رأينا
حظيت مقابلة جلالة الملك عبدالله الثاني مع وكالة أنباء تاس وتلفزيون روسيا 24 التي تميزت بالشمولية والصراحة واللغة الكاشفة والرؤية المتفائلة والثقة بالمستقبل باهتمام محلي شعبي وحزبي كذلك ما تناقلته وسائل الاعلام العالمية والاقليمية من اقوال جلالته عشية القمة التي سيعقدها جلالته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس.
الهموم المحلية والشأن الاقتصادي المعيشي كانت محوراً رئيساً في حديث جلالته لوسيلتي الإعلام الروسيتين حيث ابرزتا تأكيدات جلالة الملك بأنه يفكر كل صباح كيف يجعل يومه الجديد أفضل للأردنيين وبخاصة أن المواطن الأردني دفع ثمن التحديات في منطقتنا لكن المجتمع الدولي خيّب آمالنا وكانت إضاءة جلالته على النهج الذي يتعاطى به مع سمو ولي عهد الأمير الحسين بارزة في عناوين وسائل الإعلام الروسية والعالمية وبخاصة انه نهج ملكي ينهض على التفاني في الخدمة وما يصبو لتحقيقه سمو ولي العهد يجعل جلالة الملك يشعر بالثقة والاطمئنان.. فضلاً عن تأكيد جلالته لحقيقة تاريخية معروفة وهي أن أجيالاً من الهاشميين كرسوا حياتهم لخدمة بلدهم ليس من خلف المكاتب بل من خلال العمل يداً بيد مع الشعب.
الصراحة والوضوح والثقة بقدرات الأردنيين وإرادتهم الصلبة ميزت حديث جلالته للإعلام الروسي وبخاصة في تحديد طبيعة ما يدور في المجتمع الأردني ان على صعيد التآخي الإسلامي المسيحي في الأردن الذي يعتبر بحق أنموذجاً فريداً من نوعه، يحدو جلالته الأمل بأن يمتد هذا النموذج لأجزاء أخرى من العالم، أم على صعيد رؤية ومفهوم جلالته لمعنى القيادة وما يتوجب على القائد أن يقوم به ليس فقط مجرد رعاية شؤون شعبه بل التعامل معه كما يتعامل مع أبنائه وبناته.
وفي الوقت الذي لم يُخف جلالته تمنياته إزاء العالم في تعاطيه مع الأردن وأن يكون أكثر تعاطفاً وتفهماً للصعوبات التي نواجهها، إلاّ أن جلالته أبدى تفاؤلاً بالمستقبل مؤكداً جلالته أن لدينا الكثير من التحديات كما ان هناك أياماً صعبة لكن بالمقابل هناك ما هو جيد ويدعو للتفاؤل والثقة بالمستقبل وبخاصة في ما لفت جلالته اليه في ان نهج الهاشميين هو رعاية الجميع والاهتمام بشؤونهم، مشيراً جلالته الى بعض تفاصيل المشهد الأردني وبخاصة الجانب الشخصي منها عندما يقول جلالته عن نفسه، ان يسأل نفسه في الصباح عندما ينظر في المرآة إن كنت راضياً عن الشخص الذي أراه امامي، موضحاً جلالته ان المشكلة ستكون في حال نظرت في المرأة ووجدت امامي مجرد ملك، ولم أجد الانسان.. عندما يصف جلالته تلك اللحظة بأنها تدعو للقلق لأن مفهومه للسلطة ينهض على هذه القراءة والرؤية التي يبني عليها جلالته ويقيس الأمور.
جدول أعمال القمة الاردنية الروسية التي تنعقد اليوم بين جلالة الملك والرئيس فلاديمير بوتين كانت محوراً اساسياً في مقابلة جلالته مع وسيلتي الاعلام الروسيتين، وهي قمة تأتي في ظروف اقليمية حرجة ودقيقة حدّد جلالته بعض ما يسعى الاردن لتحقيقه منها وبخاصة التطلع للتحرك مع موسكو لدفع العملية السياسية في سوريا، وبخاصة ان الانجاز الاردني الروسي لتحقيق الاستقرار في جنوب سوريا شكل قصة نجاح مهمة، كذلك في شأن علاقات الاردن مع روسيا المبنية على الثقة والصداقة، كما ان التنسيق بين عمان وموسكو ضروري لاجتثاث المتطرفين أينما كانوا وبخاصة ان الاردن عمل وما يزال يعمل ويدعو الى العمل ضمن نهج شمولي لمحاربة الارهاب والتصدي للمتطرفين.