عبدالهادي راجي المجالي
بعد العاشرة ليلا, تنتشر الدوريات في عمان بكثافة, وأنا ما عبرت من شارع رئيسي إلا وأوقفتني واحدة من هذه الدوريات , ودققت على رخصة القيادة, واسمي ورخصة السيارة...
المظاهر الأمنية في عمان جيدة, وتشعرك بالراحة...تشعرك أيضا بأن الجهاز الأمني متيقظ جدا, ولكن الأزمة ليست هنا...الأزمة تقع في إقناع البعض بأن التدقيق الأمني ليس عيبا, وليس مشينا ولا يخدش أو ينتقص من كرامة الإنسان.
بعض الإخوة من الجنسيات العربية, يمتطون سيارات فارهة بأرقام مميزة وثمينة, ويظنون أن نوع السيارة, أو رقمها قادر على جلب الإحترام له أو الخوف من منه..وأنا أطالب مدير الأمن العام شخصيا بالتدقيق أكثر على هؤلاء الناس, (اللاند كروز) لا تعني أبدا أن من يمتطيها محترم, والرقم المميز لا يعطي انطباعا بأن صاحب الرقم.. مدرسة في الأخلاق.
أول أمس , قام أحدهم بالزمجرة.. وتوزيع الغضب حين أوقفوه, وأنا أقسم أنه في بلاده إذا أوقف على حاجز للميليشيات.. وزمجر بهذه الطريقة فسيصفع على وجهه, عمان حين تمنح رقما مميزا أو سيارة فارهة لأحد هؤلاء الأشقاء هذا لايعني أبدا أنك فوق الناس..هذا يعني أن هذه العاصمة تحترم زوارها والمقيمين فيها...أنا شخصيا كنت سأنزل من السيارة واصفعه فنحن حين نشاهد هؤلاء الجنود, يقفون لمدة (5) ساعات متواصلة في درجة حرارة (2) مئوي فالأفضل أن تبتسم بوجوههم..وتشكرهم على أنهم يحرسون الحياة والشوارع والمدينة, لا أن تزمجر غضبا.
أطالب مدير الأمن العام, بحصر الأرقام المميزة..في الأردنيين فقط , وأطالب أن توزع نشرة مع كل رقم مميز تحتوي على بعض النقاط وأهمها أن هذا الرقم لا يمنح اخلاقا, ولا يجعلك مهما.. أو أنك فوق القانون.
الوطن أغلى من أرقامهم, والأردني الذي يشقى في حياته سنوات طويلة ويحصل على قرض من البنك كي يمول (كيا سيفيا)...ويقف بكل احترام أمام الأمن ويخرج رخصته, ويرضى بالتدقيق الأمني..هو أشرف وأعف وأرفع ممن إنجازه في الحياة سيارة (لاند كروزر)..ورقم (مميز)...
أطالب جديا مدير الأمن العام بسحب هذه الأرقام وحصرها بالأردنيين فقط..لأنها لم تعد تستعمل في غاياتها المحددة, بل صارت وسيلة (عرط) وتفضيل على الناس, والأجهزة الأمنية تطبق القانون...على الجميع, ولا تطبقه وفق رقم السيارة أو نوعها...