خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«قائمة إسرائيل».. أو الدول التي حَضرَت «نقّْل السفارَة»!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب اذا ما استندنا الى القائمة التي نشرتها صحيفة هآرتس بأسماء الدول التي شاركت اسرائيل والولايات المتحدة «فرحتهما» بـ»نقل» السفارة الاميركية لدى العدو الصهيوني من تل ابيب الى القدس المحتلة, بما يعني الاعتراف بالمدينة المقدّسة عاصمة «موحَّدة» لاسرائيل (ليس عبثاً اختيار الرابع عشر من أيّار كونه تزامن مع ما يسمى يوم توحيد القدس وفق التقويم العبري, إثر عدوان 5 حزيران 1967)، فاننا سنجد انفسنا امام مفارَقة «تاريخية» تعكس ضمن امور اخرى, حجم ومدى انهيار الدبلوماسية والسياسات العربية طوال سبعة عقود انقضت على حدوث النكبة الفلسطينية, وأزيد من نصف قرن على هزيمة العام 1967، بدليل هذه العزلة وحال الفشل التي تعيشها الدبلوماسية العربية, والتي قد يكون من الظلم حصرها في جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الاسلامي (كان اسمها «منظمة المؤتمر الاسلامي» ولم يتغير سوى اسمها, فيما استمر خواؤها على حاله) كونهما «منظمتان» بلا حول ولا قوة, ولا تعكسان سوى «إرادة» وحال اعضائهما الذين تُبعدهم وتفرّقهم العداوات والخلافات, اكثر مما تجمعهم المصائر واحوال الشعوب.. عربية أم إسلامية.

قائمة هآرتس تحدثت عن «32»دولة ستشارك في حفل نقل السفارة, لم تلبث «أربع» دول ان اعلنت عدم حضورها حفلا كهذا, ما بعث بعض التفاؤل رغم كل التشاؤم والرفض والغضب.. الفلسطيني ومعظم العربي وبعض الاسلامي, وعدد لا بأس به من العواصم والرأي العام العالمي,إزاء الاستعلاء الذي يبديه التحالف الصهيو أميركي ازاء العالم اجمع, والازدراء الذي يُظهِره تجاه القانون والشرعية الدولِيّين.

مبعث التفاؤل النسبي هذا.. ان الدول الاربع التي لن تشارك في هذا «إستعراض الغطرسة» هو ان لتلك الدول مكانة لدى الجماهير العربية, خصوصا لمواقفها السياسية تجاه ازمات المنطقة وقضايا وفي مقدمتها القضية الفلسطينية مثل النمسا (وهي إحدى الدول الاربع) منذ عهد مستشارها الاسبق الراحل برونو كرايسكي, وخصوصاً الازمة التي افتعلها نتنياهو مع الحكومة النمساوية الحاليّة بعد تعيين كارين كنسيل وزيرة للخارجية, بإعلانه مقاطعة ستة من وزرائها بذريعة انهم «لاساميون» وان وزيرة خارجيتها قارَنت الصهيونية بالنازية، ناهيك دولة مثل «فيتنام» التي نفت مشاركتها في حفل «النقل», وكم كان صادما (قبل نفي هانوي المشارَكة) ان تُشارِك دولة مثل «فيتنام» مع ما تُكنِّه الشعوب العربية لنضالها وهزيمتها للامبراطورتين الفرنسية (معركة ديان بيان فو, اوائل خمسينيات القرن الماضي) والاميركية في العام 1975، من احترام واستلهام لكفاحها الصلب بقيادة قائدها التاريخي «هوشي منه» وجنرالها الاسطوري جياب. وإن كانت فيتنام التي كنّا نعرِفها, ليست ما هي عليه الآن, بعد ان انتقلت الى المعسكر الاميركي, وباتت مُتأمرِكة في السياسة والاقتصاد, وحتى في التكتلات والتحالفات الإقليمية التي تقودها الولايات المتحدة في جنوب شرق آسيا, وتحديداً في منطقة بحر الصين الجنوبي.

تبقى الكونغو وساحل العاج, وهما دولتان افريقيتان نفتا حضورهما الحفل, ما اسهم في تنفيس بعض الغضب ازاء دول تعاطَف معها العرب كثيرا وبخاصة مصر الناصرية, وكان لها اسهام كبير في دعم مقاومة الاستعمار البلجيكي ودحره عنها, بقيادة الزعيم الوطني باتريس لوممبا, مَثَله مَثَل زعماء آخرين كان لمصر فضل مساندتهم والإسهام في نيلهم على استقلالهم.

بقي اذاً «28» دولة (من اصل 87 دولة لها سفارات في تل ابيب) اختارت مشارَكة المحتلين وأسيادهم «الفرحة» بنقل السفارة الى القدس المحتلة, واذا ما دققنا في اسماء تلك الدول التي بعضها لا قيمة له أوحضور في المشهد الدولي, فان اللافت هنا هو عدد الدول الافريقية الذي يصل الى «عشر» دول, وعلى رأسها الدولة العضو في منظمة التعاون الاسلامي واكبر دولة افريقية في عدد السكان...»نيجيريا», الامر الذي يدعو لمساءلة منظمة التعاون الاسلامي عن جدِّية ومدى التزام امانتها العامة (كما عديد اعضائها) بالقرار الذي اتخذتّه «قمتها»الاخيرة في اسطنبول, بعدم الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وإعلانها عاصمة لدولة فلسطين، فهل ستتّخِذ اجراء»ما» ضد نيجيريا (وغيرها), ام ان الامور ستجري في السياق المرسوم؟.

«ثلاث» دول فقط اعضاء في الاتحاد الاوروبي شارَكت في «الحفل» وهي التشيك والمجر ورومانيا، إضافة إلى «خمس» دول «غير» اعضاء في الاتحاد هي: البانيا، مقدونيا، صربيا، جورجيا واوكرانيا.

وبصرف النظر عن موقف العواصم والدول المؤثرة في قرارات الاتحاد الاوروبي, التي رفضت المشاركة في الاستعراض الصهيواميركي, التزاما منها بقرار الاتحاد الاعتراف بالقدس عاصمة للدولتين الاسرائيلية والفلسطينية, فان الملاحظ هو ان «كل» تلك الدول الاوروبية «المشارِكة» هي من منظومة الدول الاشتراكية السابقة, التي كانت تلتزم سياسة موحّدة في «زمن» الاتحاد السوفياتي, ولما نجحت المؤامرة الكبرى بإسقاط الاتحاد السوفياتي وتفكيك تلك المنظومة, التي وقفت على الدوام الى جانب الحقوق والقضايا العربية وبخاصة الفلسطينية, ووجدنا بين العرب خصوصا والمسلمين فرحة وابتهاجا لانهيار الاتحاد السوفياتي (وهزيمة الشيوعية الملحِدة, كما دأبوا لتبرير انخراطهم في المشروع الصهيوأميركي, الذي وصل ذروته في افغانستان, عبر دعم الإرهابيين الذين وصِفوا بالمجاهدين فاغدقوا عليهم الاموال العربية والاسلحة الاميركية مدفوعة الثمن عربياً)، كانت النتائج على النحو الذي شاهدناه منذ تسعينيات القرن الماضي, وكيف هرع حكام تلك الجمهوريات «المستقِلّة» عن الاتحاد السوفياتي, وخصوصا تلك التي حدثت فيها الثورات الملوّنة, وأوّلها ثورة «المناضل من اجل الحرية» البولندي.. ليخ فاليسا، هرعوا تِباعاً للاعتراف باسرائيل ونسج علاقات استراتيجية معها, وتأييدها في كل المحافل والمنظمات الدولية.

وها هم «الآن» يذهبون بعيدا في دعم وتأييد القرار الاميركي باعتبار القدس عاصمة لإسرائيل.. فهل من أجل هذا ابتهج بعضنا وصلّى لسقوط الاتحاد السوفياتي ومنظومة الدول الاشتراكية, التي بات معظمها مُتأمرِكاً ومُتصهيِناً؟

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF