خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

نحن وتركيا في ظل "العلمانية" و"الكمالية" و"البراجماتية"

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة أثارت السياسة الخارجية التركية في منطقة الشرق الأوسط اهتمام القوى الدولية والأقليمية،بعد نجاح حزب العدالة والتنمية في الوصول الى السلطة عام 2002،وقد منح هذا الحزب منطقة الشرق الأوسط أولوية تكاد تكون مطلقة ضمن السياسة الخارجية التركية التي أعيد بناؤها وفق مبدأ العمق الأستراتيجي،ملتزما بستة مبادئ، تتمثل بالتوازن السليم بين الحرية والأمن وتصفيرالمشكلات مع دول الجوار،والتأثير في الأقاليم لدول الجوار،والسياسة الخارجية متعددة الأبعاد، والدبلوماسية المتناغمة،واتباع أسلوب دبلوماسي جديد.فقد نظرت تركيا بجدية لكونها دولة مركبة الهوية،لها هوية شرق أوسطية وبلقانية وآسيوية،مما يفرض عليها أن تنهج سياسة ترسي دعائم استقرار داخلي وأقليمي،وأن توظف موروثها التاريخي والجغرافي في سياستها الخارجية.علاوة على انها تنتمي لمنطقة أوراسيا التي تمثل القلب في جسم العالم.

وفي ضوء التحولات السياسية التي شهدتها المنطقة،كتنامي الدورالأقليمي الايراني،وترابط المشروعين الصهيوني العدواني والأميركي العالمي،والمحاولة الانقلابية ضد النظام السياسي في تركيا،وظهور أزمة بين تركيا وعدد من دول المنطقة على خلفية تواجد قوة عسكرية تركية في شمال سوريا،قام الباحث السياسي العراقي سعد شاكر شبلي الذي يقيم في عمان بدراسة معمقة تحدد مدى قدرة تركيا على التكيف مع هذه التحولات،وعكس ذلك أن تعرض نفوذها الى الخطر،وذلك من خلال التعرف على السلوك السياسي والتوجهات الجديدة التي شرع بها النظام التركي منذ العام 2002،والتي حسنت النظرة الدولية ومنها العربية الى هذه القوة الدولية والأقليمية الصاعدة،والتي نقلت هذه الدولة من سياسة انهاء المشكلات الى بناء نظام اقليمي متناسق تؤدي تركيا فيه دورا رياديا،وفق استراتيجية أقليمية واعدة نحو منطقة الشرق الوسط.

لتركيا خصائص جيوسياسية اقتصادية ثقافية،شكلت منها وحدة تكاملية تستوعب الزمان والتاريخ،وتعبرعن مرجعية حضارية وهوية ثقافية، توجهت تركيا بموجبها لاتباع سياسة براجماتية أكثر فعالية تجاه البلقان والقوقاز،ومن ثم نحو الشرق الأوسط،فاصبحت ذات تأثير في تشكيل الذهنية الاستراتيجية التركية وهويتها وتعاملها مع الأحداث،مما اتاح لها ان تكون جزءا من صورة الشرق الأوسط ومحيطها الاقليمي،مستفيدة من الجذور الاسلامية لحزب العدالة والتنمية،وموقفها الوسطي الحيادي مع أطراف النزاعات في المنطقة،فنسجت خيوط تواصل وثقة مع جميع الأطراف،واقرت أن أية علاقة مع أي طرف في نزاع لا تعني معاداة الطرف الآخر في النزاع ذاته،واقامت أفضل العلاقات مع معسكر الاعتدال العربي ومعسكر الممانعة ومع فتح وحماس ومع الفلسطينيين جميعا وخصمهم،ومع قوى 8 آذار و14 آذار في لبنان، مع ايران والغرب وأميركا،ومع المتصارعين في القوقاز والبلقان.

يستنتج "شبلي" من دراسته أن "العلمانية" و"الكمالية" و"البراجماتية" أثرت بوضوح في تبني سياسة جديدة تجاه منطقة الشرق الأوسط، بقراءة متأنية للواقع الأقليمي والدولي، وكان للتيار الأسلامي دور بالتحول الجذري للعلاقة ما بين الدين والدولة، مما حداه أن يوصي بتكثيف جهود التعاون لوضع استراتيجية عربية تركية، وتحقيق تقارب وتنسيق، يخدمان التعاون المشترك والمصالح الوطنية والقومية للجانبين، وزيادة مساحة التلاقي العربي التركي، لحل الأزمة السورية وترسيخ حقوق الأكراد في خطوات مدروسة متتالية،وصد التدخل الدولي والأقليمي بالشؤون الداخلية لأية دولة عربية،وتجاوز السلبيات التي ترافق الأحداث الجارية في بعض الأقطار العربية،اضافة الى تعاون الدول العربية مع تركيا لتقليل الخلل الكبير في موازين القوى الاستراتيجية في منطقة الشرق الأوسط.

لقد عرض "شبلي" دراسته هذه امام المشاركين بالصالون الثقافي في ظل خيمة المركز المجتمعي المسكوني،والذي يشرف عليها الشاب النشيط القس سامر عازر،هذه الخيمة التي دأبت على طرح موضوعات الساعة واهتمامات الناس كل أسبوع،جزاه الله خيرا.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF