ما يفعله (ترامب) هو إعادة صياغة علاقات أمريكا من جديد , فبعد أحداث 11 سبتمر تخلت على مايبدو أمريكا عن تحالفاتها مع العالم السني واتجهت لمجموعة من التفاهمات مع إيران , أنا لا أقول أن (ترامب) سيعود للتحالف مع العالم السني ...ولكن حين تنظر لإدارته تكتشف أنها مليئة (بالباشوات) كل (باشوات) أمريكا ..الذين تقاعدوا عادوا في مناصب رفيعة , وجميعهم شاركوا في حروبها بدءا من أفغانستان وحتى العراق , هذا يعني أن المرحلة تحتاج ربما لحرب جديدة .
إيران أنتجت من التصريحات , أكثر مما أنتجت من الصواريخ لدرجة تشعر أن الحرس الثوري فيها , وظيفته التهديدات وإطلاق التصريحات ..ولكنها منذ انتهاء حرب الخليج في( 8) اب نهاية الثمانينيات , لم تتعرض لاختبار عسكري حقيقي , لم تقم بخوض مواجهة عسكرية حقيقية , ومعروف أن قبولها وقف إطلاق النار مع العراق , كانت نتيجة حتمية للهزيمة الماحقة التي تعرضت لها في (الفاو) ...لقد قال الخميني قبل المعركة بسنة :- ( إذا استطاع صدام تحرير الفاو , فسأذهب له بنفسي إلى بغداد كي اقوم بتهنئته) ...كان يومها يستهزأ بالقوة العسكرية العراقية , وخانته التصريحات وعادت الفاو .
يبدو أن عهد ترامب سيكون , تجربة حقيقية للقوة العسكرية الإيرانية ..وتجربة حقيقية لمدى صدق تصريحات الحرس الثوري في إشعال المنطقة وهل ستقوى دولة تمتلك سلاح جو (خردة) , ومأزومة اقتصاديا ..على مواجهة مع أمريكا ؟
أنا أراقب ما يحدث , وأجزم أن مواجهة عسكرية وشيكة , ستحدث وأجزم أن الفائض البشري من المليشيات المغلوب على أمرها والذي تصدره إيران للمنطقة , سيعود أدراجه إلى طهران ..مهزوما ومكسورا ..
فقط لنتذكر قول الخميني لنتذكر الرسالة التي وجهها للعراق , في منتصف الثمانينيات ...سأعود لكلماته وسأنقلها حرفيا :- ( إذا استطاع صدام حسين تحرير الفاو فسأذهب بنفسي إلى بغداد لتهنئته) ...معركة الفاو , لم تكن معركة بل كانت هروبا منظما للإيرانين , وقد قتل فيها منهم الألوف المؤلفة ..سؤالي :- هل يا ترى إذا استطاع (ترامب) تدمير مفاعلاتهم النووية هل سيذهب قادة الحرس الثوري لتهنئته في واشنطن كما قال الإمام الخميني للراحل صدام حسين .
[email protected]
