رأينا
استقبل الأردنيون توجيه جلالة القائد الأعلى الملك عبدالله الثاني، رئيس هيئة الأركان المشتركة لإنشاء صندوق لدعم أُسر شهداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، إضافة الى الدعم الذي يقدم لهذه الأُسر، بالترحيب والتقدير العميقين لهذا التوجيه الملكي الذي يعكس تقاليد الوفاء والمحبة والاجلال لتضحيات الشهداء وما قدموه من أجل رفعة هذا الوطن وحماية شعبه وتكريسه واحة أمن واستقرار في منقطة تعربد فيها الفوضى ويسعى من خلالها الارهابيون وخوارج العصر ومن يقف خلفهم في فرض أجندتهم الظلامية على المنطقة بدولها وشعوبها وأيضاً في الاساءة لكل القيم والأعراف الانسانية والاخلاقية وتشويه الصورة الحقيقية للاسلام بما هو دين محبة وسلام ومحبة وإخاء وحضّ على التواصل والتعارف ونبذ العنف واختيار الحوار وسيلة لحل الخلافات او الاختلافات في وجهات النظر والاراء والتركيز على المشتركات والجوامع بدل البحث عن الخلافات او تعميقها.
من هنا فإن أمر جلالة القائد الأعلى بتخصيص مبلغ خمسة ملايين دينار من موازنة الديوان الملكي الهاشمي للصندوق، يكتسب اهمية اضافية ليس فقط في انه يأتي بمثابة اقتطاع من موازنة الديوان السنوية بكل ما يعنيه هذا من اهمية وأولوية يمنحها جلالته لاسر شهدائنا الأبطال وانما ايضاً في انه ترجمة عملية لما دأب جلالته على التأكيد عليه والاشارة اليه في كل مناسبة يلتقي فيها أُسر الشهداء وهي ان هؤلاء الابطال الذين سجلوا صفحات مضيئة وخالدة في تاريخنا الوطني على مدى العقود المنصرمة وما يزال نشامى قواتنا المسلحة وأجهزتنا الامنية على جهوزية عالية واستعداد دائم لتقديم الغالي والنفيس من اجل الدفاع عن ثرى الأردن الطاهر وحماية شعبه، يستحقون منا كل دعم ووفاء وعرفان بما قدموه وان جلالة القائد الأعلى وجموع الأردنيين كافة يفخرون بأن يكونوا في موقع الدعم الموصول لاسر الشهداء ورعايتها وتقديم كل ما يلزم من أجل التأكيد ان تضحياتهم لم تذهب سدى، وأننا مجتمع واحد، نتضامن ونتعاضد وعند الشدائد ولن نتخلى عن الأبطال الذين افتدوا بأرواحهم تراب هذا الوطن وحموا شعبه وسطروا ملاحم الصمود والبطولة في مواجهة الأعداء والطامعين والارهابيين وكل من سولت وتسوّل له نفسه المسّ بأمن بلدنا واستقراره..
وكي تأخذ الامور مجراها الطبيعي وتنسجم مع الاهداف النبيلة التي توخاها جلالة القائد الأعلى من وراء توجيه رئيس هيئة الاركان المشتركة انشاء صندوق لدعم اسر شهداء القوات المسلحة والأجهزة الأمنية، فإن جلالته أكد على امر مهم وحيوي بل ضروري وهو دعم الحكومة لهذا الصندوق وفتح المجال أمام القطاع الخاص للتبرع به، على نحو يجب ان يجسد بالفعل تضامن الاسرة الأردنية الواحدة والكبيرة كما عكسته وقائع تاريخنا الحديث والقديم وكي ننقل رسالة للعالم أجمع وهي أننا شعب يقدر تضحيات الشهداء من ابنائه ولا يتردد في تقديم الدعم لأُسرهم.
توجيهات جلالة القائد الأعلى لرئيس هيئة الأركان المشتركة يوم امس كانت ذات نظرة ملكية شمولية اخذت في الاعتبار كافة القضايا والملفات ذات الصلة بالقوات المسلحة والأجهزة الأمنية سواء في ما خص تعزيز دور المؤسسة الاقتصادية والاجتماعية للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، وإعادة النظر بقانونها وهيكلتها والعمل على بناء المحافظ الإقراضية الخاصة بالمؤسسة ودعم المشاريع الانتاجية للمتقاعدين أم في وضع برامج تدريب متخصصة للمتقاعدين ومساعدتهم في ايجاد فرص العمل المناسبة لهم، كذلك في توجيه جلالته شمول خدمات صندوق الائتمان العسكري التمويلية أُسر الشهداء ودون عوائد.
هذا كله يعكس وفاء وتقدير جلالة القائد الأعلى لجنده ورفاق السلاح الذي يعتز جلالته في كل مناسبة بلقائهم والحوار وقضاء الوقت معهم في ثكناتهم وميادين التدريب.