خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«احتجاجات ايران».. بين طهران وواشنطن وبعض العرب

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب تصدرت انباء الاحتجاجات المطلبية الإيرانيّة, واجهة الانباء في الفضائيات ووسائل الاعلام المقروءة عربياً وخصوصاً اميركياً, في مسعى لا يخفى على أحد.. يروم استغلال الاحتجاجات ذات البُعد الاجتماعي والاقتصادي، لتوظيفها سياسياً ودعائياً, لتسجيل نقطة ضد النظام الايراني الذي يبدو الآن في عيون كثير من الانظمة العربية ودائماً اميركا واسرائيل وكأنه العدو الاول للأمة العربية, الذي تجب هزيمته وإلحاق العار به، وبعدها «لكل حادث حديث» كما يقال على اكثر من شاشة ترطن بالعرَبية، وتلك العبرِية الصرفة, وما ملكت ايمان إدارة ترمب والسائرون في فلكها و المراهِنون على قدراتها.

لا ريب أن الاوضاع الاقتصادية في ايران صعبة ومعقّدة, وليس سهلاً على اي «إدارة» سواء جاءت من صفوف الاصلاحيين والذي يشكل الرئيس حسن روحاني ابرز رموزهم حالياً, أم «تسلّل» من زوايا المحافظين الذي كان احمدي نجاد «مَثلَهُم» الأعلى, قبل ان يُشيطَن ويُركّل وربما توجه اليه تهم بالفساد يدخل على إثرها السجن. لكن مهلاً.. فالاوضاع الاقتصادية صعبة في الإقليم الشرق اوسطي كله, وما تمور به المجتمعات العربية وغير العربية من غضب واستعداد للخروج الى الشوارع وما تحفل به وسائل التواصل الاجتماعي من حديث عن الفساد والنهب وتزاوج السلطة باصحاب رؤوس الاموال, وما يتمتعون به من امتيازات واعفاءات وتسهيلات في عرض الوطن العربي وطوله, على نحو لا يمكن استثناء أحد من الانظمة إلاّ من رحم ربي واراد لسيرته الذاتية ان لا تكون ملوّثة اكثر, يدفع للتساؤل عن سر هذه الحماسة لتضخيم ما يحدث في ايران, وكأن «النظام» الذي اقامه الامام الخميني على انقاض أحد اكثر الانظمة فساداً في العالم، يوشِك على السقوط, وان بضع مئات من المتظاهرين في مشهد وحتى طهران واصفهان وغيرها, يمكن ان تضع حداً لجمهورية بات عمرها «39» عاماً.

ليس المقصود الدفاع عن ايران وسياساتها في المنطقة تلك السياسات التي وجدت فيها بعض الانظمة والتنظيمات والمنظمات والشخصيات العربية فرصة فيها لتصفية حسابات ذات بُعد طائفي ومذهبي معها ولكن كغطاء لهذه «المجموعات» التي التقت فجأة عند مربع العداء لايران، فيما تقارف اسرائيل عدوة الأمة الاول والاخطر والأشرس القائمة عقيدته على كراهية العرب (والمسلمين من غير حلفائه) والرامي الى استتباعهم وارتهانهم لسياسته العنصرية الإحلالية الكولونيالية وتجميد ما تبقى من الفلسطينيين واتخاذ «السوق العربية» والايدي العاملة العربية ساحات لتصريف منتجاته وقوى لتسيده وتعظيم قوته.

للمرء ان يأخذ على سياسات ايران الاقليمية ما يراه، لكن مجرد التدقيق في ما يُؤخَذ على هذه السياسات, يكشف انها نِتاج عقم وسذاجة وتهوّر السياسات العربية ذاتها, سواء في ما خص ما آل اليه العراق بعد ان مكّن العرب العدوان الاميركي البريطاني عليه منذ العام 2003 وخصوصاً منذ ان التقى قرار بعض العواصم العربية على إسقاط الدولة السورية وتمويل وتدريب ودعم جموع الارهابيين التي تدفقت على بلاد الشام, بذريعة نصرة «ثوارها»، ما أدّى في النهاية الى كسر شوكة هذه الهجمة الشرسة والاجرامية التي طاولت سبع سنين, وهناك من يُمنّي نفسه (من العرب) باستمرارها بهدف استنزاف ايران التي «استثمرت» كثيرا وراهنَت ونجحَت في سوريا والعراق.فهل تُلام ايران إذا ما استغلّت الفرصة واغتنمت هذه الخطايا والارتكابات العربية غير المسبوقة في التاريخ, لجهة الانتحار الذاتي والمجاني وتغيير البوصلة باتجاه ادارة الظهر عن العدو الصهيوني وإشهار السلاح والمقاطَعة في وجه دولة جارة, لا يمكن تجاهلها او إبعادها عن جغرافية المنطقة وتاريخها. كان ذلك قبل الاسلام واستمر بعده وهو مرشح للإستمرار الى ان يخلف الله الارض ومَن عليها؟

ثم إذا كانت ادارة ترمب قد سارَعت الى «دعم» الاحتجاجات الايرانية, التي ما تزال حتى الان تحت السيطرة ولا يلوح في الأُفق انها ستتواصَل او تصِل في اتساعها النحو الذي وصلته مظاهرات العام 2009 على خلفية الخلاف حول نتائج الانتخابات الرئاسية التي فاز بها احمدي نجاد على حساب «الإصلاحي» مير حسين موسوي، ويأتي الآن ترمب لِيُثرثِر عن «تقارير كثيرة تتحدث عن احتجاجات سلمية لمواطنين, سئموا فساد النظام وإهدار ثروات الأمة من أجل تمويل الارهاب في الخارج».

فلماذا يا ترى لم يتحدث ترمب عن «الفساد الاسرائيلي» شيئاً, فيما المظاهرات السلمية التي تقوم بها جهات شعبية اسرائيلية عديدة, احزاب ومنظمات مجتمع مدني ومواطنين عاديين تحت شعار «مظاهرات العار» تضم مئات الآلاف عند منتهى كل سبت في تل ابيب والقدس. لم يقل شيئاً ولم يطالب نتنياهو المُتَّهم الرئيس بالفساد واستغلال السلطة, بالاستجابة للمطالب والتنحّي في انتظار محاكمته, علماً ان الشرطة الاسرائيلية في بداية الاحتجاجات المستمرة منذ ثلاثة اشهر, استخدَمت العنف ضد المتظاهرين السلميين امام منزل المستشار القانوني للحكومة.

اللافت في احتجاجات ايران الاخيرة, إقرار حكومة الرئيس روحاني بحدوث اخطاء, لكنها – كما الحرس الثوري – تُحذِّر من مغبة الذهاب بعيداً في رفع شعارات معادِية للنظام القائم, او السماح لـِ»الأعداء» المتربصين, بالنفاذ الى الداخل الايراني.كما كان مثيراً التصنيف الذي اورده رجل الدين المحسوب على المحافظين احمد خاتمي للمتظاهرين, إذ هم ثلاث فئات.. الاولى تضم مواطنين خسِروا اموالهم في مؤسسات مالية, و»الثانية «تشمل سُذّجاً لا يدركون عمق القضايا، فيما الثالثة تضم معادين للثورة يحاولون استغلال الاحتجاجات، مٌتّهِماً موقعاً اليكترونياً يديره «البهائيون» في خارج ايران بـ»التحريض على اثارة الاضطرابات».

أليست تلك «مصطلحات» معظم النظام العربي الرسمي؟

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF