خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

مُعارِضان «بارزان» يَكتُبان عن «الإئتلاف».. و«الثورة»!!

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب في خِضم التحولات العميقة الجارية في المنطقة, والتي بدأت اساسا من الميدان السوري, بعد تحرير حلب واستعادة وحدتها وعودتها الى كنف الدولة الشرعية, وخصوصا بعد إلحاق هزيمة قاسية بمجموعات الارهابيين المسلحين, ومَن موّلهم ورعاهم طوال السنوات الخمس الماضية, وانكشف بالدلائل والوثائق حجم الشر الكامن في المشروع الغربي العربي الاقليمي ,الذي استهدف اسقاط الدولة السورية ونشر الفوضى والخراب في المنطقة بأسرها, وإعادة ترتيب اولويات شعوبها, على نحو تتراجع فيه القضية القومية الاولى, قضية فلسطين, الى آخر سُلَّم قضايا العرب, وتغدو مجرد صراع على مناطق «مُتنازَع عليها» وخصوصا بعد ان تتكرّس اسرائيل حليفا وشريكا في رسم مصائر المنطقة.

في اتون ذلك كله، يبرز حجم الاكذوبة الكبرى, التي أُريد لنا ان نصدِّقها, وهي وجود معارضة سورية ذات تمثيل ودور واهمية في تقرير مستقبل سوريا, والكيفية او السيناريو الذي تم تنفيذه كي يتقدم «ائتلاف اسطنبول» صفوف المعارضات, وبالتالي كي تُسفر اجتماعاته في الرياض عن اقامة «الهيئة العليا للمفاوضات» التي احتكرت «حصرياً» تمثيل المعارضات المختلفة والمُستَبْعَدة عن مباحثات جنيف, بعد جَلْب رياض حجاب من المقاعد الخلفية والمنسي طوال ثلاث سنوات, كي يكون مُنسِّقا عاما, وجيء بأسعد الزعبي رئيسا لِطاقم المفاوضات ، انكشف مدى هشاشتها ومراهقة اعضائها السياسية, والنفوذ غير القابل للنقاش لعواصم عربية واقليمية نافذة, ما ادّى الى قرار «الانسحاب» من المفاوضات ظناً منها انها قادرة على «شلّ» جهود المصالحة الدولية والاقليمية, مستندة الى وعود خُلّبية من الداعمين الذين باتوا... «هُم والهيئة العليا» على مقاعد المُتفرِّجين, كما لاحظنا منذ ان بدأت جهود جمع المعارضات مع الوفد السوري الرسمي في «استانة» منتصف الشهر الوشيك, والاحتمالات القائمة لاستئنافها في جنيف شباط المقبل.

التصريحات التي تفوح منها رائحة الخوف من الاستبعاد والشطب, التي راح يُطلقها اركان الائتلاف والهيئة العليا للمفاوضات، تعكس مدى العزلة التي باتوا عليها, إن لجهة القول ان احدا لم يُوجِّه اليهم الدعوة للمشاركة في اي من هاتين المدينتين ام لجهة الحرص الاعلامي والدعائي, بالزعم أن الهيئة تضم مُعارِضين سياسيين وممثلين عن فصائل «عسكرية» كما قال جورج صبرا، الذي يَعلَم قبل غيره ان هذا غير صحيح, بدليل ان كل الفصائل العسكرية تنصّلت من صلة كهذه, وقالت ان الهيئة والائتلاف لا يُمثِّلانها.

الان يخرج علينا منسق الهيئة رياض حجاب, بنبرة تهدئة غير مألوفة في قاموسه الناري, وخصوصاً عبارته الخشبية غير القابلة للتنفيذ, وهي ان الهيئة والائتلاف يرفضان اي «تسوية» لا تتضمن استبعاد الاسد عن الحكم بأي صيغة كانت، ولهذا حثّ «دولته» فصائل المعارضة( على «التعاون» مع الجهود الاقليمية «المُخلِصة» للتوصل الى وقف لاطلاق النار)، وإن كان اردف تصريحه بالقول: هناك حاجة لإجراءات بناء الثقة، لتوفير الاجواء المناسِبة لمناقشة الانتقال السياسي, في مفاوضات جنيف المُرتقَبة تحت مظلة الأمم المتحدة.

الرجل يتذاكى... لم يذكر استانة, واستمر يتحدث باللغة التي اعتادها قبل ان تفرض الميادين اجندتها على الجميع, ما يعني ان الرجل يستبطن خوفاً يكاد يَشُلّه ويُربِك حركته التي باتت محدودة, بعد ان توَلّت موسكو وانقرة وطهران ترتيب اوراق المفاوضات المقبلة, وتحديد الأُطر والمعايير التي ستتم بموجبها دعوة الاطراف المعنية, والتي تجلت في بيان الخارجية الروسية بعد اجتماع لافروف وجاويش اوغلو عندما قيل: اهمية استكمال الاتفاق على معايير عملية لوقف الاعمال العسكرية, والتفرقة بين المعارضة المعتدلة والجماعات الارهابية, والتحضيرات لاجتماع الاستانة.

«اصحاب» الهيئة والائتلاف المُعلَن منهم ومَن وراء الستار, يعلمون انه تم تضخيم هذا البالون المسمى «الائتلاف» ولم يعد صالحاً لمزيد من النفخ ولهذا نرى مثلا عضواً «بارزاً» فيه يبرر انسحابه منه (ميشيل كيلو في مقال بصحيفة العربي الجديد تحت عنوان: لماذا تركتُ الائتلاف؟) يقول فيه: «.. بما ان الائتلاف لم يفعل شيئاً ضد هؤلاء الارهابيين الذين يخشاهم العالم، فقد بدا وكأنه يؤيدهم او يناصر قضيتهم، وليس صادقاً في عَزوِه ارهابهم الى النظام، وإلاّ لما أحجم عن التنصل منهم ومحاربتهم, ولما رفض رفع غطاءه السياسي عنهم». ليستطرد: «واليوم وقد بدأ الخط المُتَعسكِر/ المُتمذّهِب بالانهيار، وصار من الضروري ان نعمل, كي لا يتحول سقوطه الى سقوط للثورة، يكون على كل وطني محب للشعب, العمل لاستئناف ثورته الاصيلة كثورة حرية وكرامة لجميع السوريين من دون استثناء».

أما برهان غليون الفرنسي الجنسية واول رئيس للمجلس الوطني الذي «اصطنعه» اردوغان, فكتب حول هذا الشأن دراسة تحت عنوان «ما بعد حلب» ، يقول فيها: «.. ونحن نشهد اليوم بالفعل، في موازاة موت قوى الثورة والمعارَضة القديمة, التي اضاعت هويتها واختلطت اوراقها بالإرهاب والتطرف الديني، من بين ثنايا القوى المتهاوية في «الائتلاف» والفصائل المُتعَبة وغيرها, وعلى انقاضها، ولادة مُعارَضَة جديدة, مختلفة تماماً تخرج من تحت الانقاض ومن شقوقها وفي فراغاتها».

هكذا.. يَنعَيانِ الائتلاف والهيئة وكل ما شكلاّه من وهم ودور مرسوم في الغرف السوداء, لكنهما ـــ من اسف ــ كما رياض حجاب واسعد الزعبي–لا يتوفران على شجاعة ادبية, ليعترفا انه تم استخدامهما بالضد من مصالح وطنهما وشعبهما, واسهَما في ايصالهما الى ما هُما... عليه الان.

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF