خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

دائرة المخابرات..

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
عبدالهادي راجي المجالي عبر تاريخها , تعاطت دائرة المخابرات في الأردن , مع الناس بمنطق التأهيل قبل العقاب...المئات من اليساريين والإسلاميين , الذين قاتلوا في الخارج , وشكلوا حالة عداء مع الدولة..انخرطوا فيما بعد بالعمل السياسي وتم استيعابهم..سياسيا وأمنيا...

لكن ثمة فارق , بين التنظيمات التكفيرية , واليسار أو الإتجاهات القومية فهذه الأخيرة كانت تدافع عن إرادة الحياة , وتطالب بدول أقوى وحالات تحرر أنقى..وتطالب أيضا بإلغاء التبعية للغرب , والمخابرات الأردنية تنسجم وغاية الحياة , بمعنى أنها تقاتل لأجل حياة الناس , ولأجل دولة صحية..ومجتمع منسجم..

لكن العدو أمام المخابرات الان , مختلف في الشكل والأسلوب والتنظيم والعقيدة..فهو يريد الموت , يقاتل لأجل أن يموت ويموت الاخر..بالمقابل المخابرات تقاتل لأجل الحياة..لهذا فالمعركة خطرة وصعبة.

كل القوميين وكل اليساريين , كانت معارضتهم قائمة على الرفض وسلاحهم المنشور السري ودربهم الوعي الجماهيري..لم يقتلوا جنديا , لم يتورطوا في تفجير , لم يسفكوا دما..وأنا هنا أتحدث عن الفترة الممتدة ما بعد الثمانينات..بالمقابل العدو الان مختلف فسلاحه البندقية وغايته الموت , وقتل الاخر..وهو عدو شرس , يدخل معركته ويعرف أنه سيموت...

هذا يحتم علينا أن نغير في عقيدة المؤسسات , وفي شكل تعاطيها..واجزم أن عصب الدولة الان هو جهاز المخابرات , وهو المؤسسة الوحيدة المعنية..بهذا الملف , وعلينا هنا أن لا نسيس الأمر فالتكفيري والجهادي والسلفي يجب أن يظلوا في الإطار الأمني فقط...

في أزمة الكرك الأخيرة سمعنا اراء الكل , سمعنا رأي السياسي والإعلامي والعشائري..والكل فشل في تقديم الصورة الصحيحة , أو وضع يده على مكمن الخلل..المؤسسة الوحيدة التي بقيت صامتة هي جهاز المخابرات وأظن أنها تملك الإجابات , وتفهم المشهد بحسها الأمني أكثر من فهمنا نحن له.

حين عدلنا الدستور , نسينا مادة مهمة كان يجب أن توضع..وهي تحصين هذه المؤسسات , لم أكن أتوقع أن يخرج (فيديو) كي يقول أن الأمن العام لم يملكوا ذخيرة , علما بأن هذا الجهاز يتعاطى مع مدنيين وليس مؤهلا لمواجهات كالتي حدثت في الكرك , وليس مطلوبا منه أن يكون كذلك لأن الذي يدخل لمركز أمني كي يقدم شكوى , لايتعامل مع جيش ولا مع قوات خاصة الأصل أن يتعامل مع شخص يجيد التحويل للقضاء وفهم تبعات المشكلة بمعنى أن يكون أقرب لعقلية المدني...بنفس الصورة تعاطينا مع جهاز المخابرات بسؤال غريب وهو :- (وين كاينه المخابرات عنهم؟)...وكأن المطلوب من هذه الدائرة أن تعرف أين نذهب وماذا نأكل , وكم ساعة نمضي في النوم...

في عام (2007) بدأت دعوات مشبوهة , تصدر مطالبة بتخفيف القبضة الأمنية...وبنفس السياق خرجت دعوات تؤكد , أن القبضة الأمنية معادية للمجتمع المدني وتعيق الإقتصاد , وتعيق الإستثمار..

صرنا نحن الان من يطالب بالقبضة الأمنية , وتبين فيما بعد أن هذه التيارات التي تقدم نفسها على أنها :- (ليبرالية) أو (تكنوقراط)..كانت غايتها غياب الرقابة فقط , كي (تلهط) كيفما تشاء..

أنا أطالب بتوسيع مساحات العمل الأمني , فالقادم صعب..وأطالب أيضا بشراكة الأمني مع السياسي , فكما تبين لنا..أن السياسي بدأ بالتخبط..في أزمة الكرك ولم يقدم تبريرا مقنعا للمواطن...

كان الراحل وصفي التل رحمه الله يقول :- نحن لسنا دولة مخابرات بل مخابرات للدولة...والمخابرات التي تعمل لحماية الدولة , يجب أن تكون مظلتها واسعة جدا..ومفهوم الدولة يعني كل شيء , بما فيه السلم المجتمعي بما فيه أيضا , علاقات الأفراد ببعضهم وبالدولة ذاتها...

أظن أن الدور القادم , هو للمخابرات...للمؤسسة الصامتة التي لا تخرج على التلفاز , ولا تتحدث خلف المايكريفونات...وهي في النهاية المؤسسة التي تعرف الحقيقة , وتملك الحل...

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF