خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

عيد

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
بلال حسن التل هانحن عشنا أجواء العيد، وواصلنا فيها تفريغ عباداتنا من مضامينها، وننحرف عن مقاصدها الشرعية، التي من أجلها فُرضت وسُنت. فالعيد شعيرة من شعائر الإسلام، وعبادة من عباداته، سَنها للمسلمين رسولهم عليه السلام، وهي شعيرة مكملة لشعيرة الصيام ومرتبطة بها ارتباطاً عضويا، لا انفكاك له. فعيد الفطر هو فرحة الصائم وجائزته، إن مكنه الله عزوجل من أداء شعيرة الصوم وعبادته، مصداقاً لقوله عليه السلام «للصائم فرحتان يفرحهما، إذا أفطر فرح، وإذا لقى ربه فرح بصومه» فما علاقة غيرالصائمين بالعيد؟ وبماذا يفرحون؟ وعلى ماذا يتسابقون لشراء حلوى العيد وملابسه؟ بعد أن أفطروا رمضان واستباحوا حرماته؟ وما هذا الفصام النكد في سلوك هؤلاء الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعضه، ألم يقرأوا قول الله تعالى «أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزى في الحياة الدنيا ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون»؟ ثم من قال أن الفرح يكون بلبس الجديدة خاصة إذا كانت النفوس متعبة، ومحملة بالهموم، وتنوء بالذنوب، ومنها ذنب انتهاك حرمة رمضان وعدم صيامه؟.

هذه واحدة أما الثانية فهي أن العيد شعيرة ارتبطت بسلوكيات من شأنها تمتين الروابط الاجتماعية، وترسيخ التماسك الاجتماعي، وتنمية أواصر المودة والرحمة والمحبة، من خلال التزاور لتبادل التهاني بمناسبة الفوز بامتحان الصيام، فأين هذه السلوكيات وقد حولنا العيد من مناسبة للتراحم والتواصل من خلال التزاور لتبادل التهاني، إلى مناسبة للهروب من الأهل والأصدقاء والعلاقات الاجتماعية، بالفرار إلى الفنادق البعيدة عن الأهل وذوي القربة بحجة الخلاص من «عجقة» العيد؟

ومابال أقوام فروا من حميمة عالمهم الواقعي إلى عوالمهم الافتراضية، فاستبدلوا مصافحة الأيدي بالتهاني الباردة عبر «الواتس» وعبر «البريد الإلكتروني». إلى آخر قائمة التواصل الافتراضي الخالي من المشاعر، وهو سلوك قد يكون مقبولاً لأداء واجب التواصل مع من فرقت بيننا وبينهم المسافات من المغتربين والمسافرين، أو من غير ذوي القربى والرحم والصداقة الحميمة، لكنه سلوك غير مقبول مع ذوي القربى والأصدقاء الحقيقيين، لكنه إصرار البعض على تفريغ عباداتنا من مضامينها، وتحويلها إلى مجرد طقوس بلا روح وبلا معنى وبلا مقصد.

هذه الثانية أما الثالثة فهي أن العيد كان عند السلف محطة لمراجعة النفس ومحاسبتها، على ما قدمت من أعمال، فكان الواحد منهم شديد البكاء شديد الحسرة إن اكتشف جوانب القصور والتقصير في أدائه لواجباته نحو ربه، ومن ثم نحو مجتمعه الصغير، ومجتمعه الكبير أعني الأمة، فأين نحن من هذه المراجعة والمحاسبة؟ وهل توقف الواحد منا عند عبارة نكثر تردديها أيام العيد وهي « إعادة الله علينا بحال أحسن من هذا الحال» والسؤال هو من صنع هذا الحال؟ ومن هو المكلف بتغييره نحو الأحسن. ألسنا نحن المكلفين بذلك أفراداً مهما قل شأن الواحد منا أو ارتفع، فالتكليف الرباني لنا بأن يؤدي كل منا واجبه وما كلف به دون أن ينظر إلى قصور وتقصير غيره، فهذا هو المدخل الحقيقي الذي يقود إلى التغيير الكبير للمجتمع على قاعدة « إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم» فليستثمر كل منا مناسبة العيد فيبدأ بتغيير نفسه ليساهم في تغير مجتمعه، فهذا هو الطريق لنصل إلى حال أفضل من حالنا وليصبح لعبارة كل عام وأنتم بخير معنى ودلالة.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF