خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أهو «ربيع كردي».. هذه المَرّة؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب خرَجت جماهير كرد اقليم كردستان العراق من أجل الخبز, يُطالبون بالاضافة الى دفع الرواتب المُستَحَقة منذ خمسة اشهر, بإصلاح سياسي وتغيير الوجوه الكردية الفاسدة، هاتفة بغَضب.. انها لم تعد قادرة على تحمّل المزيد من الجوع والفقر وانهيار الخدمات وتدهور الاوضاع الاقتصادية,بل وظهرت بين ايدي المحتجِّين المرفوعة, يافطات كُتبَت عليها الكلمة الشهيرة....»إرحَلْ».

هذا تطور دراماتيكي.. لم يحدث ان واجهَت مثله حكومات الإقليم المتعاقِبة، منذ ان برز الاقليم كَـ»كيان سياسي» خارج اطار الحكومة المركزية في بغداد منذ العام 1991.. بل كانت المشكلات والأزمات «الكردية» وخصوصاً المواجهات المسلَّحة, تقع بين الحزبين «الحاكِمَيْن» الكبيرين.. الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني والاتحاد الوطني بقيادة جلال طالباني، الى ان أسفرت «حرب العام 1996» بينهما عن تقاسم السلطة بينهما وتوزيع «كعكتها», التي لم تكن مسمومة حتى ذلك الوقت، ما افسح في المجال لإربيل (ودهوك) ان تكون في قبضة «البارزاني» وإن تم القبول بها عاصمة للاقليم ومركزاً لحكومته وبرلمانه لأسباب تاريخية وثقافية، فيما استمرت السليمانية (وحلبجة) مركزا لطالباني وقواتهِ وحزبِه, الذي كاد يطيح حزب بارزاني وزعامته في حرب 1996 لولا استعانة (كاك مسعود) ببغداد, حيث استجاب الرئيس السابق صدام حسين لـ»استغاثتِه» وانتصَر له، ما لبث بارزاني ان انقلب عليه وادار ظهره له ونظامه, على النحو الذي رأيناه بالمشارَكة في مؤتمرات معارضات الخارج في لندن والترحيب الحار بالغزو الاميركي البريطاني في العام 2003.

ما علينا..

لم يعتد كرد الاقليم ان يخرجوا على «حكومتِهِم» شاهرين سيف جوعهم، مندّدين بالفساد والفاسدين, طالبين استقالتها, لكنهم يفعلون ذلك منذ خمسة ايام, ما ادّى الى سقوط قتلى وجرحى في صفوف المتظاهرين على يد قوات امن الاقليم (الاسايش), الذين بدوا في لحظة ما وكأنهم يستنسخون تجربة قوات قمع الانظمة العربية, التي واجهَت عواصف ما وصف وقتذاك بـ»الربيع العربي», قبل سبع سنوات من الآن في تونس, بالرصاص والعنف واتهام المطالِبين بالخبز والديمقراطية والحرية والعدالة الإجتماعية, بأنهم ادوات لأنظمة واجهزة استخبارية خارجية، وانهم يخدمون مصالِح هؤلاء, وغيرها من الاتهامات والاوصاف, التي لم تصمُد امام هدير الجماهيرالمقهورة والمُفقّرَة, التي دفعت اثمانا واكلافا باهظة من مستقبلها وحقوقها الاساسية, من اجل استمرار طبقة فاسدة من الحكام وبطاناتهم.

تتكرّر الحال في كردستان العراق الآن, حيث بدأت الاتهامات تُوجَّه الى بغداد واطراف كردية في السليمانية (...) تقوم بتحريك الجموع الغاضبة, ولم ينسَ موجّهو الاتهامات هذه القول: ان ما يجري يتم بمباركة من ايران!!.قد يكون للاخيرة مصلحة في إضعاف حكومة اربيل وربما اطاحتها, رغم انها قامت مؤخراً بفتح كامل مراكزها الحدودية مع الاقليم بعد ان كانت اغلقتها.. وقد تكون الفرصة الراهنة «سنَحَت» لحكومة حيدر العِبادي لإجبار حكومة الاقليم على تنفيذ المطالب والشروط التي وضعتها لإعادة تطبيع العلاقات معها, وفي مقدمتها تسليم المنافذ الحدودية مع ايران وتركيا وانتشار القوات الاتحادية في معبر فيشخابور الحدودي مع تركيا, واشراف بغداد على المطارات في الاقليم, وفي الاساس قيام إربيل بإلغاء نتائج الاستفتاء ببيان رسمي مُعلَن وليس التخفّي خلف تصريحات «تعترِف وتقبل قرارات المحكمة العليا الاتحادية»..فقط. وهي شروط ما تزال حكومة نيجرفان بارزاني ترفُضها حتى اللحظة.

إلاّ ان ذلك كله لا يعني بالضرورة ان غضب جماهير الإقليم مصطَنع وان ليس له اسبابه الاقتصادية والاجتماعية والحقوقية. بأبعادها السياسية بالطبع، ولن يكون سهلا على حكومة الإقليم تمرير حكاية التدخلات و»المباركات» الاقليمية, وتحميل بغداد وطهران واحزاب وحركات كردستانية منافِسة(منها القديم.. كالإتحاد الوطني, ومنها «الجديد».. كحركة «الجيل الجديد» المُتّهَمة, بالوقوف خلف موجة الإحتجاجات الراهنة) مسؤولية تدهور الاوضاع وربما خروجها على نطاق السيطرة, وخصوصاً لجوء حكومة الإقليم الى اغلاق وسائل الاعلام من محطات تلفزة وصحف واذاعات, واعتقال الصحفيين والغمز من قناة الرافضين لبقاء الحكومة الحالية, كي يتم التهرّب (وعلى الطريقة والمقاربات التي تلجأ اليها بعض الانظمة العربية) من مسؤولية ما يحدث وامتلاك شجاعة الإقرار بالخطأ والدعوة الى حوار وطني مفتوح, يُمنَح فيه الجمهور حقَّه في تحديد ملامح المرحلة المقبِلة, لإقليم انهكه الفساد واحبط الفقر والبطالة شبابه, ولم يعد ثمة لدى ما تبقّى من الطبقة الوسطى, ما تحافِظ به على وضعها المتدهور الذي يأخذها سريعا الى ما دون خط الفقر. ثم تكرار محاولات «إنعاشه» بِضخ المزيد من الشعارات التي تعزف على وتر «القومية» و»الهوية الوطنية» وغيرها, مما لم يعد الجمهور الكردستاني يأخذها مأخذ الجد، وبخاصة بعد النتائج الكارثية التي افضى اليها استفتاء 25 أيلول الماضي. والذي كان العناد والطموحات الشخصية والرهانات الخاسرة, على تحالفات واصطفافات مُتَخيّلَة, هي التي وقفت خلفه(الإستفتاء), اكثر بكثير مما كانت تتوسل او تَروم.. خدمة او تحقيق الحلم الكردي بحق تقرير المصير, وبناء الدولة المستقِلة التي طال انتظارها, واستثمر فيها سياسيو الاقليم والمتحكمون بالمشهد الكردي هناك... طويلا وكثيراً, ولكن خدمة لمصالحهم الشخصية واهدافهم الفئوية والحزبية.

تلويح حيدر العِبادي بالتدخل «اذا ما تعرّض مواطنو الإقليم للقمع والاضطهاد».. تفتح الطريق على احتمالات مواجهات عسكرية, تبدو فيها اربيل اكثر ضعفا وتفتقِد إلى أي دعم جماهيري وازِن, ما يزيد من خساراتها واحتمالات انهيارها, اذا لم تسارِع لاستدراك الامور والاستجابة لمطالب «شعبها».دون الهرب الى الأمام عبر الدعوة لـ»انتخابات» برلمانية ورئاسية ليس هذا وقتها, والزعم انها»حَلّ ملائِم» للأزمة السياسية التي يشهدها الإقليم, كما قال كاك مسعود...مؤخراً.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF