مما يثير الحزن والغضب أن تلتقي ثلاث دول أجنبية، لإقرار مصير بلد عربي، دون أن يشارك ذلك البلد، أو أي بلد عربي آخر، في هذا الاجتماع.
الزعيم الروسي بوتين استدعى الرئيس السوري بشار الأسد عدة أيام قبل انعقاد المؤتمر الثلاثي ليطلعه على ما سيجري في المؤتمر وربما يأخذ موافقته المسبقة على الحلول المقترحة.
هذا المؤتمر الثلاثي سيكون أهم من كل قرارات مجلس الامن ومقررات مؤتمرات جنيف المتلاحقة والتي تحمل أرقاماً متسلسلة من واحد إلى ما لا نهاية، لأنه يضم القوى الفاعلة داخل سوريا وإن بنسب مختلفة أكبرها روسيا وأصغرها تركيا. وإذا صح أن بوتين أخذ موافقة الأسد سلفاً على ما سيتم الاتفاق عليه، فمعنى ذلك أن نتوقع قرارات نهائية تعيد رسم الخريطة، وتؤكد انتهاء دور المنظمات الإرهابية التي عملت في سوريا سنوات طويلة، كما انتهى وجود داعش الإرهابية في العراق ومعظم أجزاء سوريا.
ما يسمى المعارضة السورية تجتمع في الرياض في ظل استقالات رؤسائها إذ أدركوا أن النهاية أصبحت قريبة.
هذه المعارضة تطالب اليوم بانتقال السلطة على أن لا يكون الأسد جزءاً منها. بعبارة أخرى فإنهم يريدون الحصول باللقاءات والتصريحات على ما فشلوا في الحصول عليه بالقوة.
هنا نلاحظ أن أي حل يستبعد رأس النظام كما تقول المعارضة، يعني نهاية النظام وانهيار الدولة ومؤسساتها، وهذا الحال ليس في صالح سوريا، ولكنه ليس متاحاً أساساً، ذلك أن المعارضين مجموعات من الافراد في حين يقف الاسد على رأس جيش نظامي يزيد تعداده عن نصف مليون جندي على الأقل مدججين بأحدث الأسلحة، فلا يمكن تجاوزه.
السؤال الذي يجب أن تواجهه المنظمات المسلحة التي تعتبر نفسها معارضة، هو مصير الآلاف من الأفراد المغرر بهم، الذين تم اجتذابهم من 80 دولة.
على رأس الغائبين في سوشي: أميركا والسعودية ومصر والأردن وطبعا إسرائيل، ولكن روسيا ستزودهم بأخبار تقدم العمل أولاً بأول.
