خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

دفاعاً عن الأردن

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
بلال حسن التل أعرف سماحة الدكتور عبد الناصر أبو البصل، وزير الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية معرفة خبرة في الحل والترحال، وفي داخل المسؤولية وخارجها، ومما أعرفه عنه وتعرفه الغالبية الساحقة، هو علم الرجل وفقهه المشهود له بهما، ليس على مستوى الأردن بل على مستوى العالم، وهي الشهادة التي أهلته لكي يكون عضواً عاملاً وخبيراً في معظم المجامع الفقهية الإسلامية، ان لم يكن فيها جميعها، فهي على اختلاف مشاربها اجتمعت على علم وفقه الرجل.

ومما أعرفه عن الرجل وقد لا يعرفه الكثيرون عنه، أنه شديد التأني في قراراته، إلى درجة قد تزعج الكثيرين من الذي يعملون أو يتعاملون معه، لكنه لا يتخلى عن صفة التأني حتى يقلب الأمر على أكثر من وجه خاصة من الناحية الشرعية.

رجل فيه مثل هذه الصفات، التي يتصف بها الدكتور عبد الناصر أبوالبصل، لا نظنه يسلم قياده للهوى،أو يسلم رقبته للمتربصين وهم كثر، لذلك فأنني أعتقد أن لديه من المبررات الكثير لإصدار قراره المتعلق بصلاة التراويح، وقراره المتعلق بالعاملين في المساجد من غير الأردنيين، وهي المبررات التي كان على بعض المتنطعين الذين سارعوا لمهاجمة الرجل وقراراته أن يتأنوا كثيراً، وأن يتفهموا مبررات الرجل قبل إصدار أحكامهم ومهاجمته،لكن بدلاً من ذلك ذهب بعضهم إلى خانة الافتراء وخانة التجني، فالرجل بموجب كتابه المنشور على وسائل التواصل لم يلزم المصلين بعشرين ركعة، لكنه ألزم الأئمة بذلك، فهذا صلب عملهم، وهذه هي سنة الخلفاء الراشدين، أما المصلون فلهم حرية أداء صلاة التراويح في المساجد بالعدد الذي يريدونه من ركعات هذه السنة التي أجمع الأئمة الأربعة على أنها عشرون ركعة، ومن ثم فإن هذا هو السقف الذي طلب الوزير من كادر الأئمة الالتزام به ولم يفرضه على سائر المصلين مثلما أنه لم يرفع عدد ركعات سنة التراويح كما روج البعض.

ومثلما أن وزير الأوقاف لم يرفع عدد ركعات صلاة التراويح، ولم يلزم المصلين بعدد معين من الركعات، فإنه لم يدع إلى زيادة النوافل على حساب الفروض، على العكس من ذلك فقد نص قراره على « عدم تضييع صلاة العشاء في الجماعة والاولى لأن المحافظة على الفرض أولى مع مراعاة الإكثار من صلاة النوافل»

أما بالنسبة لموضوع العاملين من غير الأردنيين، والذين استثنى منهم قرار الوزير أبناء غزة وكل من حمل جواز سفر أردني مؤقتا، وكذلك الإخوة السوريين، فهو إجراء إداري بحت لا يجوز مناقشته من خلال فذلكات مفادها أن الإسلام لا يعرف الجنسيات والحدود، فهذه الفذلكات تلبيس للإسلام، الذي حفظ لكل الشرائح حقوقها ومميزاتها، فالأقربون أولى بالمعروف لذلك ظل المهاجر مهاجراً، وظل الأنصاري أنصاريا، وفي سقيفة بني سعد قال المهاجرون للأنصار منا الأمراء ومنكم الوزراء، وعلى امتداد تاريخ الإسلام احتفظت كل الشعوب التي دخلت الإسلام بجنسياتها ولغتها، فظل التركي على تركيته والفارسي على فارسيته والهندي على هنديته، وأكثر من ذلك فإن الفقهاء أفتوا بعدم جواز إخراج صدقة الحي أوالقرية إلى حي أوقرية أخرى،إذا كان في الحي أو القرية من هو أحق ممن هو من خارجها، فلماذا نتناسى هذه الحقائق التاريخية والفقهية عندما يتعلق الأمر بالأردن وسيادته الوطنية، ولماذا يراد للأردنيين أن يقدموا لغيرهم ما هم أولى به، أسئلة كثيرة تثيرها طروحات البعض عندما يتعلق الأمر بالأردن الوطن والدولة وحقها في تنظيم شؤونها.

إن واقعة الاعتراض على قرارات سماحة وزير الأوقاف، تثير من جديد خطر غياب ثقافة التبين المأمور بها شرعا، لأن غياب هذه الثقافة يضع بلدنا في أجواء مشحونة بالشك والكراهية والظلم والإرباك لصانع القرار، وهنا لا بد من القول إن على الحكومة أن تضع نظام للعقوبات تلاحق بموجبه كل موظف أوقسم يتم تسريب وثائق وكتب المؤسسة الرسمية من خلاله، فيتم تشويهها واجتزاؤها من سياقها العام، مما يربك أداء الدولة فهذا خلل لا بد من معالجته.

إن ما نحتاجه في هذه المرحلة ليس دفاعاً عن عبد الناصر الفقيه العالم، بل دفاعا عن عبد الناصر الوزير و من خلاله عن الأردن الوطن والدولة، التي من حقها أن تنظم شؤون دنياها وفق مصالح أبنائها.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF