عبدالهادي راجي المجالي
قبل أشهر كتبت مقالا, عن الدرك وقد قلت فيه :- إنه المؤسسة الوحيدة والحديثة في الأردن والتي ثبت نجاحها وضرورات وجودها وأنجزت بأكثر مما تنجز مؤسسات أخرى .
الدرك الناطق الإعلامي باسمهم هي:- (الميم 16) , والموقع الخاص بهم على الأنترنت هو :- (قوة الإقتحام) , ولا يوجد مايكريفونات توضع خلف مديرهم, ويتحدث فيها أو يبرر, هم يقدمون الشهداء وينجزون الأوامر ...وفي المساء يمسحون دمعهم ويمضون .
قال سميح القاسم ذات مرة :- (أناديكم وأشد على أياديكم وأبوس الأرض تحت نعالكم وأقول أفديكم )..لست خجلا , أن أقبل أرض الكرك من تحت نعال جنود الدرك , لست خجلا بأن أمد كفي للبساطير كي تعبر عليها ...
في يومين قدم الدرك, ما يقارب فصيل أو مجموعة من الشهداء, هل سمعتم ضباطهم يشكون؟ هل سمعتم قائدهم يبكي على الإعلام؟ هل سمعتم ضباط صفهم يتذمرون من الوضع؟ ..هل سمعتم أحد أفراد قوة الإقتحام والذي أصيب بيده ..يطالب بشطب قرض بنكي عنه ..أو أحد جنودهم يقرر التخلي عن الخدمة ...سمعنا كل شيء , سمعنا نقدا وسمعنا تقيما ..وسمعنا لطما , إلا الدرك كل ما فعله أنه دفن الشهداء وقرر أن يمضي في إكمال المشهد ..ولو طلب منهم أن يقدموا مزيدا من الشهداء لما قالوا لا ...
أطالب بإيقاف أغنية (عمر العبداللات ) والتي تبث عنهم, والتي تصفهم (بوحوش الله) ..هؤلاء ليسوا وحوشا, هؤلاء ورد المشهد وهؤلاء حالات وطنية نبيلة وخالصة, وهؤلاء أرق من الياسمين ومن كل قصائد الغزل ..هؤلاء هم الذين تحمي عيونهم جدائل البنات وبنادقهم تحمي الحلم والحياة ...من قال إنهم وحوش مخطئ , الذي يقاتل لأجل حياتنا لأجل أن يستمر فينا الفرح ..لأجل الكرامة والعدالة والسلام ليس وحشا, بل أيقونة ..وشمعة وصلاة ..ع الأقل هم لديهم الإستعداد الكامل للشهادة وتنفيذ الأمر, بالمقابل ..من أمضوا العمر يخططون ويتدارسون ويتحدثون في الإقتصاد, ما زال استعدادهم قائما لغسل الأيدي (بالهايجين) والسفر على الدرجة الأولى ..
ما حدث في الكرك, أكد لدينا بشكل واضح ..أن هناك مؤسسة لديها استعداد للشهادة وأفرادها لايخافون الموت, وأنا بودي أن اقول لسميح القاسم ...للشاعر الراحل ..بودي أن اقول له :- اسمح لي أن اسرق حلمك وكلماتك ..وأمضي للكرك , وكي أقبل كل أرض داستها بساطيرهم ..وكل أصبع ضغط على الزناد, وكل جبهة بدوية كبرت ومن ثم اقتحمت, وكل خوذة ...وكل تنهيدة, ولحظة انتظار ...
أرجوكم ...لا تجرحوا قلبي وتقومون ببث هذه الأغنية :- (درك درك وحوش الله) مع اعتذاري لصديقي عمر العبداللات..هم ليسوا وحوشا, هم ضمير الدولة ووجدانها..كيف يكون الجنود وحوشا؟.
وها أنا أقتفي مساركم ....وعظمتكم, وليس هناك أبلغ من (الميم 16) حين تكون ناطقا رسميا باسمكم ..حماكم الله يا أنبل الناس وأجملهم .
[email protected]