خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

قراءة سوسيولوجية بين سطور الورقة السامية عن التعليم

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
د. فيصل غرايبة تبدو المناهج الدراسية في الأردن كما في سائر المجتمعات العربية،أنها تكرس الخضوع والطاعة والتبعية،ولا تشجع التفكير النقدي الحر... فمحتوى المناهج يتجنب تحفيز التلاميذ على نقد المسلمات الأجتماعية أو السياسية،ويعطل فيهم النزعة الأستقلالية والابداع، وتمثل هذه المناهج تجسيدا لمفهوم تقليدي يعتبر عملية التعليم كما لو انها عملية انتاج صناعي،تلعب فيها المناهج وتفريعاتها والمضامين المشتقة منها دور القوالب تصب فيها عقول الناشئة...اذ تطغى المحاضرة والالقاء من جانب المعلم على غيرها من اساليب التعليم،وما على الطالب الا الحفظ والترداد والتسميع،ويطغى الكتاب المدرسي او المذكرات أو الملخصات الدراسية على غيرها من الأدوات المستخدمة،ويحتوي الكتاب نصوصا غير قابلة للنقاش،اذ بدت الحقائق فيه مطلقة،والامتحانات بموجبه لا تقيس الا الحفظ والتذكر لما جاء في الكتاب المقرر حصريا.

ولعل اكثر جوانب أزمة التعليم في الاردن وسائر الدول العربية اثارة للقلق هو عدم قدرة التعليم على توفير متطلبات التنمية، فصاحب ذلك فقد التعليم لقدرته على توفير مدخل للفقراء لصعود السلم الأجتماعي،وجعل هذا النمط من التعليم المجتمع معزولا عن المعرفة والمعلومات والتقنيات العالمية. لذا لم يعد من اليسير التزاوج بين مخرجات التعليم من جهة ومتطلبات التنمية والأستخدام من جهة أخرى،وبخاصة في عصر التغير الاقتصادي والتقني السريع. كما يؤثر نقص الأمكانات المتاحة امام الطلبة والمعلمين،هؤلاء المعلمين الذين يتعرضون لضغوطات الحياة النفسية والمادية،وتضعهم أمام مؤثرات سلبية على قدراتهم،تستنفذ طاقاتهم وتجعلهم غير قادرين على رعاية تلاميذهم بما فيه الكفاية.

لقد أكدت الدراسات المتوفرة على غلبة ثلاث سمات أساسية على ناتج التعليم العربي هي:تدني التحصيل المعرفي،وضعف القدرات التحليلية والأبتكارية،والخلل بين سوق العمل ومستوى التنمية من ناحية وبين ناتج التعليم من ناحية أخرى،ينعكس على ضعف انتاجية العمال واختلال الهيكل الوظيفي المؤسسي وضعف العائد الأقتصادي والأجتماعي من التعليم،وليس أدل على ذلك من تفشي البطالة بين المتعلمين وتدهور الأجور الحقيقية للغالبية العظمى منهم.

وهكذا اصبح الأمر بحاجة الى اعادة انشاء البناء التربوي التعليمي بالتركيز على احترام الكرامة الأنسانية للفرد،وتربية الطالب على موقف عقلاني واضح من المشكلات الطبيعية والأنسانية،واعطاء قيمة للحوار الذي يمكن أن ينتهي بالأختلاف الخلاق بدلا من حتمية الأتفاق،وتعيين القيمة الحقيقية لأي شيء في ضوءالعمل الانساني المبدع،وأثارة روح التحدي في الأنسان وبناء قدرته على صنع مصيره بذاته ولذاته. اذ ان المجتمع الفاضل هو الذي يوفر لكل أطفاله فرصا تعليمية متكافئة،ويوجه عناية خاصة نحو تمكين أبناء الفئات الأضعف اجتماعيا،وبخاصة البنات،من الألتحاق بمراحل التعليم جميعها،والحفاظ على حق المتعلم في أن يفهم بوصفه كيانا انسانيا واحدا،تستهدف التربية نموه الجسدي والوجداني والأجتماعي والمعرفي بتكامل وانسجام.

ان التربية يجب أن تساعد الأطفال والراشدين على تفهم أفضل لثقافتهم الخاصة،الماضي منها والحاضر،على أن تشتق غايات العمل التربوي من الرؤى العالمية للتربية المناسبة للقرن الحادي والعشرين،وتعتمد فيه الطريقة التي تؤدي الى فهم سياقات السبب والنتيجة في تحليل الظواهر الطبيعية والأجتماعية،كما أن التربية الحقة هي التي تقود الناشئة الى التطلع الى المستقبل،وعملية التطلع هذه تساعد الناشئة على اكتساب المرونة لمواجهة هذا المستقبل، والاسهام في عملية تشكيله.

ان الورقة النقاشية السابعة التي طرحها سيد البلاد المفدى مؤخرا لم تغادر حقيقة متعلقة بالتربية في اردننا الحبيب الا وغطتها، ولم تكشف جانبا سالبا من الانتاج التربوي والجهد التعليمي الا وصفت له الدواء الناجع والجراحة اللازمة لكي تستقيم المسيرة وتتضح الرؤية. وهي تشكل قوة دافعة للاستراتيجية الوطنية لتنمية الموارد البشرية لتصل غاياتها بيسر ونجاح وبدون ابطاء.

[email protected]

محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF