خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

فلسطينيّو لبنان... أيضاً!!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب لم تهدأ بعد الصدمة المدوّية, التي احدثتها نتائج اول تعداد سكاني عام يُجريه لبنان لأول مرة ومنذ سبعين عاماً تقريباً لجموع الفلسطينيين الذين لجأوا اليه بعد نكبة العام 1948، هذا التعداد الذي حالت بينه وبين حصوله جهات لبنان انعزالية عديدة, ارادت حجب الحقائق بُغية توظيف شائعاتها المغرِضة وتبريراتها ازاء حملة التشويه المُنظّمة, التي أسهمت فيها اوساط معروفة سعت وما تزال لشيطنة اللاجئين الفلسطينيين, وخصوصا مواصَلة حرمانهم من حقوقهم المدنية, والإبقاء عليهم في معازل عنصرية يوظفها الانعزاليون للتخويف من أُكذوبة «توطينهم», ودائما في الزعم بأنهم يعرِّضون توازنات لبنان.. الديموغرافية, الطائفية والمذهبية الى الاختلال كون غالبيتهم العظمى من «المسلمين»(...).ناهيك عمّا انطوى عليه شعار بشير الجميّل التحريضي/الإنعزالي.. حول ال»10452» كيلو مترا مربعاً هي مساحة لبنان.

ما تم كشفه والاعلان عنه رسميا يوم الجمعة الماضي, سبب مفاجأة صادمة لرموز وفعاليات التيار الانعزالي المعروف في لبنان, الذي ناصب الفلسطينيين شعبا ومقاومة وحضوراً انسانياً... العداء, وكان خطابه العنصري, يغرِف من معين القاموس الصهيوني الرافض الاعتراف بـ»شعب» يحمل هذه «الصفة», ولم يتردّد هؤلاء.. «الصهاينة والانعزاليون» في الدعوة الى تهجير اللاجئين الفلسطينيين, كونهم السبب الحقيقي في حروب اسرائيل الدائمة على لبنان, وهناك – كما هو معروف – من لا يزال في صفوف هؤلاء مَنْ يُحمّل الفلسطينيين مسؤولية الحرب الاهلية التي استمرت خمسة عشر عاما 75-1989، فيما يعرف الجميع ان المشروع الانعزالي كان قد «نضَج» في العام 1975 واكتملت حلقات التنسيق بين الانعزاليين وعلى رأسهم حزب الكتائب وميليشياته المجرمة المُسمّاة التي قادها بشير الجميل وسمير جعجع وحلفائهم في اسرائيل, فتلقّوا حينذاك الضوء الاخضر وأمر العمليات, من مُشغِّليهم الصهاينة. وكانت «بوسطة عين الرمانة» هي الذريعة وهي الشرارة, التي أبقَت على نار الحرب رغم انسحاب منظمة التحرير وقواتها من لبنان في آب العام 1982, لكنها (الحرب) استمرت بضراوة ولم تخل ابدا من مجازر ضد اللاجئين الفلسطينيين,ولم تصل ذروتها في مجزرة صبرا وشاتيلا التي قادها سمير جعجع فقط, بل اتخذت شكلا لا يَقِل بشاعة وإجراما في الحرب التي وُصِفَت»حرب المخيمات»بعد مذبحة صبرا وشاتيلا.. بعامين.

دأبت القوى الانعزالية – وردَّد من ورائها كثيرون – الإصرار على ان عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان يصل الى «نصف مليون» نسمة وهناك من رفعَ العدد الى تخوم الـ»600» ألف, فيما لم ينزل رقم آخرين عند الـ»400» ألف, علماً انهم محرومون من العمل ومحاصَرون ومطارَدون ويلاقون العنت في الحصول على اي خدمات طبية او تعليمية او اي حوافِز, وفي الدرجة الاولى يُمنَع عليهم البناء او إدخال اي مواد بناء الاّ بـ»رخصة» ناهيك عن العنَت الذي يواجهونه في الحصول على «وثيقة سفر»تُمكّنهم من البحث عن رزقهم في الخارِج ،(علما ان المغتربين منهم يحولون ملياري دولار سنويا الى ذويهم في لبنان), فضلاً عن الحواجز التي تقيمها القوى الأمنية على مداخل المخيمات, بذريعة البحث عن مطلوبين واتّهامات لا تتوقف بإيواء «إرهابيين».

ما اعلنه «جِهازا» الإحصاء المركزي اللبناني والفلسطيني (تابع لسلطة رام الله) رسميا في احتفال رعاه رئيس الحكومة اللبنانية سعد الحريري, كان صادما – كما قلنا – لكل الذين انهارت روايتهم العدائية التي وظّفوها من اجل شيطنة الفلسطينيين, ومحاولة لإخفاء انتهاكات حقوقهم المدنية والإنسانية, التي تواصلت لسبعة عقود... وما تزال.

عدد لاجيء لبنان الفلسطينيين هو بالضبط «174422» نسمة، 1ر45% منهم يعيشون في المخيمات 9ر54 يعيشون في التجمعات الفلسطينية والمناطق المحاذية، أي ان عدد الذين يعيشون في المخيمات ومحيطها يصل الى (114206) نسمة، اما اماكن تركّزهم فهي في الجنوب اي مدينتي صيدا وصور وتصل نسبتهم الى 8ر35%, يليها الشمال 1ر25% فيما تصل نسبتهم في بيروت الى 4ر13% فقط.

وحتى لا يذهبنّ احد الى التشكيك في دقة الاحصاء، فان ما كشفه رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني حسن منيمنة, يؤكد على نحو قاطع بان التعداد جرى وِفق معايير الامم المتحدة واستغرق التحضير له واجراؤه ما يقارب العام الواحد، لِتحقيق اقصى درجات الدِقة, وكان الهدف الرئيس هو «إعطاء مقاربة لبنانية جديدة تتجاوز الخلافات الماضية, وفي الوقت نفسه الاضاءة على واقع الفلسطينيين الاجتماعي والاقتصادي».

سقطت اسطورة النصف مليون وبات الانعزاليون في حرَج, ولم يعودوا قادرين على مواصلة تسويق خطابهم التحريضي والعنصري, الذي يَتَخفّى تارة تحت ستار الإخلال بالمعادلة الطائفية والمذهبية, ووجد طريقة لتبرير حرمان الفلسطينيين من العمل والتعليم. ودائما في التخويف من منحِ ابناء اللبنانيات المتزوجات من اجانب (اقرأ الفلسطينيين في رواية الإنعزاليين.. دائما) الجنسية اللبنانية, لأن ذلك يساعد على التوطين (وهي اسطورة اخرى لم يتخل الانعزاليون اللبنانيون عنها.. بعد), فيما يدرك هؤلاء وغيرهم ان «اي قوة لا يمكنها فرض توطين الفلسطينيين في لبنان, نتيجة قرار لبناني فلسطيني واضح في هذا الشأن» على ما قال رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني... حسن منيمنة.

هل يحصل فلسطيّنو لبنان الذين تبيّن ان عددهم لا يصل حتى الى «ثلث» نصف المليون المزعوم... على حقوقهم المدنية؟ وهل يصبح بمقدورهم العمل, حيث حجم قوَتهم العاملة (وفق التعداد) يصل الى 51393 فردا, ونسبة البطالة بين صفوفهم تزيد على 18% وفق التعداد أيضاً؟.

.. الأيام ستقول.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF