د. فهد الفانك
المقابلة التي أجراها التلفزيون الأردني مع الرئيس هاني الملقي كنت أتوقع أن تستقبل إيجابياً، ولكن ذلك للأسف لم يحصل، وكأنه كان من الأفضل للرئيس أن يمتنع عن إجراء أية مقابلة والإجابة على أية أسئلة اكتفاء برسم تكشيرة على وجهه شأن المسؤولين الكبار كدلالة على الأهمية والمهابة!.
على العكس من ذلك طرح الرئيس نفسه في المقابلة كواحد من المواطنين ألقيت على كاهله مسؤوليات محددة، بعضها أرقام ونسب مئوية، وقد حاول أن يجتذب الجمهور ليشعر معه ويتعاون مع طروحاته، من حيث أن نجاحه مصلحة عامة، وفشله يعني أربع سنوات أخرى من الضياع.
كانت المقابلة ضرورية لإثبات أن ما سمي مرض الملقي لا يحول دون ممارسته لنشاطاته كالمعتاد، فما زال العنفوان هو هو، وقد يكون ما شكا منه الرئيس شيئاً قديماً، خصوصا وأن كثيرين يستأصلون اللوزتين كلتيهما دون أن يعيقهم ذلك عن العمل بشكل طبيعي.
البعض بحث عن كلمات أو عبارات يستطيع أن يبني عليها نكتة، مثل الخط الأحمر والخروج من عنق الزجاجة وهي اصطلاحات متعارف عليها ومفهومة لجميع المثقفين.
البعض الآخر وجد في بعض أقوال الرئيس ما كان قد قرأ مثله من أقوال رؤساء حكومات سابقين، وكأن أقوال هؤلاء السابقين حسمت المشاكل والتحديات التي ورد ذكرها في أقوالهم فلم يكن الرئيس الحالي بحاجة لاستعمالها.
أهمية المقابلة لا تكمن في تصيد عبارة هنا وعبارة هناك، بل بالمحتوى والتعهد الذي قطعه الرئيس على نفسه واستعداده للمحاسبة مع نهاية السنة، وكأنه يقول إما أن أنجح وإما أن أذهب إلى بيتي. وهذا تعهد كبير يدل على ثقته بنفسه وبالفريق الوزاري الذي يعمل بإشرافه. ذلك أن النجاح يتطلب عملاً جماعياً، ليس على مستوى الحكومة فقط بل على مستوى المواطن العادي أيضاً الذي يراقب ويكـّون رأياً ويأخذ موقفاً ويسهم في تحقيق النجاح.
الرئيس قطع الطريق على الذين يتمنون له الرحيل، مع الإشارة إلى أن المرض المزعوم لن يعيق عملية الإصلاح المالي والاقتصادي التي أطلقها، وكان من شأنها زيادة بعض الضرائب وارتفاع بعض الأسعار.