في حينه قال المحللون أن المستثمرين في بورصة نيويورك متشائمون من الوضع الاقتصادي العالمي ويتخوفون من موجة أخرى من الهبوط.
هذه التحليلات تأتي بعد الواقع أي أنها تمثل الحكمة بأثر رجعي ، فلم يكن هناك ما يشير إلى تغير في وضع الاقتصاد العالمي في يوم العمل السابق للانهيار.
هذا المناخ المتقلب مناسب جداً للمضاربين في البورصات حسب توقعاتهم إما بالمزيد من الانخفاض أو العودة إلى الانتعاش ، وفي الحالتين ليس هناك دلائل كافية تؤيد هذا الاتجاه أو عكسه.
ما حدث في بورصة نيويورك لم يبق في نيويورك بل ترددت أصداؤه في بورصات الشرق الأقصى ، ثم وصل التهاوي إلى بورصات العواصم الأوروبية ، وكلها تعرضت للانخفاض بهذه النسبة أو تلك.
كالمعتاد لم تكن هناك علاقة بين أحداث البورصات العالمية وما يحدث في بورصة عمان ، بل كان رد الفعل عكسياً ، وربما يكون ذلك عائداً لضعف الارتباط الاقتصادي للبورصة الأردنية مع ما يجري في العالم ، على العكس من ذلك فإن هناك من المؤثرات والمتغيرات المحلية والإقليمية ما هو أهم بكثير من المؤثرات العالمية.
بورصة عمان حالياً في حالة ارتفاع ، ليس لأسباب اقتصادية بل لقرب موعد توزيع الأرباح ذلك أن مشتري السهم اليوم سوف يحصل على أرباح عاجلة يعتبرها بمثابة تخفيض لكلفة الشراء.
بورصة عمان لم تعد تثير الكثير من الاهتمام في الأوساط السياسية والإعلامية لأنه ليس هناك الكثير من الإجراءات لتحسين الوضع بشكل مصطنع.
المؤثر الجوهري الذي بدأ يعطي نتائجه هو التغيرات في الأوضاع النقدية فقد ارتفعت نسبة التضخم إلى أكثر من 3% وارتفعت أسعار الفائدة بمقدار نقطتين مئويتين على الأقل مما زاد من جاذبية الودائع التي أصبحت تعطي مردوداً لا يقل عن مردود الأسهم وقد يزيد ، دون أن يرافق ذلك أية مخاطر طالما أن النظام المصرفي في الأردن متين.
بورصة عمان الآن في أدنى مستوياتها ، حيث يقل سعر السهم في معظم الحالات عن القيمة الإسمية. وهذا وضع شاذ قد لا يدوم طويلاً ، فالمجال مفتوح للمستثمر الذي ينظر إلى المستقبل وليس كذلك بالنسبة للمضاربين.