ان هذا الأمر في حده المشهود انجاز مهم لبلدية كبرى مثل اربد، التي كانت تنوء بحملها المادي وتعجز عن تنفيذ مشاريعها وتطوير خدماتها، مما كان يثير سخط الناس وانتقادهم لمجالسها البلدية المنتخبة المتعاقبة، في حين أن المجلس البلدي الحالي وهو منتخب ايضا بطبيعة الحال،ورئيس البلدية وجهازها التنفيذي قد تجاوزوا مرحلة العجز والقلة ونشطوا من جديد في مضمار العمران والتنظيم والتطوير. وتأتي كل هذه الانجازات في خضم التدفق البشري الهائل الذي تشهده اربد والذي تسببه حركة اللجوء السوري الكثيف الى شمال المملكة وتتجمع بالضرورة ان بشكل دائم او بتردد مؤقت في عاصمة الشمال اربد، عدا عن من يفد اليها من اهالي وسكان البلدات والقرى المحيطة بها ومن الوافدين الى جامعات الشمال: العلوم والتكنولوجيا واليرموك وجدارا واربد الأهلية وكليات جامعة البلقاء التطبيقة الموجودة فيه، عدا عن اتساع نطاق البلدية الكبرى الذي يكاد يغطي لواء القصبة بمجموعه.
لقد استطاعت هذه البلدية ان تسدد ديونها من خلال اجراءات اسردها هنا لا بل اذكرها لتحذو حذوها مختلف البلديات في المملكة المدني، وهي التي تتمثل بتفعيل الجباية بالنسبة للضرائب البلدية والمخالفات بانواعها للأبنية المقامة وللسير على الطرق، وجميعها تتعرض باستمرار لتقاعس أو اهمال من المكلفين او الملزمين بذلك مثلما تتعرض للأهمال والنسيان بسبب الصعوبات التي يواجهها الجباه والمتابعين لدفعها في أوقاتها، وترشيد الانفاق والاستهلاك فيما يتعلق بالانارة والمياه والتدفئة والتبريد والقرطاسية والعلاقات العامة والمساهمات في الأنشطة المحلية الثقافية والفنية والرياضية والاجتماعية وذلك بالقاء الحمل في الانشطة المجتمعية على الهيئات التطوعية والاهلية والاكتفاء بتقديم الامكانيات المتاحة لدى البلدية، مقابل تركيزها وانفاقها على الخدمات، ويصاحب ذلك تقديم القطاع الخاص التجاري والصناعي اسهامات في المشروعات الخدمية والتعميرية في المدينة في اطار مبادرتها في اداء المسؤولية الاجتماعية، وتقديم مديرية الأوقاف في المدينة خدمات التنظيف والصيانة في محيط المساجد القائمة هناك.
يقال ان من وراء هذا الانجاز الكبير في تسديد ديون بلدية اربد هو رئيس البلدية المهندس حسين بني هاني هاني الذي وضع الهم العام لبلدية اربد فوق كل الاعتبارات وعمل بصدق وامانة، واذ انني لا اعرفه شخصيا ولم التقيه الا عن بعد وفي مناسبة عامة في قاعة البلدية، فانني استشهد بما يقوله عارفوه عنه،بانه شخص ذكي ومتواضع ونظيف اليد واللسان لا يجامل على باطل وافعاله دائمأ اكثر من اقواله، ولكن هذه الصفات في شخص المسؤول الأول بهذه البلدية الكبرى لا يصرف الانتباه عن جهود العديدين من حوله سواء من موظفي البلدية أو من اعضاء مجلسها المنتخب.
وكفانا الله نحن هنا في الأردن هذه الطاقة البشرية الخلاقة المخلصة الأمينة التي لا تكف عن العطاء والبناء لخير بلدها ومستقبل اجيال في مختلف الحقول والأنحاء.
[email protected]
