رأينا
اشّرت زيارة جلالة الملك عبدالله الثاني الى محافظة مادبا واللقاء الذي جمعه بشخصيات ووجهاء المحافظة يوم اول من امس الى طبيعة العلاقات الحميمة التي تربط القائد بشعبه وحجم الالتفاف الشعبي حول مسيرة التنمية والاصلاح والتحديث التي يقودها جلالته بحكمة وبُعد نظر واخلاص، رغم كل ما يحيط ببلدنا من تحديات وقلاقل ومخاطر تتمثل في ما تعيشه مجتمعات الجوار العربي من اضطراب وحروب داخلية وما يفرضه خوارج العصر من اجندات مشبوهة تستوجب التصدي لها بشجاعة وصلابة ووفق نظرة شمولية تأخذ بأسباب القوة والتنسيق الرامي الى كسر شوكتهم وتجفيف منابع تمويلهم وتسليحهم تمهيداً لدحرهم والقضاء عليهم.
من هنا كان جلالة الملك كعادته في حواراته ونقاشاته مع ابناء شعبه صريحا ومباشرا قدّم خلالها الشأن الاقتصادي على كل الملفات والتحديات التي تواجهها مؤكدا في الوقت ذاته ان الفقر والبطالة في مقدمة التحديات التي تواجه المملكة مشيرا في هذا الخصوص الى توفير مائة فرصة عمل جديدة بالتنسيق مع احد المصانع الجديدة فضلا عن التنسيق مع الحكومة لانشاء مشاريع زراعية حيث يوجد برنامج حكومي لتنفيذ مشروع لزراعة الأعلاف.
ولأن جلالته يربط القول بالفعل فانه أكد على ضرورة تشكيل فريق عمل لمتابعة المشاريع في المحافظة يضم جميع الجهات المعنية، ليُصار الى دعم وتنفيذ هذه المشاريع التي تحتاج بالفعل الى حشد الجهود والطاقات وفق اجندات زمنية محددة تختصر الوقت وتوفر المال اذا ما تكاتفت جهود الجميع.
وإذ حرص جلالته على لفت انظار الجميع الى ما انطوت عليه الورقة النقاشية السادسة التي طرحها جلالته للنقاش مؤخرا وبخاصة ما حظيت به من متابعة واهتمام شعبي وسياسي وحزبي وثقافي، فان جلالته ذكّر أبناء شعبه بالوضوح الذي جاءت عليه هذه الورقة إن لجهة أن أحداً ليس فوق القانون، ما يستدعي عمل الجميع ضمن هذا المفهوم والاتجاه أم لجهة الاهمية التي يوليها جلالته الى ضرورة التعاون بين الحكومة والبرلمان فضلا عن ان جلالته في حواراته مع ابناء شعبه يضيء على الملفات الخارجية ذات الصلة باوضاع المنطقة وعلاقات الاردن الخارجية حيث أعرب جلالته عن تفاؤله بمستقبل العلاقة بين الاردن والولايات المتحدة الاميريكية اشارة من جلالته الى الادارة الاميركية الجديدة المتمثلة بانتخاب رئيس جديد.
الشأن العربي كالعادة كان في محور اشارات جلالة الملك وبخاصة حول استضافة الاردن للقمة العربية نهاية اذار المقبل ، حيث اكد جلالته ان هدف الاردن كرئيس للقمة هو وضع الاولويات والتحديات امام الجميع مشددا على ان هذه القمة تشكل فرصة للعمل بصورة ايجابية في ظل التحديات الاقليمية لما فيه مصلحة الامتين العربية والاسلامية.
قصارى القول ان جلالة الملك في جولاته ولقاءاته بأبناء شعبه في مختلف المحافظات يواصل تكريس انجاح الحوار والنقاش المفتوح مع الاردنيين كافة للوقوف على حاجاتهم والاستماع المباشر لارائهم الامر الذي يعكسه قول جلالته في لقائه مع شخصيات ووجهاء محافظة مأدبا أنه متفائل بالمستقبل ، مذكرا اياهم بأن امامنا الكثير من العمل وبالتعاون مع اخواني واخواتي فان معنوياتي تكون عالية جدا بإذن الله وحمده.