مع مرور الزمن وتكرار انعقاد القمم بلا نتائج ملموسة إن على المستوى السياسي او الاقتصادي فقدت الشعوب ثقتها بالقمم العربية واصبحت نسبة المتشائمين عالية جداً في نتائج اي مؤتمر ، من هنا اصبح مؤتمر البحر الميت في الاردن من أصعب المؤتمرات على المستوى الشعبي حتى على المستوى العالمي فالعالم يشهد الانقسامات الحاصلة اليوم في العالم العربي الفلسطينيون منقسمون بالرغم مما وصلت اليه القضية الفلسطينية ، السوريون منقسمون والعراقيون واليمنيون والليبيون والقتل والدمار يستفحل في دولهم ، وانقسمت الشعوب العربية بين مؤيد لهذا الطرف وبين معارض ، ووصل الانقسام السني الشيعي الى حده الاعلى ، وانقسمت التيارات السياسية والفكرية ، وجاءنا الارهاب بكل اشكاله ، وبأساليب غير انسانية وغير حضارية ، ووصل الى دول العالم مما اصبح اسم العربي والمسلم تهمة.
انعقاد القمة في الاردن يعطي أملا في عمل شيء وفي تغيير الواقع المؤلم الذي وصلنا اليه فالاردن نتيجة سياسته المتوازنة والمعتدلة وما يحظى به من احترام في دول العالم وقيادته الحكيمة وشرعيتها القومية والدينية كلها عوامل واسباب تدعو الى التفاؤل رغماً عن الصعوبات الكبيرة في لم الشمل العربي.
ننتظر قرارات القمة والاهم تطبيق القرارات على ارض الواقع ، لم يعد يكفي بيانات تبقى حبراً على الورق ، فالشعوب العربية اعتادت على مثل هذا النهج ، والسؤال المطروح شعبياً هو ماذا تبقى للعرب ولقضاياهم وهل القادة العرب يدركون خطورة المرحلة والى اين نحن ذاهبون في هذا الغياب والصمت العربي حتى ان العالم العربي فقد دوره في المنطقة واصبحت دول اقليمية وعالمية تتحكم في مصيره.
نأمل في قمة البحر الميت اعادة الامل للشعوب العربية ونحن متأكدون ان جلالة الملك سيعمل بأقصى ما يملك من اجل تحقيق الغاية المنشودة.
