عبدالهادي راجي المجالي
حين أقلّب الصحف كثيرا ما أصادف اخبارا تتحدث عن اختتام دورة في مجال تنمية القوى البشرية, ويتم في نهايتها توزيع الجوائز والدروع ..وثمة أشياء أخرى تلفت الإنتباه , كأن يقال إن هذه الدورة أعطيت من قبل خبير التنمية البشرية ...هل يوجد خبراء في التنمية البشرية ؟ ..أنا خبير في الحب لم يقم أحد بدعوتي للان على أي ورشة عمل متعلقة في هذا المجال ..
وهناك مدرب لصقل مهارات الذات , لقد دعيت يوما على دورة كانت المحاضرة سيدة , وكانت تعلمنا كيف نصقل ذاتنا ...وكنت استمع بتمعن شديد لها لكن ذاتي لم تصقل ...بل صقل أنفي من حجم العطر الذي كانت تضعه .
وهناك مؤسسات رسمية تتعاقد مع معاهد مختصة في تنمية , قدرات التواصل مع الجمهور ..وللعلم حضرت دورة في هذا المجال , لم استطع ان أتواصل مع المحاضر الذي أعطى الدورة ..كيف يمكن لهذا الشخص أن يعلمني التواصل مع الجمهور ؟ ..
اليوم لحظة كتابتي هذا المقال وجهت لي دعوة لحضور دورة في مجال ..إطلاق الطاقات الإبداعية لموظفي القطاع العام ...وسأحضر كالمعتاد ..
أتذكر أني حضرت دورة في مجال , (التواصل مع الاخر) .. والمدرب الذي أحضرته الجهة المنظمة طلب مني الوقوف , وضرب مثلا علي في قضية التعاطي مع إنسان غاضب ...قال لي :- (يا إبني لو إجاك إنسان بصرخ شو ردة فعلك الأولى) ...كانت ردة فعلي أني قلت له :- ( سواليفك طشي) ..ومن ثم غادرت ..
في عمان وحدها يوجد مراكز كثيرة ,لا أعرف الجهة التي تسجلها أو تعتمدها وظيفتها إعطاء دورات في مجال القوى البشرية وإطلاق طاقات الموظف والتواصل مع الاخر ..والمصيبة أن جهات رسمية تتعاقد معها وتدفع لها أموالا طائلة , لقاء تعليمنا مزيدا من الثرثرة ...أنا لا أعرف هل يوجد في ميزانية الدولة مخصصات للثرثرة .
أقترح تشكيل مجلس أعلى لشؤون (اللهوجة) أو (الثرثرة) ...على غرار المجالس الموجودة لدينا .
[email protected]