خدمة الدفع الالكتروني
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق دراسات وتحقيقات أخبار مصورة صحة وجمال كاريكاتور إنفوجرافيك علوم وتكنولوجيا منوعات طفل وأسرة عين الرأي الرأي الثقافي

«نِمران» من ورق.. هل باتت أميركا وبريطانيا كذلك؟

طباعة
انسخ الرابط
تم النسخ
محمد خروب هل تذكرون العبارة الصينية القديمة جداً والشهيرة التي نُسِبَت ذات يوم للزعيم الصيني ماو تسي تونغ, إبان احتدام الحرب الباردة وقبل أن تُفرِّق الايام والصراعات بين «الرفاق» في موسكو وبيجين, والتي تقول ترجمتها الحرفية الى العربية: «عن الشيء الهزيل جداً الذي يبدو مُخيفاً» بأنه «نمر من ورق»؟

هذا ما تستبطنه - في ما يبدو - الهستيريا الغربية وخصوصاً الاميركية البريطانية, التي تتحدث وكالات استخباراتها عن تدخُّلٍ «روسي» مباشر لصالح دونالد ترامب (عندما كان مرشحاً للرئاسة وقبل انتخابات الثامن من تشرين الثاني الماضي, التي افرزته رئيساً لِأميركا يحمِل الرقم 45 في سلسلة مَن تعاقبوا على رئاسة الولايات المتحدة الاميركية منذ «اتحادها»... حتى الان).. وهذا ما قالته وكالة المخابرات المركزية الاميركية CIA ذائعة الصيت, والتي تتوفر على موازنة سنوية تكاد تساوي (بلا مبالغة) موازنات اكثر من خمسين دولة في العالم بين فقيرة ومتوسطة الحال, بعيداً عن التسميات النمطية التي اخترعها دهاقنة الغرب الاستعماري عندما استبدلوا التسميات «المُهينَة» كما زعموا مثل مصطلح الدول «المتخلفة», لِينحَتوا مصطلح «الدول النامية», اغراء بل تخديراً لتلك الدول, التي تُمعِن في التراجع خطوات متسارعة الى الوراء, بانهيار اقتصادها وبؤس بناها التحتية وتخلّف مناهجها التربوية والتعليمية, وفساد نخبها السياسية والحزبية وتسلّط اجهزتها القمعية وتراجع الحريات العامة والخاصة فيها.

ما علينا..

المخابرات المركزية الاميركية اصدرت تقريراً يتحدث عن تدخل روسي مباشر (...) في المعركة الانتخابية الرئاسية, وما أن نُشِر تقرير CIA حتى اردفتها المخابرات الخارجية البريطانية MI6 بتقرير يتحدث هو الاخر عن تأثير موسكو «ايضاً» في التصويت لخروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي الذي جرى في حزيران الماضي (Brexit).

فمن ذا الذي يُصدِّق أو سيُصدَّق, أن «الغرب» الاستعماري بعظمته وجبروته, الذي زرع الرعب في نفوس معظم شعوب المعمورة واذاقها الويلات وألحَق بها النكبات والكوارث, ونهَب ثرواتها و»افهمها» بالقوة «الخشنة» اولاً, بدءاً من استعمار الامصار وليس انتهاء بالترويع والقتل بالقنابل النووية فضلاً عن الحروب «الذكية» وتكنولوجيا الحروب الفضائية, ناهيك عن قوته «الناعمة جداً», التي تتغلغل في مسامات جلودنا وتجاويف أدمغتنا وخلايانا الداخلية, قد غدا (هذا الغرب الاستعماري) مغلوباً على أمره وباتت موسكو بوتين تُخيفُه على هذا النحو «المُذِّل» وتتدخل في «قدس اسرار» ديمقراطيته ونظامه الانتخابي الحر, الذي «سَحَرَ» به شعوب العالم, وحاول وما يزال, نشر نموذجه هذا وبالقوة دائماً, تحت طائلة الحصار والعقوبات والنبذ والوضع على لائحة الدول الداعمة للارهاب, وغيرها من الاوصاف والاتهامات التي تُلصَق بمَن يرفض اتباع نموذج العالم «الحُرّ» والديمقراطي, والإنتظام في طابور الدول والشعوب التي تُدين بالولاء للقيم الاميركية ومنظومتها ذات المواصفات الجذابة؟.

ثمة حاجة للتوقف عند ما كشفه جهاز المخابرات البريطانية الخارجية MI6 والذي جاء في اطار مقال تحليلي لصحيفة الاوبزيرفر البريطانية «الرصينة» تعقيباً على ما انتهى اليه كَشْف الـCIA عن تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الاميركية بالقول: كَشْفُ المخابرات المركزية الاميركية, يثير الشكوك حول ضلوع روسيا في «خروج» بريطانيا من الاتحاد الاوروبي, ما خلصت اليه CIA, تضيف الصحيفة: حول تدخل روسيا بصورة سِرِّية لترجيح كفة دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الاميركية, قد لا يُهدِّد «نتائج» الانتخابات الاميركية, لكنه (...) يُلقي بظلاله على بريطانيا, وقد «يكون» له تأثير «ايضاً» على الانتخابات في كل من فرنسا والمانيا (...) لِتَخْلُص الاوبزيرفر إلى الاستنتاج بأن «ما كشفته CIA, ألقى ضوءاً جديداً على توقيت ومحتوى الخطاب «غير» المعتاد لرئيس جهاز المخابرات البريطانية MI6 اليكس بونغ, في اشارة الى روسيا عندما قال: ان بريطانيا وغيرها من الديمقراطيات الغربية, واجهَت تهديداً رئيسياً من دول مُعادية تستخدم هجمات الكترونية والدعاية (...) بهدف قلب العملية الديمقراطية».

فهل بالفعل باتت دول الغرب الاستعماري على هذه الدرجة من الهشاشة وسهولة اختراق أجهزتها السرية (غير الجاسوسية التقليدية) وانظمة الامن والحماية فائقة التطور فيها,مثل جمهوريات «الموز» اللاتينية, التي هيمَنت عليها المخابرات الاميركية؟ وبالمقابل هل باتت روسيا بالفعل على هذه الدرجة من المهارة والذكاء (وربما..التحدي والعدوانية) كي «تتجول» بحرية في تلك الفضاءات, المُفترَض أنها محمية بعناية ويقظة؟ الى درجة امتلاكها القدرة على تحديد هوية الشخص او الحزب الذي تريده أن يكون في موقع صنع القرار, سواء في البيت الابيض أم 10 داوننغ ستريت أم الإليزيه ودار المستشارية في برلين؟ أم أنها حال الإنكار التي تعيشها دول الغرب, وعدم اعترافها بِأن نظاماً دولياً جديداً في طور البروز والتشكُّل, له رؤوس واقطاب متعددة, وليس نظاماً برأس واحدة, هي بالضرورة اميركا قائدة «العالم الحُرّ», كما يحلو لها ان تسمي نفسها؟

نظام دولي جديد... يجب وبالضرورة, أن ينهض على أساس من الشرعية الدولية واحترام حق الشعوب في تقرير مصيرها وعدم التدخل في شؤونها, والإقرار بِحقها في اختيار النظام السياسي أو الاقتصادي الذي تريده, بعيداً عن التدخل والعربدة والتهديد بالقوة, وأن يكون القانون الدولي هو الحَكَم في الخلافات, وليس أي شيء آخر.

أما حكاية ضلوع روسيا حالياً أو مستقبلاً في الإنتخابات الغربية, فهي مجرد أحبولة اميركية, يُراد من ورائها اخفاء أو التستر على اخفاقات وتراجع الدور الاميركي في عالمنا «الجديد».

[email protected]
محليات اقتصاد عربي ودولي رياضة فيديو كتاب مجتمع شباب وجامعات ثقافة وفنون ملاحق
جميع الحقوق محفوظة المؤسسة الصحفية الاردنية
Powered by NewsPress
PDF