خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

تركيا و«وحدة الأراضي» السورِّية والعراقِّية... و«سيادتهما»!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب «سرقت» زيارة رئيس الوزراء التركي بن علي يلدرم للعراق, الاضواء مُستقطِبة اهتماما اقليميا لافتا، وخصوصاً لجهة توقيت الزيارة الذي جاء في ظرف مِفصليّ بالنسبة لحكومة حيدر العبادي, التي تواجه تحديات أمنيّة وسياسية وعقبات داخلية, وبخاصة في شأن مشروع التسوية او المصالحة الذي يُروّج له عمار الحكيم بصفته رئيساً للتحالف الوطني العراقي. هذا المشروع الذي أخذ يَتعثّر, بعد ان بدا للحظة وكأنه على وشك الإقلاع والقبول، فاذا بالمتضررين – وهم كُثرُ – على جانبي «المتراس» الطائفي والمذهبي وايضا السياسي والحزبي, يُفخِّخون مساراته ويصيبوا بعض النجاح في إبطائه وربما إعاقته, على نحو يُماثِل ما حدث مع مشروعات وافكار سابقة, حملت كلّها عناوين برّاقة وبخاصة في شأن «المصالحة» وبناء نظام سياسي جديد, لا ينهض فقط على المحاصصة والطائفية والمذهبية وحكاية الأغلبية والأقلية التي هندسها «بريمر» بعد الغزو الاميركي البريطاني, والتي وجدت من يُؤيدها خصوصا بين النخبة السياسية والحزبية التي جاء معظمها على ظهر دبابات الاحتلال, والتي استمرت في الهيمنة والإمساك بمقاليد سلطة فاشلة, لم تنجح في إقالة العراق والعراقيين من العثرات بل النكبات, التي واجهتهم وتُواجههم على اكثر من صعيد, معيشي وخدمي واقتصادي وبنى تحتية ومرافق عامة, وخصوصا الصعيد الأمني والحياتي اليومي.

ما علينا..

هبوط بن يلدرم في بغداد (ولاحقا في اربيل عاصمة اقليم كردستان)، جاء على وقع التصريحات التركية التي تتحدّث عن «دعم انقرة لوحدة اراضي العراق وسيادته»، ما يثير المزيد من التساؤل حول سِرِّ هذا «الكرم» الزائد الذي تُبديه الدبلوماسية التركية في تجلِّياتها (اقرأ تَقلُّباتِها) الاخيرة, الامر الذي يدفع بمزيد من الشكوك الى مقدمة المشهد, الذي تحاول انقرة, المُرتبِكة والمُحرَجة... «تَصَدُّرَه»,وهي التي تدفع من «لحمها الحي» ودماء ابنائها»الان», ثمن سياستها التي اتسمت بالرعونة والغطرسة طوال السنوات الست الماضية, بعد ان ظنّ سلطانها العنيد (سيبدأ اردوغان اليوم الاثنين, رحلة تنصيب نفسه سلطاناً مُطلق الصلاحيات, عندما يتم عرض مواد تعديل الدستور على البرلمان لتحقيق هذا الغرض) ان رياح الربيع العربي, التي اجتاحت المنطقة العربية, في ظروف مُريبة او مُلتبِسة,باتت مواتية لاستعادة امجاد الامبراطورية العثمانية البائدة, وحقوقها «المشروعة» في المنطقة العربية, بدءا من سوريا.

لهذا كله.. هناك ما يدعو للريبة في شأن مدى وجدّية التصريحات التي يدلي بها المسؤولون الاتراك وآخرها تصريح يلدرم في بغداد من «اننا عِشنا (يقصد الاتراك والعراقيين) منذ عصور على هذه الارض كـ»إخوة»، وبعد الان, سنُواصِل العمل لضمان تحقيق الازدهار والمصالح المُتبادَلة لشعبينا, وهذا هو الغرض من زيارتي».

وسيكون السؤال مشروعا حول معنى «الأُخوّة» التي قصدها حفيد العثمانيين والسلاجقة, التي عاشها العراقيون والعرب عموما في ظل امبراطورية أجداده؟ وهل هذا ينسجم بالفعل, مع الممارسات والسلوك الذي تنتهجهما انقرة تجاه سيادة العراق ووحدة اراضيه؟ (لا تنسوا سوريا ابدا)؟.. وكيف يمكن تفسير ذلك, في ظل سياسة الامر الواقع التي تُمليها (او تحاول) انقرة, على كل من بغداد ودمشق, عبر توغّل قواتها في الاراضي السورية والعراقية (دع عنك فتح حدودها لعصابات الارهابيين والمرتزقة الذين يعيثون فسادا في البلدين)؟.

ماذا عن بعشيقة او مسمار جحا التركي؟ (بالمناسبة «جحا» في التراث.. تركي الأصل).

لحظة وصول يلدرم الى بغداد, أصدَر مكتب العبادي بيانا جاء فيه ان «القوات التركية في بعشيقة, ستنسحِب من المنطقة مباشرة بعد تحرير الموصل».. ولم يلبث هذا التفاؤل ان تبدّد, إثر تصريح يلدرم..أمامَ العبادي نفسه, باننا «سننسحب عندما يستتب الأمن» وهي عبارة مطاطة وحمّالة أوجُه, خصوصاً اذا ما أُضيف اليها ما قاله يلدرم ايضا: الوجود العسكري التركي في معسكر بعشيقة, سيتم التوصل الى «حل ودّي» للخلاف حول هذا الامر. فيما لم يتوفر العبادي في المؤتمر الصحفي المشترك ,إلاّ على عبارة تستبطن فشلا واضحا بقوله: «..تم التوصل لـِ(اتفاق) مع تركيا بشأن مطلب العراق انسحاب القوات التركية من بلدة بعشيقة».. دون ان يُفصِح عن الوقت او الكيفية او «الثمن» الذي سيتوجب على العراق..دفعه.

صحيفة «حُريّيت» المحسوبة الداعِمة لاردوغان.. كشفت المستور, عندما نقلت عن مسؤول تركي قوله: «ان تركيا اقترحت اعادة التفاوض حول بعشيقة.. بَعْدَ عام». جاء هذا بعد زيارة وفد تركي لبغداد قام بطرح «اقتراح» على الحكومة العراقية..مُفاده: «اعتبار المعسكر تابعا للعراق وانه (العراق) خصَّصه لعضو في التحالف الدولي ضد داعش». لم يجد العبادي – وفق الصحيفة – سوى اضافة عبارة لا قيمة لها على ارض الواقع تنص على: تضمين الاتفاق «ان عناصر القوات المسلحة التركية ستُغادِر العراق, عندما تنتهي مُهمتها».

هي اذاً مناورات تركية وليست استدارات, تستهدف شراء الوقت ومنح المشروع العثماني الجديد (الذي لم يتخلّ عنه اردوغان, رغم «إعلان موسكو» الثلاثي حول سوريا, ورغم تصريحات يلدرم في بغداد)،المزيد من الوقت, في انتظار حدوث تغييرات وتحولات اقليمية, او بما «قد» تحمله ادارة ترامب من «جديد» على صعيد المنطقة والصراع المحتدم فيها... وعليها.

ماذا عن العرب؟

.. ما فاز إلاّ.. النُوَّمُ.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF