خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

الرأسمالية متوحشة أم خلاقة

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فهد الفانك

سواء رضي اليمين أو غضب اليسار، فليس على الطاولة من الأنظمة الاقتصادية الفعالة في عالم اليوم سوى الرأسمالية. أما الاشتراكية والشيوعية فقد أصبحت أنظمة فكرية، ولكنها غير واردة لأغراض عملية، على الأقل في المدى المنظور.

أبرز رأسماليي العصر، وهو رئيس شركة مايكروسوفت بيل جيتس انتقد الرأسمالية التي وصفها البعض بالمتوحشة، وطالب برأسمالية خلاقة. وهو يقصد أن تتحمل الشركات الكبرى مسؤولية تجاه البشرية، وضرب مثلاً بنفسه حيث خصص معظم ثروته الطائلة لإنقاذ الأفريقيين من الملاريا.

جاء هذا الطرح في خطاب ألقاه جيتس في المنتدى الاقتصادي العالمي بدافوس، وهو يقترح أن الرأسمالية لم تخدم نصف سكان العالم ، وطالب بطريق ثالث يزيل التناقض بين الربحية والمسؤولية الاجتماعية.

جيتس أعطى بعض التفاصيل حول مشروع ما يسميه الرأسمالية الخلاقة، ولكن كثيرين من النقاد والمحللين لم يشعروا بالانبهار.

يقول جيتس: من السهل علينا أن ننسى أن العالم خلال القرن الماضي أصبح أحسن بفضل الرأسمالية، ولكن مليارات البشر لم يستفيدوا من المعجزة الرأسمالية فيجب أن نخف لمساعدتهم.

الاعتراضات على أفكار جيتس توالت من اليمين واليسار على السواء، فالرأسمالية الخلاقة في نظره تتمثل في قيام الشركات الكبرى بواجبها تجاه الشعوب الأقل حظاً، ولكن إنقاذ الإفريقيين من الملاريا لم يمنع عنهم الموت لأسباب أخرى كالإيدز.

يقول أهل اليسار أن الأهداف الاجتماعية لا يجوز أن تكون تحت رحمة القلوب الرقيقة لمدراء الشركات الكبرى، وما تقدمه بعض الشركات ليس إلا جزءاً من الدعاية لنفسها، والعيب الجوهري في النظام الرأسمالي أنه يسمح باجتماع المتناقضات: الغنى الفاحش والفقر المدقع.

ويقول أهل اليمين أن الدعوة لرأسمالية خلاقة يقترح أن الرأسمالية كما نعرفها ليست خلاقة، وإذا كانت الرأسمالية قد فشلت في بعض المجالات ، فإن ذلك يعود لتدخل الحكومات، وتحسين أوضاع الشعوب المتخلفة يكون بنشر بشارة الأسواق الحرة في البلدان التي يسود فيها الفساد، وأخيراً فإن مسؤولية مدراء الشركات هي مصلحة المساهمين وليس نشر الخير في العالم.

هل قصد جيتس مصلحة الشعوب أم مجرد تحسين صورة الشركات الكبرى بعد الفضائح التي أساءت لتلك الصورة.
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF