كتاب

التوجيهي والجامعات

اصبحت كلمة التوجيهي من اكثر الكلمات التي تقلق العائلات الاردنية على مدار السنة قلق مستمر مرهق وغالباً مرعب !! لأن مصير الابناء وعائلاتهم اصبح يعتمد على هذا الامتحان ،

في الدول المتقدمة اسم التوجيهي عندهم (Maturity) اي هل وصل الطالب الى درجة النضج في التفكير والتحليل والفهم وهو بعيداً عن التعقيد وعلامة النجاح عندهم 50% وهو امتحان عادي وبسيط وبالتالي لا يقوم الطلبة الناجحون بأقتراف مخالفات مرور في سير المركبات بالأمس قامت ادارات السير عندنا بتحرير 950 مخالفة سير عدا عن بعض الحوادث التي تحصل نتيجة اطلاق العيارات النارية عدا عن بعض حالات الانتحار التي تحصل احياناً نتيجة الفشل في الامتحان وغيرها ، 50% تقريباً من الطلبة لا ينجحون يسببون الحزن والالم لعائلاتهم كأن العائلات فقدت فرداً من العائلة ولا ينقصها الا فتح باب العزاء !! ، الا توجد طريقة اخرى للتخلص من هذه المعاناة السنوية التي تعيشها معظم العائلات الاردنية !!! ، ثم هناك امر اخر ننفرد فيه في العالم !! اي لا يوجد نظام مثيل له في العالم !! وهو نظام القبول في الجامعات.

في الدول المتقدمة من يحصل على علامة النجاح وهي 50% له الحق في الدراسة في الجامعات الحكومية !! ، عندنا فقط الذين يحصلون على معدل 65% وما فوق !! والسبب عندنا تحالف اصحاب رأس المال والمسؤولين !! في اقامة جامعات خاصة لكي يذهب الذين حصلوا على معدلات 60% الى 65% لكي يتم انهاك العائلات بدفع رسوم بالالاف من اجل تعليم ابنائهم ومعظمهم يستدينون ويبيعون املاكهم من اجل تعليم ابنائهم ومن اجل زيادة غنى اصحاب الجامعات الخاصة لكي يزدادوا غنى.

كحديث مرة احد وزراء التعليم العالي ان يعطيني دولة في العالم تطبق هذا النظام فلم يستطع ذكر اي دولة ، في الدول المتقدمة تقوم فلسفة كل الحكومات على تقديم ثلاثة امور اساسية لابنائها الصحة والتعليم والعمل فأين نحن من ذلك ؟ متى سنحقق العدالة الاجتماعية ؟ وكيف نجحت الدول المتقدمة في تحقيق العدالة الاجتماعية واصبحت دول غنية اين المشكلة اذاً ؟ المشكلة اننا دولة فقيرة يحكمها الاغنياء ، وفي غياب الحكومات ومجالس النواب التي تدافع عن الفقراء والطبقة الوسطى وهي تشكل غالبية الشعب الاردني فحكوماتنا هي حكومات يمينية بالمعنى الاقتصادي وليس حكومات وسط او وسط اليسار بالمعنى الاقتصادي ، معظم حكومات الدول المتقدمة هي حكومات وسط او وسط اليسار وهي تأتي نتيجة انتخابات حزبية برامجية فمتى نصل الى ما وصلوا اليه.