نجاح ترامب المفاجئ رئيساً للولايات المتحدة الاميركية كان بمثابة زلزال سياسي وصلت آثاره الى كل دول العالم نظراً للشعارات التي رفعها خلال حملته الانتخابية خاصة المتعلقة بالسياسة الخارجية، حيث بعث برسائل سلبية الى دول الاتحاد الاوروبي والصين واليابان وكوريا الجنوبية ودول الجوار في اميركا الجنوبية ودول الخليج العربي وايران وغيرها، لم تسلم من رسائله السلبية إلا روسيا ورئيسها بوتين حيث وعد بالتعاون معها وتخفيف حدة الحرب الباردة القائمة الآن بين الدولتين خاصة المتعلقة في حالة الارهاب حيث وعد بالتعاون مع روسيا لمحاربة المجموعات الارهابية.
لا نعرف كيف سيكون ترامب عندما يستلم قيادة الادارة بعد شهرين هل سيتغير؟ أم سيبقى على آرائه وشعاراته؟ فأميركا تحكمها مؤسسات بالاضافة الى الرئيس فهناك البنتاغون والاجهزة الامنية ووزارة الخارجية والكونغرس وغيرها ولأميركا استراتيجية ثابتة لخدمة مصالحها في العالم ولتبقى القطب الاكبر الذي يتحكم في شؤون العالم العسكرية والاقتصادية والسياسية فهل يستطيع ترامب ان يغير هذه الاستراتيجية؟ نشك في ذلك، وهل سيسمح لولادة نظام عالمي جديد متعدد الاقطاب؟!!.
ما يهمنا في العالم العربي امران الاول هو قضية العرب المركزية وهي القضية الفلسطينية فقد تعودنا منذ انشاء دولة اسرائيل حتى الآن ان تغيير الرئاسة الاميركية وتناوب الادارة بين الديموقراطيين والجمهوريين لا يغير شيئاً في انحياز اميركا المطلق لدولة اسرائيل بالرغم من الوعود التي كان يطلقها بعض المرشحين لحل القضية حلاً عادلاً ولكن عندما كانوا يصلون للرئاسة كانوا عاجزين على تحقيق وعودهم والضغط على حكومات اسرائيل وبالتالي مجيء ترامب رئيساً لن يغير شيئاً في القضية وستستمر اسرائيل في بناء المستوطنات في اراضي الضفة الغربية ولن تشهد حلاً للدولتين بل هناك خطر نقل السفارة الاميركية الى القدس.
اما الموضوع الاخر الذي يهمنا هو الربيع العربي الذي اصبح الدمار العربي فالفوضى الخلاقة بشرت بها كونداليزا رايس الجمهورية تحققت في عهد اوباما الديمقراطي ولقد اتهم ترامب مباشرة هيلاري كلينتون بأنها ترعى داعش والمنظمات الاخرى الارهابية في العالم العربي خاصة في العراق وسوريا فهل سيتعاون ترامب مع بوتين للقضاء على الارهاب؟ وهل سنرى حلاً في سوريا؟ سننتظر الى ربيع العام القادم لنرى جدية ترامب في هذا الموضوع كان اوباما يقول ان الارهاب سيستمر عشر سنوات نأمل في ادارة ترامب ان تقل هذه المدة فتدمير الدول العربية بدأ في عهد بوش الابن الجمهوري باحتلاله العراق واستمر في عهد اوباما الان عاد ترامب الجمهوري فهل ستستمر السياسة الاميركية في تمزيق وتقسيم الدول العربية في دعم الاسلام السياسي خاصة المتطرف خدمة لاسرائيل وتبقي على الفوضى في الدول العربية لكي تنتقل الى جنوب آسيا لمواجهة الصين بعد ان تضمن هيمنة اسرائيل في المنطقة واضعاف الدول العربية، لننتظر ولكن على المتفائلين ان يتريثوا في العلاقة الاستراتيجية بين اميركا واسرائيل ستبقى وهي ثابتة لا تتغير بتغير الادارة ديمقراطية كانت ام جمهورية.
مواضيع ذات صلة