كتاب

أدوات التواصل الاجتماعي

تقدم العالم بأختراعاته واصبح سكان الارض في قرية صغيرة تصلنا أخبار الدنيا بأقل من ثانية نتحدث ونشاهد من غرفتنا قريب او صديق متواجد في اي قارة وفي اي مكان حتى لو كان في القطب الشمالي او الجنوبي.

ومن ضمن تلك الاختراعات وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك وغيرها ولأننا نستورد كل ما هو جديد اصبح الفيسبوك وغيرها في متناول الجميع ، 60% من الشعب الاردني يستعمل الفيسبوك لكن وهنا نضع عدة خطوط تحت كلمة ولكن نستعمل هذه الادوات الحضارية بطريقة غير حضارية وغير انسانية احياناً فبدل ان نستخدم تلك الادوات من اجل التعارف والمعرفة والثقافة والفنون والعلم وغيرها اصبحنا نستخدمها من اجل تدمير النسيج الاجتماعي واغتيال الشخصية والقدح والذم ونشر خطاب الكراهية والتطرف ونشر الاخبار الغير صحيحة بل المفبركة اخبار حسب الطلب واشاعة اجواء الاحباط والتشاؤم واصبح البعض فيلسوفاً في الفكر والثقافة والعلم والمعرفة وهو لا يحمل شهادة التوجيهي !! واصبح البعض منظراً سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وهو لا يعرف شيئاً في علم السياسة والاقتصاد والاجتماع.

بدأنا بأستخدام هذه الادوات بلا ذوق ولا اخلاق ولا فن تماماً مثل قيادة السيارة لكن هناك فرق بين قيادة السيارة الخاطئة التي تقتل شخصاً او اكثر ، اما استخدام ادوات التواصل الاجتماعي الخاطىء يقتل مجتمعاً بأكمله ويهدد الامن الاجتماعي وهو اهم مكون من الامن بمفهومه الشامل ، تهديد المجتمع بكل مكوناته ، تهديد المجتمع في اقتصاده وسياحته وطبه وعلاجه...الخ.

اصبحت منابر لا علاقة لها بالعلم والثقافة والسياسة والاقتصاد والاجتماع تتصدر هذه الاداة الحضارية واصبح الذين لم يكملوا السادس ابتدائي ينظرون ، يشتمون ، يهددون ، يزرعون القلق والفتن ويقتلون اي شخصية بلا سبب ويستهترون بقوانين البلد بدون رادع اخلاقي او ديني او انساني يعملون كل ذلك من اجل تنزيل صورهم واسمائهم على صفحات الفيسبوك.

وصلت بنا الامور الى مرحلة يجب التوقف عندها لحماية المجتمع والامن ، والسؤال من يوقف هذا الاستهتار ومن يوقف الذين لا يملكون الاخلاق والذوق والضمير ؟ أجزم ان هذا السلاح اصبح من اخطر الاسلحة التي تهدد المجتمع الاردني وهو اخطر من حمل اي سلاح ان كان مرخصاً او غير مرخص لأن الذين يستخدمونه بهذه الطريقة الغير حضارية يقتلون المجتمع.

من يعلق الجرس ومن يحمينا من هؤلاء؟