خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

صلاة استسقاء

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
احمد ذيبان كتبت منشورا على «الفيس بوك» دعوت فيه الى إقامة صلاة استسقاء نظرا لانحباس الأمطار حتى هذه الأيام، ولأغراض الفكاهة أضفت على أن يشارك في الصلاة كبار المسؤولين ! وحظي المنشور بعدد كبير من التعليقات المؤيدة للفكرة ،لكن غالبيتها عبرت عن الاستغراب والسخرية من المطالبة بمشاركة كبار المسؤولين، وأثارت تساؤلات حول جدوى مشاركة من تسببت سياساتهم ، بمزيد من المعاناة الاقتصادية والاجتماعية ، وهذه عينة بسيطة لتراجع ثقة الجمهور بالسلطة التفيذية وأجهزتها، وهي ليست مرتبطة بحكومة بعينها ،بل عملية تراكمية تمتد لعشرات السنين !

وهذا يتطلب العمل لترميم هذه العلاقة، وذلك لا يتحقق بإطلاق التصريحات الصحفية والتبشير بأحلام وردية ، ولا بد أن يلمس الناس بشكل مباشر، نتائج تنعكس على حياتهم اليومية وتخفف معاناتهم، وهي عملية ليست سهلة وسط حقول من الأشواك والأزمات والمفاجآت ، تقع على رؤوس الناس كالصواعق !

الرأي العام المحلي منشغل في هذه الأيام بقصة رفع الدعم عن الخبز، والتعديلات المنتظرة على ضريبة الدخل وضريبة المبيعات ، ويبدو أن «الطبخة» أصبحت على وشك النضوج ! وحسب ما يرشح من معلومات وتوقعات فإن كلفة الدعم النقدي ، الذي ستتحمله الحكومة مقابل رفع سعر الخبز وضريبة المبيعات تراوح بين «120- 160» مليون دينار سنويا، ويتم وضعها ضمن بند «برنامج حماية وطنية «، ويشمل الأسر التي يراوح دخلها السنوي بين «18–24» الف دينار، ما يعني وذلك يعادل «60 إلى 70 % « من الأسر الأردنية ، وثمة تكهنات أن الدراسات تشمل استثناء الأسر ، التي تملك عددا من السيارات وعقارات بقيمة عالية. لكن قيمة الدعم المفترضة ،لا تشمل الكلفة الادارية لآليات توزيع الدعم ،سواء بالنسبة للدولة أو معاناة المواطنين التي قد تمس كرامتهم !

ورغم أن الحكومة تتحدث عن ضمانات باستمرار الدعم وإدراجه في قانون الموازنة ، لكن تبقى إشكالية الثقة ! وثمة من يتساءل اذا تم إدراج بند الخبز في موازنة 2018، ما الذي يضمن استمراره في عام 2019 ؟ وفي الذاكرة تجارب سابقة في تقديم الدعم لفترة قصيرة، تتعلق بالخبز وسلع تموينية كالحليب والسكر والأرز والمشتقات النفطية ! وكما أظن أن المشكلة ليست في سعر الخبز فحسب، بل «ما بعد الخبز»! ،

وقصة تركيز البعض أن سعر الخبز « خط أحمر» ! تبدو لي مشاعر وجدانية ذات «قدسية» رمزية ، أكثر من أنها تشكل الخطر الأكبر على معيشة النسبة الكبيرة من المواطنين ! ومتطلبات الحياة لم تعد تعتمد على تناول الخبز والشاي والزيت والزعتر، فأكبر عائلة لا تستهلك خبزاً شهريا بأكثر من عشرين دينارا ! لقد ازدحم جدول الحياة اليومي للعائلات ،بعدد كبير من المتطلبات الرئيسية تتعلق بالغذاء والشراب ،وفواتير الكهرباء والمياه والهواتف النقالة والانترنت ، وكلفة النقل سواء كانت باستخدام سيارات خاصة ،أو ما تيسر من وساط نقل متهالكة، فضلا عن أجور السكن وتكاليف دراسة الأبناء في مختلف المراحل..الخ !

والحديث عن رفع الدعم عن الخبز وتوجيهه للمواطن المستحق وليس للسلعة ، يتجاهل أن النسبة الكبيرة من العاملين الوافدين ،الذين يشملهم الدعم في صيغته الراهنة، أنهم يعملون في مختلف القطاعات الزراعية والانشائية والخدمية..الخ ، لدى أرباب عمل يقدمون للعمال وجبات طعام ، وأن هؤلاء العمال يستهلكون كميات كبيرة من الخبز ، وبالنتيجة فإن من يتحمل كلفة الأسعار الجديدة للخبز، هو المواطن الأردني الذي يشغل هؤلاء العمال ! المسألة لن تقتصر على أسعار الخبز ، بل أنها ستكون مبررا لرفع عدد كبير من السلع والخدمات !

ومن المفارقات أن صندوق النقد الدولي، الذي يتهم بأنه يدفع باتجاه رفع الدعم عن الخبز ورفع الضرائب ، أصدر بيانا قبل أيام قال فيه « إنه لا يوصي برفع الدعم عن الخبز في الأردن، وهي خطوة من شأنها أن تضع عبئا على الفقراء « ! وعلى ذكر الضرائب تتحدث الحكومة ضمن حملتها السياسية والاعلامية للاجراءات التي تنوي القيام بها، على أن غالبية المواطنين الفقراء والطبقة الوسطى ،لا يدفعون ضريبة دخل ولن تطاولهم التعديلات المرتقبة ، لكن يتم تجاهل أن ضريبة المبيعات التي تشمل عشرات السلع تطال الجميع وهنا بيت القصيد !

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF