلة الشكل من الصابون المحلي الاردني.. حيث شكلت مئات القطع من هذا الصابون الحديث التصنيع مناظر ومشاهد جمالية.. فقد كان منها ما هو مصنوع بالشكل العادي المكعب, ومنها ما هو مصنوع باشكال اخرى مثل: الحلقات, الهلال, الاسطواني, الكروي, النجمة, القلائد, المسحوق, الجل, السائل.. الخ.
اما عن النكهات والروائح الطيبة فمنها ما كان يعطي رائحة النعنع, الرمان, البابونج.. الخ.
وعن المواد الاخرى الداخلة في تركيب هذا الصابون فمنها مثلا: العسل, الحليب, والاعشاب الاخرى الشعبية الصحية.
فلافل القدس
من المطاعم التّراثيّة القديمة الموجودة في العاصمة الأردنيّة عمّان، فقد أقيم عام ١٩٦٦، يقدّم الفلافل والسّلطات المتنوّعة.
فتلك الرائحة - رائحة الفلافل الشعبية - الممزوجة بعبق التراث والاصالة الاردنية، لفتت قديماً انتباه جلالة المغفور له الحسين المعظم اثناء مروره برفقة موكبة في ذات الشارع التي تقع فيه كافتيريا القدس لسندويتشات الفلافل، حتى يعود باحثا عنها لتذوق طعم تلك الفلافل ذات الرائحه الشهية، فتكون من بعد هذه اللحظه كفتيريا القدس من اشهر المعالم السياحية الموجودة في منطقة جبل عمان وشارع الرينبو.
مدرسة المطران
مدرسة المطران الكائنة في جبل عمان منذ العام 1936 ، هي صرح عريق من صروح الوطن التربوية، فقد كانت أول مدرسة أهلية غير حكومية أنشئت في الأردن.
وكانت هذه المنارة العلمية تضم كل فئات المجتمع من بدو وفلاحين وسكان مدن وأبناء تجار وموظفين لتقدم ثقافة حضارية بهدف إزالة ما بينهم من فوارق من خلال احترام الذات والاعتماد على النفس والاحترام وتقبل الآخرين.
حتى أن مدرسة المطران كانت تعتبر كأنها جامعة حيث كان يدرس فيها بعض الطلاب في فترة الستينيات من خارج الأردن من دول عربية وأجنبية لما لها من سمعة علمية وثقافية عالية.
أما عن الخريجين الآخرين او من درسوا فيها لفترة سنوات ؛ فهم كثر من مشاهير رجالات الأردن في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والأدبية والفنية ومنهم نذكر كأمثلة فقط مع حفظ الألقاب والمناصب:
جلالة الملك الحسين، زيد بن شاكر، زيد الرفاعي، رؤوف أبوجابر، فخري البلبيسي، حمدي الطباع، وليد عصفور، فايز الطراونة، مؤنس الرزاز، غالب هلسا، ضافي جمعاني، أكرم مصاروة، عدنان ميرزا، جلال خوتات، ألبرت عقروق، عبد الرحيم ملحس ،وزهير ملحس، سمير قعوار، مروان القاسم، آمال نفاع، مازن العجلوني، تيسير طوقان، محمد علي الكردي، فوزي عقيل، نزار شعشاعة، أديب هلسة، محمد علي أبو هزيم، ميشيل حمارنة، همام غصيب...الخ.
قصر البلبيسي
قصر البلبيسي الفخم هو منزل تراثي أثري قديم كان أجمل قصر في عمان، وكان رجالات الدولة من الأردن وسوريا أيام إمارة شرقي الاردن يجتمعون فيه.
وكانت حول القصر بساتين مزروعة بأجود أنواع الفواكه في العاصمة الأردنية عمان، ومالك هذا القصر هو إسماعيل باشا البلبيسي الذي قدم من مدينه السلط إلى مدينة عمّان في العشرينيات من القرن الماضي، وهو أول من بنى قصراً في عمان, وكان يستقبل فيه ضيوف الملك عبدالله الأول المؤسس.
سوق جارا
سوق جارا الصيفي الذي يزوره آلاف الزوار في كل صيف عمَّاني - يبدأ من فترة أواخرشهر حزيران ويستمر اسبوعياً حتى نهاية شهر أيلول - تنظمه جمعية حي جبل منذ 15 عاماً ، حيث يستضيف البازار أكثر من 150 كشكاً للحرفيين والفنانين لبيع تحف وفنون الصناعة اليدوية الاردنية للمبدعين من كافة انواع الفنون والاشغال الجميلة مثل : الخزفيات والزجاجيات،و الأعمال الخشبية ، والفسيفساء ، والشموع بألوانها وروائحها العطرية، والملابس ، والهدايا التذكارية.
حيث يقام هذا السوق صيفا كل يوم جمعة - أي مرة في الاسبوع - في شارع فرعي طويل قرب مؤسسة نهر الاردن ومدرسة شكري شعشاعة وقصر البلبيسي.
وفي هذا السوق الشعبي الفني الشعبي او البازار التراثي الخاص بالتحف القديمة والحديثة والادوات الفلكلورية الشرقية تتواجد العديد من الفعاليات الثقافية والفنية الآخذة بالنمو والازدهار سنة بعد سنة.
ومن المعروضات اللطيفة مثلا في سوق جارا : مصاحف قرآن كريم قديمة كُتبت بخط اليد يعود بعضها الى 150 سنة، ومصحف آخر الى 200 سنة، واشغال فلاحية بالسنارة لأغطية الفوانيس القديمة والكاسات والحقائب، صور فوتوغرافية بالابيض والاسود لمشاهد قديمة جدا لعمان حيث تباع كلوحات مؤطرة ومبروزة، لوحات صغيرة ملونة ومرسومة لعمان الحديثة، دمى اطفال صغيرة جدا مشغولة يدويا بأيدٍ اردنية، مكاوي ملابس قديمة على الفحم والنار، مجلات ومغلفات رسائل ومفاتيح قديمة جدا، كتب انجليزية، وبطاقات معايدة قديمة، مطرزات فلكلورية على الاثواب والحقائب والاحذية والخرائط وخشب الزيتون، تحف فضية وزجاجية، لوحات فسيفساء صغيرة جدا، مداليات مدهشة، شموع انارة بالوان واشكال هندسية، ادوات قديمة لصنع القهوة العربية الاصيلة، أوانٍ خشبية قديمة جدا، اغذية طبيعية كالاعشاب والمخللات بالزيت، بخور وتمور وعسل، بُسط، واكسسوارات نسائية حديثة مدهشة وقديمة عريقة ملفتة بأشكالها وألوانها.