خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

أسئلة الحدود

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. زيد حمزة الحدود التي أقصدها هنا هي التي نراها في الاطالس الجغرافية تفصل بين بلدان العالم المختلفة ولا نستهجن ونستغرب كيف تكون احيانا متعرجة وأخرى مستقيمة وربما هذا هو اول الأسئلة، وكمدخل للتفكير في الاجابة نقول بأن المتعرجة تشير مثلاً الى مجرى نهر حقيقي يشكّل الحد الطبيعي بين البلدين أما المستقيمة فقد رسمها موظفون مأمورون لتقرر بالتالي معيشة الناس على الجانبين ولقد علّمونا في درس الجغرافيا أنها حدود سياسية، وما دامت كذلك فلا بد أن لها جذوراً وخلفيات تاريخية جاءت في أبسطها نتيجة تنازعات او تفاهمات بين قبائل أو أقوام على مصادر الثروة الطبيعية كالماء والكلأ قبل أن يخطر بالبال المعادن الثمينة! ثم فرضها لاحقاً التطور الاقتصادي للمجتمعات البدائية حين انتقلت من المشاع الى الاقطاعية الى الرأسمالية ووضع لها الحكام الجدد في كل مرحلة اسماً عائلياً أو قومياً يبرر وجودها ويبرر حتى الحرب من اجلها، ولنأخذ أبرز الامثلة في اوروبا حين كانت مجموعة دوقيات أو ولايات صغيرة يحكمها عدد كبير من امراء الاقطاع كانوا يملكون الارض وما عليها ثم وجدوا أنفسهم ينهارون أمام تيار ( التوحيد) الذي قاتل في سبيله آلاف مؤلفة من جنود يحملون رايات الوحدة ويصفق لهم التجار حتى يزيلوا من اجلهم الحدود ويقلصوا الجمارك ويفتحوا لبضائعهم الأسواق ! أما في اميركا الشمالية فقد اختلف الأمر إذ أشترت الولايات المتحدة بغزير مالها مساحات شاسعة من جغرافية البلدان الفقيرة المجاورة كالمكسيك ودفعت مبالغ غير كبيرة للدول الاستعمارية الأخرى كفرنسا وبريطانيا واسبانيا كي تتخلى لها عن ولايات كانت تحتلها مثل فلوريدا ولويزيانا وكاليفورنيا..

في بلادنا كانت اشهر الأمثلة المحزنة والمخزية حيث قرر الاستعماران الفرنسي والبريطاني بعد أن قهرا الخلافة العثمانية تقسيم العالم العربي الى اقطار عديدة واستعمل مندوباهما سايكس وبيكو المسطرة مرات عديدة لرسم حدود تخدم مصالحهما وتعي تماما مصادر الثروة النفطية في باطن الأرض ومبدأ ( فرّق تسد) وإلا فكيف نصدق الأشكال الهندسية المضحكة لكل من العراق وسوريا وشرق الاردن وفلسطين التي زعم المخططون أنهم راعوا بها تواجد القبائل على الارض وخلفوا لنا كذلك مشكلة الواجهات العشائرية.

أما السؤال الصارخ فلا بد ان يكون عن اسرائيل التي ترفض الى الآن أن ترسم حدود الاراضي التي اغتصبتها حتى لا تحبس نفسها بداخلها فعندها من الجشع المخبوء ما تبتلع به دولاً (!) أخرى كي تصل بحدودها الى تلك الخرافة الدينية التي تصدقها معها كثير من دول العالم.

وفي الوقت الحاضر لو نظرنا الى حدود دول العالم واعتبرناها أمرا واقعاً معترفا به من قبل منظمة الأمم المتحدة ولا يجوز المس بها لوجدنا لزاماً علينا أن نتساءل لماذا تظل هذه الحدود في خدمة فئة محددة أو طبقة اقتصادية مهيمنة من سكان كل منها ؟ ولو تفحصنا ما بشّرت به اميركا من مبادئ العولمة وفتح الحدود بين الدول واوهمتنا بانها لخدمة الشعوب لاتضح لنا أنها تريدها في الواقع مفتوحة باتجاه واحد لتسهيل تصدير سلعها ودخولها أسواق الآخرين أما العكس أي توجّه العمالة من الشعوب الفقيرة للعمل في الدول الصناعية الغنية فذلك ما توضع أمامه العقبات والعراقيل وتُلصق به تهمة الهجرة غير الشرعية التي تتعرض للمنع والقمع والطرد وتُرتفع في وجهها جدرانٌ عالية آخرها ما تقيمه الولايات المتحدة على حدودها مع المكسيك لتمنع اهلها من دخول أراضٍ كانت ذات يوم جزءًا من وطنهم قبل ان تشتريها او تستولي عليها الجارة الغنية الكبرى.

ويخطر بالبال كذلك سؤال عن الحدود القومية والحدود الدينية التي دأب مخترعوها على اضفاء القدسية عليها فنتذكر من الأخيرة تقسيم الهند واقامة دولة باكستان في قلبها وقد حدثت باسمها اشد المذابح وحشية في التاريخ الحديث عند طرد أصحاب الديانيتين الاسلامية والهندوسية من على جانبي الحدود التي رسمتها الدولة المحتلة بريطانيا، والمفارقة أن الباكستان الدولة المسلمة الواحدة عادت وانقسمت وخرجت من تحت عباءتها دولة أخرى لها حدود وتدين بنفس الاسلام واسمها (بنغلادش) ! اما التقسيم على اسس قومية فآخرها محاولة انفصال كردستان عن الوطن الأم العراق وما يتهدد الشعب (الواحد) أي البشر على الجانبين من ويلات الاحتراب عدا عن العداوات الكريهة التي بدأت تنشأ بين المواطنين العراقيين اكراداً وعرباً داخل حدود كل منهما ! وآخر الانباء بعد الاستفتاء يقض المضاجع وينذر بصدام مسلح مرعب بين الاخوة العراقيين حول الحدود في كركوك !!

آخر الاسئلة.. هل حقاً تشكل اللغة الواحدة مبرراً لوضع الحدود حول الناس ؟

وبعد.. لعل الهدف الأسمى الذي تريده الشعوب لا أصحاب المصالح والاطماع هو ان يكون كوكبنا لجميع البشر وفي خدمتهم كما كان قبل آلاف السنين.. فهل يتحقق هذا الهدف بعد آلاف السنين ، بلا حدود.

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF