خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الصين: إنتهى مؤتمر الحزب.. بدأ عصر «شي»

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب كما كان متوقعا.. أعاد مؤتمر الحزب الشيوعي الصيني التاسع عشر انتخاب الرئيس شي جين بينغ أمينا عاما للحزب ورئيسا للمجلس العسكري المركزي، ما يمنحه المزيد من القوة والنفوذ، اللذين راكمهما طوال السنوات الخمس الماضية (كولاية أولى) بادئاً ولاية ثانية، ستكون حافلة بالمناسبات «التاريخية»، ما يُضفي على الولاية الجديدة طابعاً مثيراً ومختلِفاً، سواء في العام 2019 الذي يصادف «سبعينية» قيام جمهورية الصين الشعبية، أم العام 2028 وهو العام الذي يصادف «مئوية» تأسيس الحزب الشيوعي الصيني، وهي بالفعل مناسبة غير مسبوقة في العالم بالنسبة الى حزب شيوعي يحتفل بـ»مئويته» وهو مُمسِك بالسلطة، تُزكّيه انجازاته التي ابهرت العالم، وبخاصة في ذكراها الاربعين (1978) عندما بدأ عهد الزعيم الإصلاحي الكبير دينغ هيساو بينغ، صاحب «النظرية» التي اخذت طريقها الى الفضاء الصيني بانه «لا يهم «لون» القط، طالما يستيطع صيد الفئران».. وهي المقولة التي فتحت الطريق على ما بات يُعرَف بـ»الاشتراكية ذات الخصائص الصينية»، التي اخذت حيزا كبيرا في خطاب الرئيس شي عند افتتاحه المؤتمر، معتبِرا ان «الالتزام بها هو السبيل الوحيد وانها نجحت في تطوير البلاد ورفع مستوى العيش وبناء دولة قوية وقادرة» لافتا الى ان الصين تمر حاليا في المرحلة الاخيرة من تطورها نحو النظام الاشتراكي «المثالي»(..) من خلال القضاء على الفقر وتطوير القوة الاقتصادية، وترسيخ القِيم الاجتماعية الاشتراكية وتقدم المعرفة وحماية البيئة «وان كان «شي» توقّف هنا مُحذِرا الحضور وعددهم 2300 ممثلون لحزب يصل عدد منتسبيه الى «89» مليون عضو، ولا نحسب ان حزبا في العالم وصل الى عدد كهذا.. قائلاً: إن «الشوط الاخير من الرحلة هو الاصعب»، ما يستدعي الإستعداد لبذل «جهود اعظم واكثر مشقة»..

كلام جميل تفوح منه رائحة الثقة والتفاؤل، إلاّ أنه في الوقت ذاته تعبوي وايديولوجي، يستعيد الخطاب «الحِزبي» الذي غاب عن الفضاء الصيني طوال اربعة عقود (مرحلة الانفتاح التي قادها هيساو بينغ) وبدا «حينها» وكأن دور الحزب وكوادره قد تراجَع، وإن استمرت مؤتمراته في الانعقاد (كل خمس سنوات) وجرت مناقشات وانتخابات وصراعات أفضت في النهاية الى بروز امين عام جديد، يتولى رئاسة الدولة والحزب والمجلس العسكري لولايتين، ثم يُفسح الطريق لأمين عام جديد كما حدث مع جيان زيمين ومن بعده هو جنتاو اللذين اصطحبهما «شي» معه عند افتتاحه المؤتمر، وجلس بينهما على المنصة الرئيسية. لكن الحال مختلفة هذه المرة، كون شي نجح في ان يصنع لنفسه صورة مختلفة عن سابقيه ويحجِز لنفسه مقعدا بين قادة الصين «القلائل» وفي الصفوف الاولى، على قدم المساواة (إن لم يكن اكثر إثارة وحيوية) كما هي حال الزعيم «ماو» مؤسِسا ومُنظِّراً، والرجل الثاني الذي يُعزى له كل ما حققته الصين «الجديدة» من انجازات ومراكمة قوة وثراء وتقدم ونقل ملايين الفقراء الى فوق خط الفقر الى الرخاء «النسبي»، وإن كانت المهمة لم تُنجَز على نحو كامل وكما هو مأمول، ونقصد هنا هيساو بينغ، الذي وان كان تعرّض الى «قمع» ما، إلاّ انه تجاوز الامر ونجح في بلورة تيار واسع داخل الحزب مؤيد لأفكاره وقراءته المغايرة لأفكار ماو، عن «الاشتراكية ذات الخصائص الصينية»، والتي باتت المهمة الاولى على جدول اعمال كوادر الحزب وقياداته الجديدة، التي ادخل الى لجنتها الدائمة «السباعية» دماء جديدة، والتي تقف الان خلف «شي» بقوة بعد ان استطاع ضرب كل اشكال الفساد والرشوة على نحو مختلف مما كان في عهد من سبقوه، الذين كانوا يفرضون عقوبة الإعدام على الفاسدين والمرتشين، لكنهم كانوا يُبقون على «إرثهم» النقدي والعقاري للمنتفعين والورثة، إلاّ ان «شي» جاء بعقوبة اكثر قسوة لم يكن الاعدام من بينها، لكنه يزجّ بهم في السجون لمدد طويلة ويصادِر كل ما وزّعوه على العائلة والمقربين والبطانة، ويتركهم في حال من العدم. ما اثار الرعب في نفوس كثيرين واصاب من هم في المناصب الرفيعة والمواقع المهمة داخل الحزب بالهلع وكان القاء القبض على عضو المكتب السياسي سون تشنغ تساي الذي كان يُنظَر اليه كخلف للزعيم الصيني الحالي، المثال الابرز لإصرار «شي» على قطع دابر الفساد والرشوة، ما اثار الإعجاب والتأييد لدى الشعب الصيني الذي عانى كثيراً وطويلا من آفة.. كهذه.

لم تكن صدفة والحال هذه ان يأتي الرئيس الصيني في خطابه الطويل (اكثر من ثلاث ساعات) امام المؤتمر، على هذه المسألة مُحذِراً ومنبهاً بالقول: «ثابرنا على مكافحة الفساد، بما يتّسِم بانعدام اي منطقة محظورة والتغطية الشاملة وعدم التسامح اطلاقاً، وواظبنا بثبات لا يتزعزع على ضرب النمور والذباب»، مستطرِداً في اعتراف نادر «لكنها عملية ما يزال يشوبها كثير من النواقص، وتُواجِهها صعوبات وتحديات غير قليلة».

الولاية الثانية للرئيس شي، حافلة بالمصاعب والتحديات على اكثر من صعيد داخلي وبالذات الفقر ومستوى المعيشة للصينيين، وخصوصا خارجي وعلى جبهات عديدة، تبدأ بمشروعه الضخم «الطريق والحزام»، ولا تنتهي بتحديث الجيش الصيني ومواجهة الاستفزازات الأميركية في بحر الصين الجنوبي، ومحاولات عرقلة اتفاقيات التجارة الحرة، ومسار «العولمة» الذي دافع عنه «شي» في منتدى دافوس الاخير» على نحو اثار الاستغراب.. حيث زعيمة «الرأسمالية» تقف حَذِرة منه، وهي التي سوَّقته، فيما دولة «شيوعية» تُدافع عنه وتُحذِّر من عرقلته.

إنه «عصر شي» حيث يبدو كشخصية عالمية مثيرة، ما يزال الكثير لديه لمفاجأة شعبه والعالَم.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF