عماد عبدالرحمن
تستعد مدينة العقبة هذه الايام لاستقبال زوارها في العيد، حيث تنتعش السياحة العائلية في عطل الاعياد بالعقبة، خصوصا مع البرامج التشجيعية والاسعار المعتدلة والتخفيضات على البضائع التي تشهدها المدينة هذه الايام. والحق يقال، ان مدينة العقبة تشهد نهضة عمرانية وسياحية تاريخية بحكم المشاريع السياحية قيد الانشاء او المزمع تنفيذها، ومن الضروري ان لا ترتقي فقط بالبناء والفنادق بقدر ما نرتقي بسلوكياتنا وتعاملنا مع السياح والزائرين المحليين من بقية مدن المملكة والجوار.
فالحركة التجارية تزدهر، لكن ما زلنا نفتح الباب امام الصناعات «التقليد» رخيصة الثمن، وما زالت الاسواق تنتعش نهاية الاسبوع فقط، والعلامات التجارية العالمية لم تجد طريقها الى مولات واسواق المدينة، كما اننا لم نستفد من جذب السياحة من الاسواق المجاورة التي ضربتها الحروب. لا نقول ان المدينة وصلت الى « الكمال» في النظافة والتعامل مع المرافق العامة، والاسعار والخدمات، لكن من المنصف القول ان المدينة تسعى جاهدة لتوفير وسائل وسبل الراحة للزوار المحليين والاجانب، وفقا للإمكانات المتاحة والتمويل المتوفر.
قبل اسبوعين زرت مدينة العقبة واستمعت الى شكاوى من سكانها والمسؤولين فيها عن بعض التصرفات غير اللائقة التي بدأت تأخذ حيزا ملحوظا، ومن هذه السلوكيات، « النوم على الارصفة « ،تحديدا خارج مناطق الاكتظاظ السكاني والتجاري، وفي منطقة مرسى زايد، وهي ظاهرة جديدة نأمل ان لا تتكرر كما حصل في عطلة عيد الفطر.
السلبية الثانية، سلوكيات بعض الشباب والمراهقين على الشواطئ وحتى على الكورنيش، وهي تصرفات فردية لا اود الدخول في تفاصيلها ، لكن من الضروري ايجاد وسيلة تعالج وترشد هؤلاء الى تصحيح تلك السلوكيات التي تخدش الحياء العام، ولا تراعي السياحة العائلية التي تتواجد بكثافة في الاعياد في هذه المدينة الواعدة.
السلبية الثالثة، اختيار الاوقات المناسبة لتنفيذ المشاريع الخدمية خصوصا في المناطق المزدحمة بالمدينة، من المؤكد ان هناك اوقاتا على مدار العام تتراجع فيها المواسم السياحية بالمدينة، بالتالي من الافضل ان تنفذ المشاريع بطريقة لا تؤثر في حياة سكان المدينة او تهدد سلامتهم، بأوقات مناسبة وبمدد زمنية قصيرة، حتى لا تتأثر حركة المرور او اقبال السياح من الخارج الى المدينة.
تأسيس مديرية للشواطئ في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة خطوة صحيحة لتأمين بيئة مناسبة للزوار وتوفير الامن والحماية للمصطافين، لكن ماذا عن مواطنينا والقائمين على القطاع السياحي في العقبة، هل ستمر عطلة العيد دون ان نسمع عن حوادث بحرية كما هو الحال في اعيد سابقة، وهل ستتوقف ظاهرة النوم على الأرصفة، او ننتهي من السلوكيات المستفزة على الشواطئ، كلها اسئلة تدور في أذهان الزائرين هذه الايام.
[email protected]