خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

"الخُوَذ البَيضاء"... وبِئسَ المصير

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب لم يكن المرء في حاجة لمشاهدة "الفيلم" القصير الذي بثّه الناطق باسم جيش العدو الصهيوني، المُصوّر بكاميرات الرؤية الليلية لجزء من عملية تهريب أعضاء المنظمة المشبوهة المُسمّاة الخُوذ البيضاء، ليكتشف حجم "الإنسانية" التي يتمتع بها الصهاينة، واستجابتهم الكريمة لنداءات ترمب ترودو، كي يتم إنقاذ"المُنقِذين"الذين حظوا باهتمام غربي (وبعض العربي). وبما فاق ما حظيت به اي"مُنظّمة"من تلك التي شغّلها اولئك في حربهم المَفتوحة على الوطن السوري.. شعباً ودولة وحضارة ودوراً جيوسياسياً فريداً.

زعم نتانياهو في معرض تبجّحه أنه:"سماح بخروج أشخاص، أنقذوا أرواح الناس. وهم في خطرٍ يُهدِّد حياتهم. لذلك سمَحْتُ بنقلهم عبر اسرائيل كإجراء إنساني لهم".لكن محطة CNN الاميركية كشفت النقاب عن أن هذه العملية "الإنسانية"كانت مدار بحث في قمة حلف شمال الأطلسي، التي التأمت في الحادي عشر من الشهر الجاري. الأمر الذي يدحَض كل ما ضخّه في الآونة الاخيرة، من اخبار وتسريبات تحصر المسألة في تداعيات التطورات الأخيرة في الجنوب السوري. ونجاح الجيش السوري بتحرير معظم المواقع التي كان يسيطر عليها الإرهابيون في محافظتي درعا والقنيطرة. ناهيك عن أن عدداً كبيراً كهذا من مرتزقة الخوذ البيضاء، لم يكن يتواجد في الجنوب السوري، بل جرى"تجميعهم"في عملية استخبارية ولوجستية مُعقّدة، يصعب على المتورِّطين فيها نفي مشاركة المنظمات والجماعات الارهابية في تسهيلها. وربما كانت قاعدة التنف محطة"التجمّع"الأخير، الذي انطلقت الحافلات منه نحو دولة العدو.

أُسدِل الستار على منظمة مشبوهة تم استيلادها في غرف الاستخبارات الدولية مطلع العام 2013 وخصوصاً الإقليمية وتحديداً في تركيا. عندما بدأ ضابط الاستخبارات البريطاني السابق جيمس لي ميسورير مهمته بالتعاون مع استخبارات تركية واخرى اقليمية، وبدعم غربي واسع، في"توزيع"المهمّات على من تم انتدابهم من قبل المنظمات الارهابية وخصوصاً النصرة وأحرار الشام. ليضعوا على رؤوسهم خوذاً بيضاء عليها خريطة سوريا باللون الأخضر. وفي فترة وجيزة شاهدنا كل هؤلاء"المُتطوِّعين"في مختلف ميادين المنظمات الإرهابية وجبهات المواجهة مع الجيش السوري، بآليّات حديثة وادوات عمل غير مستعملة وكاميرات رقمية مرتبطة بالأقمار الصناعية، تصوِّر الأحداث لحظة بلحظة وتنقلها للفضائيات الغربية (والعربية). وتصل ذروتها الدراماتيكية (المُنتظَرَة والمُبرمَجة) بالإعلان الصاخِب والتحريضي عن استخدام النظام السوري أسلحة كيماوية. يسقط على إثرها مئات الضحايا الذين لا يُعالَجون من قبل هؤلاء المرتزقة إلاّ بـ"الماء"والتنفّس الاصطناعي وغيرها من الطرق البدائية. التي تكشف زيف الإدّعاء،أكثر مما تُسهِم في إقناع المشاهدين بأن فبرَكة كهذه قد حدثت، لكنها سطوة آلة الدعاية الغربية، المدعومة بحماسة إعلامية عربِية... مفضوحة.

بدأت الفبركات"الكيماوية"في الغوطة الشرقية وتحريض إدارة أوباما على معاقَبة"النظام السوري"الذي تجاوَز الخط الأحمر"الأميركي".. وانتهَت في الغوطة الشرقية نفسها هذا العام، ولكن من بوابة ضاحية"دوما"مروراً بالطبع من خان شيخون، التي استعرَض فيها ترمب ودميته تريزا ماي عضلاتِهما نيسان 2017, عندما قصفت بوارجهما مطار الشعيرات.

في الأثناء تواصلت عمليات"تمجيد"بطولات الخوذ البيضاء وأعمالهم الإنسانية الجليلة لتتردّد اصداؤها في مهرجانات الكذب والنفاق الغربِيّين.إن في حصول فيلم سخيف وهزيل من"انتاج"المنظمة المشبوهة نفسها على جائزة الأُوسكار في شباط2017، ام في ترشيح شخصيات وجمعيات مرتبطة بالاستخبارات الغربية"الخوَذ البيضاء"لجائزة نوبل لـِ"السلام". وحيث لم يحصل ذلك، فقد تم"تعويضها" بجائزة نوبل"البديلة"المُسمّاة "رايت ليفيليهوود"..ولم يتوقف بالطبع سيل الدعم الغربي لهذه المنظمة، التي لم تكن سوى احد أذرعة المنظمات الارهابية التي دعمتها الحكومات الغربية وبعض العربية، بالأموال والسلاح والعتاد وتوفير الملاذات الآمنة.

انتهت منظمة الخوذ البيضاء الى مزبلة التاريخ. ولن يجد"موظفوها"ملاذا أو دوراً مزيفاً بعد الآن، وكما المصير الذي آل إليه كل عملاء إسرائيل في لبنان والضفة الغربية وغزة وغيرها من الساحات العربية. سيطوى النسيان هؤلاء، الذين لن يجد بعضهم دولة يأوي اليها بعد ان بدأ المُشغِّلون بتحديد"الأعداد"التي سيستقبلونها، فيما حسم الأردن موقفه النهائي وقال بحزم: إن لابقاء لأحد على أرضه، بعد إنتهاء مدة الأشهر الثلاثة التي طلبتها واشنطن ولندن وأُوتاوا... وبرلين.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF