رأينا
أحيا الاردنيون يوم امس، السابع من شباط، الذكرى الثامنة عشرة ليوم الوفاء والبيعة بكل ما يمثله هذا اليوم من معانٍ ودلالات ان لجهة الوفاء للمغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، ام في ما خص اليوم ذاته الذي تسلّم فيه جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية ملكاً للمملكة الأردنية الهاشمية.
واذ استذكر الاردنيون يوم امس ما انجزه جلالة المغفور له الملك الباني الحسين بن طلال من منجزات وما استطاع اجتراحه من معجزات في سبيل تجسيد الاردن وطنا عزيزا ابيا وحمى عربيا في خدمة قضايا الامتين العربية والاسلامية وترجمة لشعاراته ومسيرة الثورة العربية الكبرى حتى غدا انموذجا يحتذى في العزيمة والارادة والاصرار على تحدي الصعاب ومواجهة التحديات والانتصار على المؤامرات رغم شح الموارد وتواضع الامكانات المادية، الا ان تسليم الراية الى نجل الحسين الاكبر جلالة الملك عبدالله الثاني شكل استمرارا لمسيرة عطاء وتواصل لهذه المسيرة التي لم تتوقف بل ازداد زخمها وجزل عطاؤها وكان عنوانها على الدوام البناء والتحديث والتنمية والاصلاح وتكريس الاردن واحة أمن واستقرار بفضل بسالة وبطولة وشجاعة قواته المسلحة – الجيش العربي واجهزته الامنية التي اثبتت وقائع الايام انها قادرة على افشال المؤامرات ودحر المعتدين وتلقينهم الدرس تلو الآخر بعد كشف مخططاتهم الشريرة، وضربهم في اوكارهم وشلّ ايديهم وانعدام قدرتهم على المس بأمننا واستقرارنا.
في يوم الوفاء والبيعة يتطلع الاردنيون بثقة وتفاؤل الى المستقبل وهم على قناعة بان المسيرة المظفرة التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني ستتواصل في الانجاز والتغلب على التحديات وان الصعوبات التي يواجهها اقتصادنا الوطني سيتم تذليلها في وقت قريب عبر ايجاد المزيد من الحلول الناجحة وتوسيع نوافذ الاستثمار والبحث عن اسواق جديدة لمنتجاتنا وتفعيل الشراكات والاتفاقات العديدة مع الدول الشقيقة والصديقة وتجويد الانتاج والقدرة على المنافسة فضلا عن مكافحة الفساد والقضاء على المحسوبية والواسطة ووضع الرجل المناسب في المكان المناسب وتفعيل الادارة الحكومية وكل ما من شأنه استعادة ثقة المواطن بحكومته واحترام المواطن لدولته والعمل من اجل رفعة الاردن وازدهاره.
في يوم الوفاء والبيعة يزداد الاردنيون اطمئناناً وثقة بأن امن بلدهم مصون وان حدوده محمية وان يد الارهاب التي تحاول المس بأمنه واستقراره ستقطع وبخاصة ان بلدهم منخرط بشجاعة وبسالة ودور محوري في الحرب على الارهاب التي تطال الجميع وخصوصا ان قائدهم يطالب على الدوام ويدعو الى ان تكون هذه الحرب شاملة يشارك بها الجميع كون مخاطر الارهاب لا تستهدف او تمس العرب والمسلمين وحدهم بل العالم اجمع وبالتالي لا بد من التعامل مع هذه الآفة وعصاباتها وفق نهج شمولي وجامع مشترك بجدية وفاعلية.
في يوم الوفاء والبيعة يغمر الرضى ابناء شعبنا وهم يرون دور بلدهم وقائدهم الاقليمي والدولي كبيرا في اهميته ومحوريا في الملفات والقضايا الساخنة والازمات التي تعصف به بفضل ما يتمتع به جلالة الملك عبدالله الثاني من حكمة وبُعد نظر وقراءة دقيقة للمشهدين الاقليمي والدولي والمصداقية والاحترام اللذين يتمتع بهما على مستوى العالم اجمع.
في يوم الوفاء والبيعة يجدد الاردنيون الوعد والعهد بمواصلة مسيرة البناء والتحديث والعطاء من اجل تحقيق المزيد من الانجازات والمراكمة عليها، من أجل اردن عزيز وفخور وكريم.